السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تحديد متحورة جديدة أكثر حدة من فيروس خطير

عينة دم للكشف عن مرض الإيدز
4 فبراير 2022 19:44

حدّد باحثون متحورة أكثر قوة لفيروس "إتش آي في" المسبب لمرض نقص المناعة (الإيدز) بدأت تنتشر في هولندا في تسعينيات القرن الماضي، في اكتشاف علمي نادر.
 لكن الباحثين أكدوا أن هذا الاكتشاف ينبغي ألا يثير الخوف بسبب العلاجات المتوفرة.وشدد كريس وايمانت الباحث واختصاصي علم الأوبئة في جامعة أكسفورد على أن هذه المتحورة تتجاوب مع العلاجات المتاحة راهنا وانتشارها يتراجع منذ العام 2010.
وأكد المعد الرئيسي للدراسة، التي نشرت في مجلة "ساينس" العلمية، "لا داعي للهلع".
إلا أن هذا الاكتشاف قد يساعد في فهم أفضل لفيروس "إتش آي في" المسبب لمرض الإيدز وكيفية مهاجمته للخلايا.
وتظهر هذه الأعمال أيضا أن أي فيروس يمكنه أن يتطور ويصبح أكثر حدة، وهي فرضية علمية أجريت عليها دراسات واسعة على الصعيد النظري من دون أن تتوافر أمثلة كثيرة عنها حتى الآن.
كانت المتحورة "دلتا" من فيروس كورونا مثالا أخيرا على هذه الفرضية.
وحدد الباحثون 109 أشخاص مصابين بهذه المتحورة من الفيروس المسبب لمرض الإيدز بينهم أربعة فقط خارج هولندا، في بلجيكا وسويسرا.
وتطورت المتحورة نهاية الثمانينيات وخلال التسعينات وباتت عدواها تنتقل بسرعة في مطلع الألفية. لكنها تتراجع منذ العام 2010، على الأرجح بفضل جهود هولندا لمكافحة هذا المرض.
وسميت المتحورة "في بي" (VB).
يسجل فيروس "إتش آي في" تطورا مستمرا بحيث أن كل مصاب يحمل نسخة مختلفة بشكل طفيف عن مصاب آخر ولا يكون لذلك أهمية كبرى عادة.
إلا أن المتحورة المكتشفة تتضمن أكثر من 500 تحول.
وأوضح كريس وايمانت أن "رصد متحورة جديدة أمر طبيعي لكن إيجاد متحورة جديدة مع خصائص غير اعتيادية ليس طبيعيا خصوصا مع حدة أكبر".
وحدد أول شخص يحمل هذه المتحورة في إطار الدراسة في العام 1992 والأخير في العام 2014. إلا أن باحثين آخرين حددوا بعض الأشخاص الآخرين المصابين بها في وقت لاحق.
وبعد تلقي هؤلاء الأشخاص العلاج المناسب، لم يظهروا أي خطر لإصابتهم بمضاعفات أكثر من المصابين الآخرين. لكن ما مرد حدة الفيروس الأكبر هذه؟
يقاس تطور المرض عموما من خلال عدد الخلايا اللمفاوية التائية (سي دي 4) في الجسم إذ يستهدف الفيروس هذه الخلايا من النظام المناعي.
وتبين أن من أصيبوا بالمتحورة لديهم عدد أقل من "سي دي 4" مقارنة بالآخرين لدى التشخيص مع تراجع أسرع بمرتين أيضا.
واستنادا إلى حسابات الباحثين، فإن المصاب بالمتحورة في حال عدم تلقيه العلاج، سيصل إلى عتبة 350 خلية لمفاوية تائية "سي دي 4" لكل ميكروليتر في الدم في غضون تسعة أشهر في مقابل ثلاث سنوات للمرضى الآخرين.
وكانت الشحنة الفيروسية أي كمية الفيروس في الدم لدى المصابين بهذه المتحورة أعلى بشكل كبير أيضا.
وإضافة إلى حدة المتحورة، أظهر الباحثون أن سرعة انتقال العدوى أكبر أيضا. وقد درسوا في هذا الإطار العوامل المشتركة بين النسخ المختلفة للفيروس لدى المرضى المصابين بالإيدز.
وتبين أن النسخ كثيرة التشابه، ما يدفع إلى الظن أن الوقت الكافي لم يكن متاحا للفيروس لإحداث تحولات قبل أن ينتقل من شخص إلى آخر.
وأورد عالم الأوبئة كريستوفر فرايزر أحد معدي الدراسة "تظهر نتائجنا أهمية (..) خضوع الأشخاص المعرضين أكثر من غيرهم للإصابة بانتظام لفحوص للسماح بتشخيص مبكر يليه علاج سريع".
ويقف هذا الباحث وراء مشروع "بيهايف" الذي يجمع بيانات عن مرضى في ثماني دول من بينها هولندا. واستخدمت هذه البيانات في الدراسة وسمحت بهذا الاكتشاف.
وقال كريس وايمانت "يشكل الاكتشاف تنبيها. علينا ألا نعتبر أن الفيروس سيتطور ليصبح أقل خطورة".
وقد تفيد هذه الخلاصة في إطار النقاشات الحالية حول كوفيد-19.

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©