عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
الزواج الناجح قائم على توافق أطراف العلاقة، وتحقيق مطالبها ومواجهة صعوبات الحياة التي يمكن أن تلقي بظلالها على الأسرة، كما أن التواصل الإيجابي والفعال يساعد على حل المشكلات، وتفادي الضغوط التي يمكن أن تتسبب في توتر العلاقات.
قال عرفات سيف الكعبي، رئيس قسم الإرشاد الأسري في مؤسسة التنمية الأسرية، إن التوافق الزواجي يتمثل في القدرة على التواصل الفعّال والتعبير عن المشاعر والأفكار والرغبات لشريك الحياة، موضحاً أن التواصل نوعان، الأول تواصل عقلي وهو الذي يقوم على لغة مشتركة بين الزوجين، سواء كان بشكل لفظي أو غير لفظي، ما يساعد في بناء منظومة أسرية متوافقة، مع تحمل كل طرف مسؤوليته ومهامه الزوجية والأسرية، واحتواء المشكلات الأسرية وحلها، أما الثاني فهو التواصل الوجداني والذي يقوم على العاطفة والتفاهم بين الزوجين بشكل صحي وبطريقة تتوافق مع احتياجات الطرف الآخر، والتعبير عن الحب والمشاعر، ما يساعد في زيادة المودة والتراحم بين الزوجين، واحترام قدسية وخصوصية العلاقة الزوجية.
إدارة الضغوط
نظراً لوتيرة الحياة المتسارعة والمتغيرات الكثيرة التي تؤثر على الأسرة، بات من الضروري تمتع الأزواج بمهارات عدة لحل المشكلات التي تواجههم، منها مهارة إدارة الضغوط، حيث أكد الكعبي أن أي فرد يمكنه تعلّم واكتساب هذه المهارات، والتي تبدأ بالقدرة على تحديد مواقف الضغط من أجل أخذ خطوات لإدارتها، لافتاً إلى أن هناك استراتيجيات عدة تساعد الفرد في الحصول على التوازن لمواجهة ضغوط الحياة اليومية، وهذه الاستراتيجيات تنقسم حسب نوع الضغوط، فمنها ضغوط داخلية، وتتمثل في طريقة استجابة الفرد للأحداث اليومية، وتنبع من الأفكار والمعتقدات الخاطئة وغير الواقعية، ومدى قدرة الفرد على تحملها ومواجهتها، وهناك ضغوط خارجية، وهي تحدث بسبب العوامل الاجتماعية التي تصاحبها أحداث مأساوية أو عنيفة أو مؤلمة، مثل فقدان أحد الأقارب، أو فقدان وظيفة وغيرها.
طرق المواجهة
وأورد الكعبي أن التواصل الفعال والحوار القائم على الاحترام من أهم المهارات التي تؤدي لتقليل الضغوط بين الزوجين، ومن أهم طرق مواجهة الضغوط توزيع الأدوار والمهام بشكل صحي داخل الأسرة، بما يتناسب مع طبيعة كل فرد وعمره، ومنها التفاوض بين الزوجين في تربية الأبناء، التواصل، الاسترخاء، الرياضة، والتعبير عن المشاعر والانشغال بأمور يحبها كل طرف وممارسة الهوايات المشتركة، وأضاف «يتم إدارة ضغوط الحياة من خلال مراحل عدة، منها إدراك وتحديد المشكلة وهي المرحلة التي يتشكل فيها وعي الزوجين، من خلال الاعتراف بوجود خلل يستوجب الانتباه إليه ومواجهته، وأيضاً الاستعداد والتخطيط، مع تحديد الأساليب المناسبة لحل المشكلة وكيفية التغلب عليها، لتتحول القرارات إلى أفعال تطبيقية وتنفيذية، عبر خطط موضوعة مسبقاً لحل المشكلة، ثم الانتقال إلى تقييم المشكلة وفحصها ومراجعتها بشكل شامل، لتحديد وتجنب الأسباب التي أدت إليها، واستخلاص الدروس المستفادة، واكتساب الثقة لمواجهة مشكلات مشابهة، وتجنب الهروب ولوم الذات».
