عدد اليوم
محمد قناوي (القاهرة)
رسمت أعمال سمير غانم الابتسامة على الوجوه وملأت القلوب بالسعادة، منذ بداية مسيرته في ستينيات القرن الماضي وحتى وفاته، حيث استحوذ على قلوب جمهوره المصري والعربي، عبر عشرات الأدوار الكوميدية التي قدمها على المسرح وفي السينما والتلفزيون.
أصبح صاحب مدرسة للكوميديا، وله نكهته الخاصة في الارتجال، وصاحب الخلطة السرية في أي عمل، حيث بنى لنفسه مملكة مختلفة عن أبناء جيله، ليصبح ملك الارتجال والضحك من دون منازع.
لم يرغب ابن محافظة أسيوط بصعيد مصر بأن يكون امتداداً لوالده اللواء يوسف غانم، ففشل في كلية الشرطة والتحق بكلية الزراعة ومنها قرر رسم مسيرة خاصة، بدأها فنياً من المسرح الجامعي.
شكَّل سمير فور تخرجه، فرقة «ثلاثي أضواء المسرح» في الستينيات مع جورج سيدهم والضيف أحمد، وبدأت رحلته معهما من خلال فوازير رمضان عام 1967، لتكون الفرقة صاحبة أول فوازير درامية استعراضية غنائية على شاشة التلفزيون المصري، وظلت تقدمها على مدار 3 سنوات، ثم توقفت بسبب وفاة الضيف أحمد عام 1970. وتبقى تجربة الفوازير التي قدمها سمير في الثمانينيات، بشخصية «فطوطة وسمورة»، الأكثر رسوخاً في ذاكرة المشاهدين.
تألق غانم في الدراما التلفزيونية، وحقق نجاحاً كبيراً عبر عدة مسلسلات، منها: «حكاية ميزو» و«كيف تخسر مليون جنيه» و«بطل الدوري» و«الصياد والحب» و«البحث عن السعادة» و«الكابتن جوده».
وفي التسعينيات قدم عدة أعمال درامية أخرى، منها «دقات الساعة»، و«حكايات ألف ليلة وليلة»، و«الأزواج الطيبين»، و«مرفوع مؤقتاً من الخدمة»، و«أحلام مؤجلة»، وصولاً إلى «عوالم خفية» الذي عاد فيه للوقوف أمام عادل إمام في 2018.
كما شارك غانم ابنتيه دنيا وإيمي في مسلسلات «لهفة، اللالا لاند، نيللي وشيرهان، عزمي وأشجان»، وآخرها «بدل الحدوتة 3» عام 2019.
أما أشهر مسرحياته فهي «الأستاذ مزيكا، أهلاً يا دكتور، المتزوجون، جحا يحكم المدينة، فارس وبني خيبان، بهلول في إسطنبول، مراتي زعيم عصابة»، فيما كانت مسرحية «الزهر لما يلعب» آخر عروضه المسرحية عام 2020.
وفي السينما قدم «المشاغبون، الأحضان الدافئة، البعض يذهب للمأذون مرتين، إنهم يسرقون الأرانب»، وسواها، كما ظهر بشخصيته الحقيقية في فيلم «عقدة الخواجة» عام 2018.
وتوفي في 20 مايو 2021 متأثراً بإصابته بفيروس كورونا.
