الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كيف تفسر الحرب للأطفال بطريقة آمنة؟!

كيف تفسر الحرب للأطفال بطريقة آمنة؟!
5 مارس 2022 01:47

لندن (الاتحاد)

في غمرة الانشغال بعالم الكبار وقضاياها ومشاكلهم، ينسى الكبار القائمين على صناعة الإعلام، عالم الصغار. هذه مشكلة حقيقية بمعظم دول العالم. وتتزايد خطورة الفجوة بين الصغار والعالم من حولهم وقت الأزمات، خاصة خلال الحروب. فمع ثورة السوشيال ميديا التي يستهلكها الصغار بكثافة، وفي ظل التغطيات الإعلامية المفرطة،  التي يرى الأطفال كيف يحرص الكبار على متابعتها، قد تجد الأجيال الحالية من الأطفال أنفسهم أسرى أفكار ومشاعر وأحاسيس مؤلمة لا يستطيعون الانفلات منها أو التعبير عنها. وعلى الأرجح لن يفهموا كثيرا مما يشاهدونه، أو قد تصل إليهم الحقائق مشوهة أو غامضة بصورة تزيد من قلقهم ومخاوفهم، فتزيد معاناتهم في صمت دون أن يدري بهم أحد.
مجلة «ذي ويك جونيور» البريطانية تأخذ في اعتبارها هذه الأبعاد جميعها. فهي مطبوعة فريدة من نوعها، موجهة خصيصاً للأطفال في المرحلة العمرية من سن 8 سنوات إلى 14 سنة. تصدر المجلة في 23 صفحة بصور زاهية الألوان، يكتبها صحفيون وخبراء ومتخصصون، هدفهم الأساسي هو أن يشرحوا للأطفال القضايا الحياتية المهمة في عالم الكبار، وكل ما يشغلهم من التطورات الجارية وأحدث الأخبار السياسية والعلمية والرياضية والفنية والتكنولوجية. تقول المجلة في تعريفها عن نفسها أن هدفها بالأساس تشجيع القراء الصغار على استكشاف العالم من حولهم وبناء آرائهم الخاصة. وتضيف «نحن نشرح عالمنا الرائع بطريقة آمنة وغير متحيزة ومناسبة للفئة العمرية المستهدفة، من أجل تحفيز الأطفال على التحدث بشأن ما يشاهدونه في الإعلام بشأن الأخبار والشؤون الجارية لإشراكهم في قضايا العالم من حولهم».
الآن تواجه المجلة تحدياً خطيراً. فرئيسة التحرير آنا باسي حائرة.. كيف تقدم للأطفال تغطية عاقلة ورزينة وآمنة عما يحدث في أوكرانيا، خاصة للأطفال في سن الخامسة والسادسة من العمر الذين يدرسون بعضاً من تاريخ الحرب العالمية الثانية؟!. إنها تخشى من المقارنات مما قد يثير مزيد من الفزع في عقول الأطفال.

  • آنا باسي رئيسة التحرير
    آنا باسي

تقول باسي لصحيفة الجارديان: «سنحاول في العدد الجديد أن نطلع قراءنا بهدوء وبوضوح قدر ما نستطيع عما يحدث وما سيؤدي إليه الوضع الحالي».
وتؤكد أن أكثر ما يشغل بالها هو كيفية تقديم السياق العام للأحداث للصغار، حتى يفهموا مختلف الأبعاد، مشيرة إلى أنه من دون ذلك، ربما يشعر الأطفال بأن مثل هذه الأمور تنفجر من تلقاء نفسها فجأة، مما قد يثير فزعهم بدرجة أخطر.
باسي قلقة أيضا من أن الأطفال ربما يحصلون على معلومات من مصادر غير موثوقة ومن دون إخضاعها لعملية «فلترة».
وتقول: بالتأكيد سوف ننصحهم بأكثر المصادر، احتراماً للحصول على ما يحتاجون من معلومات بشأن الحرب، وسنقول لهم أيضا أن عليهم لو شعروا بالقلق أن يتحدثوا مع عائلاتهم، وألا يتعمدوا التوغل أكثر في متابعة الأخبار التي قد تثير فزعهم.
وتؤكد البروفيسورة فيفيان هيل مدير معهد التربية في جامعة لندن أن الآباء لم يعد لديهم بعد السيطرة على التحكم في طريقة تعاطي أطفالهم مع العالم الخارجي والتطورات الجارية فيه.
وتضيف: في المجتمع الحديث من الصعب جداً أن نضع درعاً حول الأطفال لحمايتهم من أي شيء. الأطفال الآن أكثر وعياً بما يجري في أوكرانيا من الأجيال السابقة، حيث الأخبار تتدفق على مدار 24 ساعة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©