الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مهرجان الشيخ زايد.. «الدكان القديم» نافذة على الماضي

«الدكان القديم» يجسد تراث الأجداد (تصوير: وليد أبوحمزة)
23 يناير 2023 01:39

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

تتواصل فعاليات مهرجان الشيخ زايد بمنطقة الوثبة في أبوظبي، والذي يستمر حتى 18 مارس المقبل، ضمن أجواء الماضي التي تنقل الزوار إلى زمن الأجداد، وتُعيد تمثيل حياتهم، عبر عروض حرفية وتجارب تفاعلية تحتفي بمآثرهم، وعند التجوّل في جناح «القرية التراثية» مروراً بالحرفيين، لا بد من التوقف عند «الدكان القديم» الذي يعيد إحياء «زمن لوّل»، بتمثيل جزء أصيل من حياة الماضي في مشهدية نابضة بالحياة وتفاعل ناتج عن حركة البيع والشراء. 
في أركان «القرية التراثية»، يمكن للزوار شراء كل ما يحتاجون إليه من مواد استهلاكية، بما فيها التوابل والأعشاب والشاي والقهوة ومواد التجميل والحلويات، في مشهد حقيقي ووسط أجواء تفاعلية، حيث يستمتع الأطفال بالألعاب الشعبية، فيما يتابع الرجال والنساء الحرف التراثية، حيث تعج الساحة بمختلف الفنون والحرف، ناهيك عن مشهد الحضيرة والصقارة والسلوقي، مما يعكس حياة البيئات الأربع، حيث تتكامل المشاهد لتمتع الزوار وتسافر بهم إلى الزمن الماضي، حيث استغل الأجداد ما ينفعهم ويمتعهم بفعل ذكائهم، ضمن لوحات بصرية جعلت زوار المهرجان من جميع الجنسيات يتوقون للتجول في القرية والاستمتاع بمكوناتها. 

منصة تواصل
وجاء «الدكان القديم» ليقدم لمحة عن الدور الاجتماعي الذي كان يقوم به قديماً، حين كان يشكل منصة اجتماعية وإنسانية إلى جانب دوره الاقتصادي، حين كان يجتمع حوله سكان «الفريج» ويتقاسمون الأحاديث ويتداولون الأخبار، وهو يشتمل على كل ما يحتاج إليه السكان من بضائع استهلاكية، ويعرض المنتجات والبضائع القديمة التي كانت تباع في فترة السبعينيات والثمانينيات أيضاً، لاسيما أنها بضائع انحسرت أمام التنوع الهائل للمنتجات الحديثة، كما يبرز الدور الاجتماعي والإنساني للدكان، حيث كان يشكل مساحة للتلاقي والتواصل ومناقشة شؤون أهل الفريج، وحل بعض القضايا ضمن أجواء التسامح والمحبة. 

 قالب إبداعي
 قالت غالية سعيد آل سويدن صاحبة «الدكان القديم» في مهرجان الشيخ زايد، إنها تحرص على تقديم كل ما هو تراثي في قالب إبداعي، مؤكدة أنها لا تقتصر على عرض بعض السلع داخل الدكان، وإنما تقدمها ضمن إطار جمالي ينقل الزوار إلى الماضي، وفق تصميم يحاكي العمارة الأصيلة، فكل فريج من فرجان الإمارات في القديم كان به دكان يقوم بدور اجتماعي كبير ويربط زبائنه بعلاقة مودة، ويستوعب أوضاعهم المالية، من خلال تأجيل سداد ما عليهم لمدة طويلة قد تستغرق شهوراً، موضحة أن صاحب الدكان في الماضي كان على علاقة طيبة مع التجار والناس، كما كان الدكان بمثابة منصة اجتماعية وإنسانية، حيث يدعم تعاون السكان، ويساعد بعضهم البعض في جميع المناسبات. 

إقبال كبير
أكدت آل سويدن، أن «الدكان القديم» ليس مجرد فضاء لبيع سلع ومنتجات، بل ورشة مفتوحة للزوار على تراث الآباء والأجداد، مؤكدة أهمية نقل هذا الموروث وتعريفه للأطفال، لاسيما أنها لاحظت الإقبال الكبير من الصغار على الحلويات القديمة وكذلك الكبار، مما دفعها للإضاءة على جانب مهم من الحياة الاجتماعية الإماراتية التي ارتبطت بالآباء والأجداد، ووجدت في مهرجان الشيخ زايد فرصة عظيمة لذلك، مما جعلها تفكر في هذا المشروع الذي يحظى بإقبال كبير، موضحة أنها تعرض بعض الأدوات التي اعتمدوا عليها قديماً، ضمن تصميم يعكس الصورة القديمة التي كان عليها الدكان.

قيم نبيلة
يحمل «الدكان القديم» رسائل معنوية تتجلى في القيم الإنسانية النبيلة التي كان يرسخها هذا الفضاء، حيث أوردت غالية آل سويدن أن كل فريج آنذاك كان به دكان يرتبط صاحبه بعلاقة مودة مع الأشخاص، والجميل في الأمر أن صاحبه كان يستوعب أوضاعهم المالية، ويراعي ظروفهم الاجتماعية، كما كان مقصداً لتجمع الأهل والأصدقاء والمقربين، كمتنفس وحيد لهم في الفريج.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©