السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«نجم سهيل».. وداع الصيف

«نجم سهيل».. وداع الصيف
23 أغسطس 2022 14:52

هناء الحمادي (أبوظبي)
كان أبناء الجزيرة العربية منذ القدم يهتمون  بمطلع النجوم والنظر فيها ومعرفة منازلها، وذلك لارتباطها بحياتهم اليومية في الليل والنهار، فهم يعرفون من خلالها دخول فصول السنة وأوقات نزول الأمطار، وأوقات البرد والحر. وعبر حساب النجوم يعرف أهل القرى والفلاحون متى يحرثون أراضيهم ومتى يبذرونها، ويعرف أهل البر مواسم الرعي، ويعرف أهل البحر مواسم الصيد والسفر.
 مع فجر 24 أغسطس  يستبشر أهالي منطقة الخليج عموماً والإمارات خصوصاً بـ «نجم سهيل» الذي يبشر بجلاء القيظ وشدة الحر وإقبال الربيع والمطر. و"سهيل" عند العرب، هو "البشير اليماني"، وله عدة أسماء منها "نجم اليمن" و"سهيل اليماني"، وسبب نسبته إلى اليمن كونه يطلع من جهة الجنوب ويظهر مقابلاً للنجم القطبي الشمالي، وهو يشير إلى جهة الجنوب.


روايح الصيف
قال إبراهيم الجروان رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك: «نجم سهيل عرفه العرب منذ قديم الزمان، وكان له حضور في أشعارهم وأمثلتهم، كما اعتبروه جزءاً من وعيهم المناخي والفلكي، لحساب موعد انكسار شدة الحر وتغير المناخ نحو الاعتدال.
 وأضاف: مع ظهور نجم سهيل يبدأ منخفض الهند الموسمي بالضعف والتراجع جنوباً، وتهب معه رياح "الكوس"، وهي رياح جنوبية شرقية عالية الرطوبة، تعمل على تكوين سحب منخفضة على امتداد السفوح الشرقية لجبال الحجر في عمان والإمارات، وقد يصاحبها هطول رذاذ. كما تهب رياح نشيطة يطلق عليها "هبايب سهيل" تعمل على تلطيف الجو، وتنشط "روايح الصيف"، التي تؤثر على مناطق ما حول جبال الحجر، ويطال تأثيرها المناطق الجبلية الوسطى في الإمارات من مدينة الذيد إلى مدينة العين، مسببة عواصف محلية ورياحاً قوية تصحبها سحب ركامية وهطول أمطار رعدية غزيرة.
وخلال الفترة الممتدة من طلوع سهيل إلى حين الاعتدال الخريفي في 23 سبتمبر، يشتد الحر المشبع بالرطوبة، ويسميها العرب "وعكة"، ومن أشهرها "وعكات سهيل" ويطلق عليها أيضاً "حرة الدبس" حيث تتم إسالة الدبس من التمر، وتسمى "حرة المساطيح"، و"المسطاح"، أي مكان تجفيف الرطب ليصبح تمراً. وتبدأ خلال الفترة نفسها "هبايب سهيل"، وهي رياح رطبة ونشيطة تعمل على الحد من درجات الحرارة العالية وتلطيف الأجواء.
وقال الجروان: مع طلوع "سهيل" تبدأ أولى مواسم الزراعة والعروة الزراعية الخريفية، حيث تبذر أنواع البذور في المشاتل المحمية من أشعة الشمس والرياح الجافة، بدءاً من منتصف أغسطس. ومع مطلع أكتوبر  تُنقل الشتول إلى الأرض المستديمة، كما تُنقل الفسائل ومختلف الأشجار حيث يبرد باطن الأرض ويحين أوان صرام أصناف كثيرة من النخيل، وتُجمع التمور وتُخزن، ويُصنع الدبس، ويلاحَظ اخضرار الأطراف الجنوبية لأشجار السمر وأزهار بعض أنواع الطلح، وطلوع مغافير الرمث مع أوان طلوع "سهيل". 
وأضاف: تعود معظم الأسماك بكميات كبيرة للاقتراب من السواحل بعد اعتدال الطقس، كما يعاود الصيادون الخروج إلى البحر للصيد، ما يؤدي إلى انتعاش أسواق السمك في مختلف مناطق الدولة. وتبدأ بعض الطيور المهاجرة في التوافد إلى المنطقة، حيث تشاهَد اعتباراً من النصف الثاني من أغسطس.
مع طلوع "نجم سهيل"، يبدأ التقويم الخاص بأهل الخليج والمعروف بـ"الدرور"، حيث تُقسم السنة إلى 4 أقسام، "مئة الصفري" أو الخريف، "مئة الشتاء"، "مئة الصيف" أو الربيع، و"القيض" وهو وقت شدة الحر على مدار 65 يوماً تكتمل فيها السنة، وكل 10 أيام منها تسمى "در".

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©