الجمعة 3 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«طبيب اللؤلؤ» مهنة زاولها قديماً تجار الخليج  احتفالاً بالموارد الطبيعية

مصطفى الفردان (تصوير: أشرف العمرة)
4 ابريل 2022 01:58

 خولة علي (دبي) 

انعكست الموارد الطبيعية التي تمتعت بها منطقة الخليج قديماً، على شكل المهن والحرف التي زاولها الأهالي، ومنها مهنة الطوّاش والمعني بشراء وبيع اللؤلؤ، التجارة الرائدة في الماضي. واللؤلؤ المستخرج من باطن بحر الخليج يُعد من أجود الأنواع في العالم، ما أدى إلى ظهور عدد من التجار في الخليج، والذين زاع صيتهم في بعض الأسواق العالمية.
قديماً، لم تهدأ حركة سفن الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، إذ على الرغم من صعوبة العمل، كان يُعد مصدر رزق للأهالي. ومع تغيُّر موازين الموارد الاقتصادية في المنطقة، بظهور النفط واللؤلؤ الصناعي الياباني، طُويت هذه المهنة لدى البعض واندثرت، ومنهم من جعلوها إرثاً متداولاً بين الأجيال.

خدوش ومبرد
 الباحث والخبير مصطفى الفردان، ذهب على خطى أجداده تجار اللؤلؤ وكرّس وقته وجهده وذاكرته في صون إرثهم والسير على نهجهم، مستلهماً منهم الكثير من الخبرات في مجال تجارة اللؤلؤ وتشكيل عقود وحلي ازدانت بها أعناق الملكات.
 يتحدث عن نشأته في كنف أسرة لها باع طويل في تجارة اللؤلؤ وصناعته، تعود إلى 300 سنة، لافتاً إلى أنه كان يحرص وهو طفل على ملازمة جده إبراهيم الفردان تاجر اللؤلؤ الذي لُقب بـ «طبيب اللؤلؤ». وذكر أن دقته وخبرته في معالجة الدانات من آفاتها، ونظرته التشخيصية في معرفة قيمة الدانة ومدى جودتها، خبرة توارثها من والده حسن الفردان، قائلاً: عادة ما تتعرض حبات اللؤلؤ إلى ضرر أثناء وجودها في المحار كخدوش تغيِّر لونها، وكان جدي يفترش الأرض في مجلسه، مستخدماً أدوات بسيطة كالمبرد، يحك به حبات اللؤلؤ لتخرج من يديه براقة. وقد قام جدي بتصميم عقد من اللؤلؤ لكوكب الشرق أم كلثوم، بطلب من إحدى الشخصيات الخليجية وقتها، وهذا الإرث الذي عاصره كان له بالغ الأثر في نفسه بأن يحمل على عاتقه مسؤولية صون هذا التراث وحفظه للأجيال. 

8 آلاف سنة
يورد مصطفى الفردان أن تاريخ مهنة الطواش يعود إلى آلاف السنين، قائلاً: كشفت الأبحاث في جزيرة المروع في أبوظبي عن لؤلؤة تعود إلى 8 آلاف سنة، بحيث ساهمت الطبيعة البحرية في نمو قطع فريدة ومميزة منها. وأكد أن دولة الإمارات تميزت عن دول الخليج الأخرى بكثرة رحلات الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وذلك لطبيعة التضاريس والأرخبيل البحري. وكشفت التنقيبات الأثرية في أم القيوين عن لؤلؤة تعود إلى 8 آلاف سنة، كما أن الساحل الشرقي أيضاً توفرت فيه مغاصات اللؤلؤ. 

أسعار النوخذة
ويتابع قائلاً: ازداد في تلك الفترة نشاط الغوص وعمل الطواش أو تاجر اللؤلؤ، الذي أصبح يبحث عن القطع الفريدة والمتميزة من حبات اللؤلؤ ليشتريها من النواخذة ويبيعها في الأسواق المحلية أو في الهند، التي اشتهرت كأحد منافذ البيع قديماً. ويعتمد الطواش على أدوات محددة في حساب وزن اللؤلؤ وجودته، فما أن تصل حبات اللؤلؤ إلى يديه، حتى يقوم باستخدام الميزان لمعرفة وزنه ويدقق في اللآلئ من خلال عدسات مكبرة، ويضعها في مناخل مصنوعة من النحاس ذات ثقوب تتدرج في الاتساع. ويكون ذلك لفرز اللآلئ وفقاً لحجمها، فعندما يطلب الطواش من النوخذة أن يحدد السعر، تبدأ المساومة بينهما حتى يتفقا على السعر.

 أرخبيل
 اشتهرت الإمارات قديماً بكثرة مغاصات اللؤلؤ وذلك لطبيعة التضاريس وتوفر الأرخبيل، حيث تمثل 70% من مغاصات الخليج.

طقوس رمضان
عمل الطواش مرتبط بتوفر اللؤلؤ ورحلات الغوص التي كانت تنطلق من منتصف أبريل حتى أوائل أكتوبر، لهدوء موج البحر في هذا الوقت من السنة. وما أن يصادف موسم الغوص في شهر رمضان، تنقطع الرحلة ويرتاح الطاقم عن العمل ليمارس طقوسه الرمضانية في الديار بصحبة الأهل. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©