«خليفة للأعمال الإنسانية».. نهر الخير

سعد عبد الراضي (أبوظبي)

في نسخة هذا العام، من مهرجان الشيخ زايد، الذي يقام بمنطقة الوثبة في أبوظبي، يتألق المشهد البصري جاذباً قلوب وعقول الزائرين من مختلف الجنسيات وكافة الأعمار، بما يضمه من ثقافات تتماهى مع الثقافة الإماراتية، وما تحويه برامج تلك الثقافات من فعاليات وأنشطة مستمرة تعزز من أهمية المحافظة على الهوية والموروث من جانب، وما يتطلبه العصر الحديث من تطور من جانب آخر، ولكن كل هذا الزخم يحمل في داخله جهوداً تنظيمية رائعة من مؤسسات رائدة في العمل المجتمعي والإنساني عموماً، ومن بين تلك المؤسسات، مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية. 
تجولت «الاتحاد» داخل جناح المؤسسة ورصدت التفاصيل المهمة التي من شأنها أن توثق حجم الجهود المبذولة لإنجاح هذا المهرجان عاماً بعد عام، والذي يشهد مشاركة 23 دولة، تم ضمها في 10 أجنحة مع مراعاة توزيع هذه الدول في تجانس يسهم في سهولة وصول الزوار إليها، وهذه الأجنحة هي: الجناح الخليجي، الجناح التايلاندي، الجناح المصري، الجناح المغربي، الجناح اليمني، الجناح الهندي، الجناح الشامي، الجناح الأفريقي، الجناح الصيني، والجناح الإيراني.   

«الأسر المواطنة»
تشارك مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية كشريك استراتيجي في مهرجان الشيخ زايد على مدى عدة دورات متتالية، والذي يشهد تطوراً كبيراً عاماً بعد آخر من خلال حرص الكثير من الدول على التواصل والمشاركة ونقل تراثها وتقاليدها وعاداتها لتكون محط أنظار العالم من خلال الإمارات. 
وأشارت المؤسسة إلى أنها تسعى في كل عام إلى تعزيز مبادرتها «الأسر المواطنة» من خلال دعم تلك الأسر للمشاركة في المهرجان، حيث تحرص في كل دورة من على الإشراف المباشر على السوق الإماراتي «سوق الوثبة» ودعم وتسهيل عدد (97) أسرة مواطنة لعرض ما تنتجه على مدى أربعة شهور أمام الزوار.  وتخصص المؤسسة في المهرجان جوائز نقدية لمسابقة الأكلات الشعبية من خلال لجنة تحكيم متخصصة، ومكونة من 5 سيدات يتم استبدالهن شهرياً بإجمالي 20 سيدة، وقد خصصت جوائز مالية للفائزات بالمراكز العشرة الأولى في ثمانية فئات وهي: الجامي، الممروسة، القرص، البزار، الآجار، الخضيض، الذوابة واليقط. 

تاريخ حافل 
كما تشرف المؤسسة على حضانة خاصة للأطفال وفق أرقى معايير العناية الصحية والسلامة العامة، والورشة التراثية التي تضم عدد 5 حرف تراثية يتم تغيير السيدات بها كل 10 أيام بهدف إعطاء فرصة لأكبر شريحة ممكنة، ليصل مجموع عدد السيدات الى 65 سيدة طوال فترة المهرجان، وتهتم الورشة الفنية بألعاب الأطفال، إضافة إلى ورش الصلصال والرسم والتلوين.

أخبار ذات صلة

«مونديال الجودو» ينطلق في أبوظبي بمشاركة قياسية

أمل جمال تُشارك في إدارة نهائي كأس آسيا

إنجازات على الساحة العالمية
من أبرز إنجازات مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية على الساحة العالمية بناء سلسلة مستشفيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في المغرب، ولبنان، وسوقطرى، وجزر القمر، وكازاخستان وباكستان، وكذلك مساجد في القدس، وكازاخستان، والصين، إضافة إلى إعادة بناء جسر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على نهر سوات في باكستان، والذي دمر بفعل الفيضانات، ويعتبر هذا الجسر معبراً حيوياً لسكان المنطقة بطول يبلغ 448 متراً، وعرض 7. 10 أمتار، وارتفاع سبعة أمتار، وتبلغ السعة الاستيعابية للجسر أكثر من أربعة آلاف مركبة يومياً، ويخدم ما يقارب مليوني نسمة، بالإضافة إلى أنه منذ عام 2008، تمت ساعدة 1,954 من الحجاج من ذوي الدخل المنخفض للسفر إلى مكة المكرمة، بالتعاون مع سفارات الدول الأخرى، كما تم استثمار 550 مليون درهم في مبنى الشيخ زايد لأبحاث أمراض السرطان في هيوستون، تكساس، ويضم المبنى الذي يتكون من 12 طابقاً معهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للعلاج التخصصي التشخيصي لأمراض السرطان، والذي سيكون مركزاً دولياً للتميز السريري، كذلك مركز أحمد بن زايد آل نهيان لعلاج أمراض سرطان البنكرياس، الذي يهدف إلى دفع عجلة الاكتشافات التي تؤثر تأثيراً كبيراً في علاج سرطان البنكرياس، وتقديم 13 زمالة فخرية لدعم التعليم في علاج الأورام، وكذلك تأسيس مستشفى الإمارات في باكستان بتكلفة قدرها 108 ملايين دولار، كما تم إقامة تعاون بين المؤسسة وبين أهم مؤسستين طبيتين في العالم وهما: أم دي أندرسون ومايو كلينك في أميركا، والمؤسسة الآن بصدد إيفاد الدفعة الأولى من الأطباء الإماراتيين، ضمن بعثة رئيس الدولة للأطباء المتميزين إلى الولايات المتحدة الأميركية، وقد تم اعتماد 34 طبيباً مواطناً تم إيفادهم الى المركزين المذكورين.

كما استفادت أكثر من 65 دولة من مشروع إفطار صائم، الذي نفذته مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، ويعد إحدى المشاريع الموسمية المهمة على خارطة العمل الإنساني للمؤسسة، كذلك تم تقديم مساعدات غذائية وطبية عاجلة إلى الشعب اليمني وتكفلت المؤسسة بعلاج 600 حالة من المصابين بالعقم في الأراضي الفلسطينية. وقدمت المؤسسة لوزارة المياه الموريتانية حفارة للآبار، ذات تقنية عالية لاستخراج مياه الشرب، وسد حاجة السكان منها، إضافة إلى تنفيذ «برنامج المير الرمضاني» في 6 مناطق في جمهورية باكستان الإسلامية بمناسبة شهر رمضان المبارك، ووضعت المؤسسة حجر الأساس لثلاثة مشاريع خيرية بقيمة 27.6 مليون درهم في صربيا، لبناء مستشفى ومدرسة وروضة للأطفال.

خدمة الإنسانية
تأسست مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بقانون رقم 20 في يوليو 2007 أصدره الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان- رحمه الله، وتكمن رؤية المؤسسة في مبادرات رائدة لخدمة الإنسانية، وتتركز استراتيجيتها في مجالي الصحة والتعليم محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتتضمن إستراتيجيتها التعليمية دعم مشاريع التعليم المهني في دول المنطقة، كما تشمل الاحتياجات الصحية المتعلقة بسوء التغذية وحماية الأطفال ورعايتهم إضافة إلى توفير المياه الآمنة عالمياً، بالإضافة إلى دعم المجتمعات الفقيرة والمحتاجة في توفير البنى التحتية الأساسية مثل المدارس والمستشفيات وغيرها، ولتنفيذ استراتيجيتها دخلت المؤسسة في شراكات مع منظمات عالمية تابعة للأمم المتحدة ومنظمات النفع العام، ووصلت مساعداتها المختلفة حول العالم لأكثر من 87 دولة منذ بداية نشأتها وحتى تاريخه