الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كيف نكتسب سعادة الأطفال ؟

كيف نكتسب سعادة الأطفال ؟
19 نوفمبر 2022 01:39

د. شريف عرفة

ربما رأيت هذا المشهد مراراً.. أطفال يضحكون ويلعبون،  بينما أهلهم متجهمون مقطبو الجبين  ينهرونهم كي لا يبتعدوا أو من أجل خفض أصواتهم! يبدو الأطفال أكثر سعادة ومرحاً، ومن الواضح أن هذا يتناقص تدريجياً مع النضج وتراكم المسؤوليات.. 
فهل يكمن الحل في استعادة هذه الروح الطفولية من حين لآخر؟

يختلف تعريف السعادة في المراحل العمرية المختلفة.. يفرح الطفل بالحصول على لعبة، لن تسعده حين يصبح مراهقاً، حيث تختلف نظرته للسعادة وقتها عن الشخص البالغ.. لكن تبدو نظرة الأطفال البريئة للسعادة مثيرة للاهتمام لأنها سهلة التحقيق! 
قام علماء في عدد من الدراسات («نورفترياني فخري» و«يوليا آيريزا» وزملاؤهم من كلية علم النفس بجامعة نيجري ماكاسار بإندونيسيا) باستطلاع آراء أطفال في مراحل عمرية مختلفة حول نظرتهم للسعادة.. ماذا تعني لهم؟ ومتى يشعرون بها؟ فوجدوا أن تعريفهم لها شديد البساطة، يتعلق بالتجارب الشعورية الإيجابية، دون تعقيدات وسفسطة أو ربط السعادة بهدف بعيد المنال أو صعب التحقق..   
على سبيل المثال، وجدوا أن سعادة الأطفال تتحقق بأشياء شديدة البساطة، مثل: 
- زيادة المشاعر الإيجابية «الضحك والسكينة..».
- القيام بأنشطة ممتعة «مثل الهوايات والتنزه وتناول الطعام المفضل..». 
- تلقي شيء «هدية أو مكافأة..».
- تحقيق إنجاز ما «كالفوز في لعبة فيديو..».
- العلاقة المتناغمة مع المقربين «الأسرة والأصدقاء والمعلمين..».
- حالة بدنية إيجابية «اللعب وممارسة الرياضة..». 
- أداء الطقوس الروحية، ومجيء أيام أو أحداث خاصة «احتفالات أو أعياد..». 
ويقول الباحثون، إن نتائجهم تتسق مع الدراسات التي أجريت في بلاد أخرى حول العالم، ما يعطي مؤشراً إلى أن الاستنتاج الذي توصلوا له ليس مقتصراً على ثقافة البلد الذي أجريت فيه الدراسة.

لماذا سعادة الأطفال مهمة؟ 
تفيدنا هذه الدراسات في تطبيقات عديدة. 
أولاً: مساعدة الأطفال الذين يعانون انخفاض معنوياتهم.. فبعض الأطفال غير سعداء لسبب أو لآخر، الأمر الذي قد يستمر معهم حين يكبرون.. لذلك تفيدنا نتائج الاستطلاع في معرفة كيفية إسعاد أطفالنا لتحسين صحتهم النفسية، لا فرض نموذجنا ومنظورنا - نحن الكبار - للسعادة.
التفاوت بين فهم الكبار والصغار للسعادة، قد يخيب مساعي الأبوين في إسعاد أبنائهم، في حين يرى الطفل عالمه الصغير ببساطة وتسعده أشياء أقل تعقيداً!
وثانياً: لأن فهمنا لسعادة الأطفال قد يكون مفيداً لنا - نحن الكبار - حين تتقعد الحياة ونربط سعادتنا بمتغيرات عديدة أو أهداف مهنية أو اقتصادية بعيدة المنال، بينما المسألة أبسط مما تبدو عليه! هل يمكن أن تكون سعادة الكبار صعبة لأنهم ربطوا مفهوم السعادة بامتلاك وكسب المزيد، بينما فهمها الأطفال ببساطة، فحظوا بها؟ 
حين نتأمل القائمة السابقة، نكتشف أنها سهلة التحقق.. حسن علاقتك بأسرتك واقض وقتاً مع أصدقائك… ومارس هواياتك التي تنسيك تفاصيل الحياة.. وكافئ نفسك بأشياء مهما كانت بسيطة.. استمتع باللحظة ما دمت فيها.. من المفيد أن نأخذ خطوة للوراء.. ونرى الحياة من منظور طفل.. كي نقدر قيمة كل لحظة نعيشها..
هكذا نوقظ سعادة الطفل الذي بداخلنا!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©