دراسة مشجعة بشأن دواء لجدري القردة

وجدت دراسة، أجرتها جامعة كاليفورنيا الأميركية، أن عقار "تيكوفيرمات" (Tecovirimat) المضاد للفيروسات يبدو آمنًا وفعالًا في علاج أعراض مرض جدري القردة والآفات الجلدية.
الدراسة، التي نُشرت في دورية الجمعية الطبية الأميركية (JAMA)، هي واحدة من أوّل الدراسات لتقييم وتقديم تقرير عن نتائج علاج مرضى جدري القردة باستخدام هذا المضاد للفيروسات.
وTecovirimat (TPOXX) هو دواء مضاد للفيروسات معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج الجدري. يحد من انتشار الفيروس في الجسم عن طريق تثبيط عمل البروتين المسؤول عن إطلاق الفيروس.
 في الآونة الأخيرة، سمحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة للأطباء بوصف هذا الدواء على أساس الاستخدام الرحيم لعلاج البالغين والأطفال المصابين بعدوى فيروس الأورثوبوكس، بما في ذلك جدري القردة.
في الدراسة، قدم خبراء الأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا رؤى حول 25 مريضًا يعانون من جدري القردة وعولجوا بدواء "تيكوفيرمات".
وقالت آنجل ديساي  أخصائية الأمراض المعدية لدى البالغين في جامعة كاليفورنيا "لدينا بيانات سريرية محدودة للغاية حول استخدام تيكوفيرمات لعلاج عدوى جدري القردة. هناك الكثير لنتعلمه عن التطور الطبيعي للمرض وكيف يمكن أن يؤثر هذا الدواء والأدوية المضادة للفيروسات الأخرى على هذا المرض". 

علاج جدري القردة بدواء "تيكوفيرمات"
أدى تفشي مرض جدري القردة في العالم مؤخرًا إلى حدوث أكثر من 45500 حالة حتى 22 أغسطس 2022. وبينما تختفي الأعراض عادةً من تلقاء نفسها في غضون أسبوعين إلى 4 أسابيع، أظهرت دراسة حديثة أن 13% من المرضى يحتاجون إلى دخول المستشفى.
شملت الدراسة الجديدة المرضى الذين أدخلوا إلى مركز ديفيس الطبي في جامعة كاليفورنيا، بشكل أساسي من قبل إدارة الصحة العامة في مقاطعة ساكرامنتو، بين 3 يونيو و13 أغسطس 2022.
أعطي علاج "تيكوفيرمات" عن طريق الفم للمرضى الذين يعانون من آفات جلدية في أجزاء متعددة من الجسم أو في مناطق حساسة مثل الوجه. كان العلاج يعتمد على الوزن، ويعطى كل 8 أو 12 ساعة، ويتم تناوله في غضون 30 دقيقة من وجبة غنية بالدهون.
جمع الباحثون البيانات السريرية في أول تقييم شخصي للعلاج ومن خلال مقابلة شخصية أو عبر الهاتف في اليوم 7 واليوم 21 بعد بداية العلاج.
في المجموع، أكمل 25 مريضًا مصابًا بعدوى مؤكدة بجدري القردة دورة علاج "تيكوفيرمات". كانوا جميعا من الذكور. تراوحت أعمارهم بين 27 و76 عاما (متوسط ​​العمر 40). وكان تسعة مرضى مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (الأيدز). كان مريض واحد من بين من خضعوا للتجربة قد تلقى لقاح الجدري (تناوله منذ أكثر من 25 عامًا) فيما تلقى أربعة آخرون جرعة من لقاح JYNNEOS الخاص بجدري القردة بعد بدء الأعراض.

الأعراض عند مرضى جدري القردة
وجدت الدراسة أن جميع المرضى يعانون من آفات مؤلمة، كان لدى نصفهم أقل من 10 آفات على الجسم بالكامل.
في المتوسط​​، كان المرضى يعانون من أعراض أو آفات لمدة 12 يومًا قبل أن يبدأوا العلاج المضاد للفيروسات. كانت الحمى أكثر الأعراض شيوعاً (76% من المرضى)، يليها التعب (32%) والتهاب الحلق (20%) والقشعريرة (20%). ومن الأعراض الأخرى آلام الظهر (12%) وآلام العضلات (8%) والغثيان (4%) والإسهال (4%).
أكمل جميع المرضى علاج tecovirimat وتحملوا العلاج جيدًا. عولجوا لمدة أسبوعين، باستثناء مريض واحد عولج لمدة 21 يومًا.
في اليوم السابع من العلاج، شُفي 40% من المرضى من آفاتهم. بحلول اليوم الحادي والعشرين، تعافى 92% ولم يعودوا يعانون من الألم.
شملت أكثر المضاعفات الجانبية المبلغ عنها في اليوم السابع من العلاج: التعب (28%) والصداع (20%) والغثيان (16%) والحكة (8%) والإسهال (8%).
وقال خبير الأمراض المعدية والمؤلف المشارك جورج طومسون الأستاذ بكلية الطب في جامعة كاليفورنيا "يجب أن نكون حذرين للغاية في كيفية تفسيرنا للبيانات. من الصعب التمييز بين الآثار الجانبية الناتجة عن العلاج وتلك التي تسببها العدوى". 
كانت الدراسة صغيرة ولم تشمل مجموعة ضابطة. لذلك، كان تقييم فعالية الدواء من حيث مدة الأعراض وشدتها محدودًا. كما تباينت الفترة من ظهور الأعراض إلى بدء العلاج بين المرضى.

أخبار ذات صلة

دواء معروف يحدّ من تعرّض الأمهات لاكتئاب ما بعد الولادة