الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عيدنا «سنعٌ» وطقوسنا متوارثة

تصوير: إحسان ناجي
22 ابريل 2023 00:43

خولة علي (دبي) 
عيد الفطر، متفرد بأجوائه التي يتميز بها المجتمع الإماراتي، الذي مازال محافظاً على عاداته وقيمه الأصيلة المتوارثة جيلاً بعد جيل، كتبادل التهاني وكرم الضيافة والحفاوة على مائدة فوالة العيد، التي تتصدرها المأكولات الشعبية، فضلاً عن فرحة الأطفال بالعيدية التي ينتظرونها بلهفة وشوق، فيما تصدح بعض المناطق على قرع الطبول والأهازيج الشعبية لتعلن الفرح الذي يعم الأرجاء ولا يحلو العيد إلا بها. وعلى الرغم من تشابه مظاهر العيد في مناطق الدولة قديماً، إلا أن من عاصر حقبة الماضي، بالتأكيد حمل الكثير من المواقف والذكريات الجميلة، التي تشعل الحنين إلى الزمن الجميل، وتحتفظ بها ذاكرته في أروع الصور والمشاهد التي قدمت وصفاً دقيقاً لمظاهر العيد، حيث يقول راشد الظهوري: العيد يحمل الكثير من المعاني العميقة التي تترجمها مظاهره وطقوسه التي ورثناها من أجدادنا وآبائنا، وها نحن الآن ننقلها لأبنائنا، حتى يجد الجميع لذة العيد ليس فقط في الملابس الجديدة، وإنما في الروابط الاجتماعية وما يتخللها من مشاعر الفرح والحب والسعادة، التي تتجلى على وجوههم ونراها في سلوكهم من خلال تبادل الزيارات، فموائد المجالس تتهيأ لاستقبال المهنئين بعد صلاة العيد، بحيث لا يبقى منزل واحد لم يستقبل الزوار ولم يُتناول من فوالته وضيافته، التي أُعدت لهذا اليوم.

«العيدية»
يقول الظهوري: عندما نرى الأطفال وهم في أبهى حلة بانتظار «العيدية»، سرعان ما نسترجع طفولتنا، وكيف كنا نستقبل العيد قديماً بفرح عارم بالرغم من بساطة الحياة. ففرحة العيد لها وقع خاص في نفوسنا، ومظاهره أيضاً، خصوصاً مع «العيدية»، فبالرغم من مبلغها الزهيد في الماضي، كانت ذات قيمة، وسرعان ما نشتري بها الحلويات والبالونات وسواها. وفي أيام العيد تظهر البيوت على غير عادتها، ولا تهدأ الأبواب من دخول المهنئين ولا تستكين «السكيك» من ركض الأطفال فرحاً وابتهاجاً. وفي فترات العصرية يجتمع الرجال في باحة القرية لقرع الطبول التي تصدح على وقع الأهازيج الشعبية، فيتحلق حولهم أهل القرية صغاراً وكباراً، وسط بهجة تسود الأماكن.

تحضيرات العيد 
وتذكر موزة عبدالله، من معهد الشارقة للتراث أن البيوت كانت تستعد خلال شهر رمضان المبارك لتحضيرات العيد واستقباله، ومنها خياطة الملابس وإعداد خلطات العطور والبخور الخاصة بالرجال والنساء، وتطييب المنازل، وطحن الحبوب كحب الهريس والقهوة، وسواها مما يدخل في إعداد الأكلات الشعبية. وقبل العيد بيومين يتم تجهيز «الحنّاء» لتفوح رائحتها، ونجد النسوة والبنات قد ازدانت أياديهن بنقوشها، لتستمر البيوت في حالة استنفار لتجهيز متطلبات العيد. أما الأسواق فتستعد لاستقبال المتسوقين على قدم وساق، ويتم تجهيز «فوالة العيد» في المجالس. وفي وقتنا الحاضر يتمسك الجميع بمظاهر العيد،  وترتدي الفتيات الثوب الإماراتي التراثي ويتزيّن بالحلي والذهب التقليدي، ما يمنح أجواء العيد نكهة خاصة.

تبادل الزيارات 
وترى زينة حسن أن طقوس العيد تقاوم الزمن، فالأهل يصطحبون الأبناء لصلاة العيد في جموع غفيرة من الحي أو «الفريج»، ومع انتهاء صلاة العيد يتبادل الجميع التهاني والتبريكات، ويدعو بعضهم بعضاً للضيافة، لتبدأ الزيارات بين الجيران والأهل والأصحاب. كما يتجمع الرجال في مجالس خارجية خاصة، في حين تستقر مجالس النسوة في الداخل، حيث يتم تجهيز «فوالة العيد»، التي عادة ما تختلف من بيت إلى آخر. ويبذل الأهالي ما في وسعهم لتقديم الأطباق الشعبية التي تختلف في العيد عن باقي أيام السنة. 
«سنع» المجالس
يشير عبدالله الظهوري إلى أن العيد مناسبة وفرصة كي يغرس الآباء مفاهيم السنع ومنهجه في أبنائهم، كطريقة الجلوس في المجالس واستقبال الضيف، وفن تقديم القهوة والفوالة واحترام الكبير، ما يجعل الأبناء أكثر قدرة على التواصل في مختلف المناسبات، فيصبح الولد قادراً على استقبال الضيف أثناء تغيب رب الأسرة، وهذا أيضاً ينطبق على الفتاة أثناء استقبال النساء. ويمكن ملاحظة الأمر في الأعياد والمناسبات، حيث تقع على عاتق الأبناء مهمة الترحيب بالضيوف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©