عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
شاركت العديد من الفرق الفنية في مهرجان الشيخ زايد بمنطقة الوثبة في أبوظبي، ببعض الآلات المتعارف عليها في الموسيقى الشعبية، وبرزت آلة النفخ بأشكالها المتنوعة وحازت اهتمام الزوار، من خلال الفرق الشعبية العربية والعالمية التي قدمت عروضها على مسارح المهرجان المختلفة، مع مزج عناصر الحداثة الموسيقية أثناء العروض الفنية، ما جعل من آلات «المزمار» و«كارناي» و«ترمبون» و«كورنيت»، صورة معبرة عن واقع الفن التراثي للحضارات المختلفة، إذ استخدمتها فرق الفنون العسكرية والفرقة المصرية والفرقة الأوزباكستانية في أغلب عروضها، وهو ما لاقى استحسان الجمهور الذي يتجاوب دائماً مع الفن الأصيل والفرق التي لا تزال تحافظ على استخدام آلات موسيقية تقليدية لها قيمتها ومكانتها على مر العصور.
تميزت الفرق المشاركة بأداء عروض فنية واستعراضات فلكلورية ومقطوعات موسيقية باستخدام آلات النفخ، مع الالتزام بالمظهر الشعبي العريق، حيث أكد المقدم راشد خصيف عبيد الوحشي، رئيس قسم موسيقى شرطة أبوظبي أن هذا اللون الفريد من الفلكلور الإماراتي الذي تقدمه فرق موسيقى شرطة أبوظبي، من فنون عسكرية تراثية وموسيقى وترية، جذب زوار المهرجان خلال العروض المقدمة في ساحاته وأروقته، إذ يؤدي أعضاء الفرقة إيقاعات في حب وفخر بماضي الأقدمين بكافة تفاصيله وفنونه، باستخدام آلات موسيقية قديمة ومختلفة، ومنها آلات النفخ مثل «القرب» و«ترمبون» و«كورنيت»، حيث يجتمعون في مكان واحد لإلقاء القصائد والأبيات الشعرية مع أغنيات إماراتية وعالمية ومقطوعات وطنية، منوهاً إلى أن آلات النفخ جزء أساسي ومهم في العروض الفنية التي تقدمها فرق الفنون العسكرية، لتكوين لوحة موسيقية جمالية خلابة تأسر الحضور، وتضفي أجواء الحماس والفخر.
آلة رئيسة
من جهته، قال أحمد الحسيني، أحد أعضاء فرقة «الأهرام المصرية»، الذي يؤدي مقطوعات موسيقية على آلة المزمار البلدي: جمع مهرجان الشيخ زايد الألحان والفلكلور الشعبي التراثي من كل دول العالم في مكان واحد، ليأخذ الزوار في رحلة إلى آفاق الفن الشعبي الأصيل، وهو ما يجعلنا دائماً نحرص على تقديم العروض الفنية الفلكلورية الشعبية التي تعبر عن كل محافظات مصر، من الوجه البحري إلى مدن الصعيد، وغيرها من المناطق الأخرى، وقد حرصت فرقة «الأهرام المصرية للفنون الشعبية» على استخدام واحدة من الآلات التي تشترك فيها الكثير من الدول العربية وهي آلة «المزمار البلدي»، الذي يعتبره من أهم الآلات الموسيقية المصرية، حيث يعود تاريخه لآلاف السنوات، منوهاً إلى أن المزمار في الأساس هو آلة مصنوعة من الخشب، لكنه تم المزج في صنعه بين الخشب والنحاس، حتى يعطي مظهراً أنيقاً للآلة، موضحاً أن المزمار آلة رئيسة في تقديم الفنون الشعبية والأغاني الفلكلورية، حيث أن نغماته تنشر الفرح والسعادة والبهجة على مستمعي المقطوعة الموسيقية.
قديم وعصري
وأوضح الحسيني أن أغلب صناع الموسيقى والغناء في مصر، يستخدمون آلة المزمار في أغلب الأغاني، خصوصاً بعد أن طور الموسيقيين من عزفهم عليها، بتأدية مقطوعات قديمة من الفلكلور المصري، مثل التي يؤديها في المهرجان ومنها: «الضوء الشارد»، و«اتفرج على الحلاوة»، و«البنت بيضا» و«بتناديني تاني ليه»، إلى جانب تأدية الأغاني العصرية الحالية.
تراث أوزبكي
أما ديلمرود بيك مدير الفرقة الأوزباكستانية، فأكد أن آلة النفخ التقليدية الشهيرة لديهم «كارناي» ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالفلكور الأوزبكي، وتستخدمها فرق الفنون الشعبية في أغلب عروضها، لاسيما أنها آلة من التراث الأوزبكي كانت تستعمل قديماً للمناداة على الناس، وتم تطوير استخدامها، ليعزف بها في بداية ونهاية العروض الفنية في المهرجانات الموسيقية والحفلات الشعبية، موضحاً أنه اختار مع أعضاء الفرقة في عروضهم العديد من الآلات القديمة التي تعبر عن جزء من ملامح الثقافة الأوزبكية، خصوصاً أنهم في مهرجان ثقافي فني بارز، يجمع حضارات العالم في منصة واحدة، حتى يتعرف الآخر على فنون الدول المختلفة، والتي لا تظهر بدورها إلا باستخدام آلات تقليدية مبهرة تعبر عن الموروث.
أصالة وتراث
أشار المقدم راشد خصيف عبيد الوحشي، رئيس قسم موسيقى شرطة أبوظبي، إلى أن آلات النفخ الموسيقية التي تستخدمها معظم الفرق تعبر عن أصالة بعض الآلات التراثية، التي أصبح حضورها في هذا العصر يشكل عنصراً جمالياً في المهرجانات الثقافية والفنية المهمة وفي مقدمتها مهرجان الشيخ زايد، نظراً لأنها تستقطب الجمهور، لذا فإن الكثير من الفرق الفنية تحرص على استخدام هذه الآلات بشكل تقليدي وتؤدي من خلالها مقطوعات موسيقية قديمة وممتعة.
«كارناي»
ترتبط الموسيقى الشعبية الأوزبكية ببعض الآلات الموسيقية القديمة ومنها آلة النفخ «كارناي» التي تتمتع بصوت عالٍ، حيث يمكن سماع ألحانها لمئات الأمتار، وكانت تستخدم قديماً للمناداة على الناس لإلقاء خبر أو قرار عليهم، وهذا تقليد قديم يتبع في أوزباكستان منذ أكثر من 1000 سنة.
المزمار البلدي
المزمار البلدي من أشهر الآلات الموسيقية المصرية، وهو من آلات النفخ الخشبية، التي تنتشر بكثرة في صعيد مصر، وهي حالياً من أهم الآلات الموسيقية الشعبية في مصر، إذ تؤدي عليها أغلب الفرق الشعبية المقطوعات الموسيقية القديمة الشهيرة.
