عدد اليوم
معرض الكتاب أبوظبي (من 22 إلى 28/ 5/ 2023)..
أحياناً لا تجد ما تقوله، وأحياناً تجد نفسك تقول ما لم يقُله أحد يعانق الكتاب من خلال كل عرس ثقافي، وكتب تمد لها يدك دون أن تتعرف على محتواها، لأن من اختار لك الكتاب كان أميناً على قراءتك صديقاً مخلصاً لذائقتك، معززًا ثقتك بما اغتنمت من صحة وعافية لِما حملت من كتب.
«ما بيني وبين روحي اللحظات ألقاها عمر»، أرددها، أعبر بها الزمن وآتي لها «ولهان»، أقص من رؤياي ما أبصرت..
زمن مرّ والأيام والسنين اختلفت، وبقيت جماليات المعرض تفاصيل على جدار القلب، صوراً تزدان كلما وقفت تحكي لها ذكرياتك، كبرنا وبقي الحلم بالكتاب والذي نريد أن نكتب به القصيدة الأم التي تطهر قلوبنا بأعذب الكلام، يبقى المعرض حافظاً كل تلك الذكريات، يدلنا على القراءات المكتوبة في عاطفتنا، نرددها للأجيال نقترب من ذائقتها ونقول إنه لا مكان للبُعد والفجوة، ولا مكان لوجود تحريف، تبقى الصور حاضرة بنفس الكيفية، باقية تحفظ وجوه من كان لهم الثقل، ويبقى الوصف الذي نعبر به مميزاً، مثلما كان انطباع أن تجلس في حفل توقيع مع نخبة مميزة وطيبة، تستمع إلى إبداع جديد، فِكر وفكرة وأفكار مختلفة، وتحضر حفل توقيع كتاب لشاب سعيد بوجودك، وتحظى بدعوة كريمة خاصة موجهة لك، تقف بجانب مبدع يود أن تكون الشاهد الأول على أول حفل توقيع له، لم ينته التصافح بعد.
شغف القراءة يزداد كلما نظرت إلى كتاب وتعرفت على الكاتب، جيل جديد قوي الملاحظة، الرؤية داخله واضحة، طموحه يقتنص وجودك لالتقاط صورة معك، يعرف أين تذهب أمنياته وكيف يحقق أحلامه، فمعرض الكتاب في العاصمة الحبيبة أبوظبي هذه السنة كان مغلفاً بعاطفة فيها كل الاحتواء والدفء، كأنك وأنت تتجول ترى سكة قريبة، وظل الكتاب شجرة والكتاب ماءها، وجدت لأفكاري مكاناً لها أعبر داخله، الزاد كتاب، والواهب بعد الله سبحانه معرض الكتاب.
انتهت رحلتي الجميلة لمعرض الكتاب، عائداً إلى فندق إقامتي بحجم كبير من السعادة والثقة بوجود قارئ وكاتب وكتاب فاق في الوصف ما نريد، قرأنا في أمسيات مع أصدقاء، وقرأنا البيان فيه، وأسمعنا من في المعرض بأننا زائرون ومهتمون نحب التواجد، نحضن أمانينا وأمنياتنا ودعوات بدوام العافية للجميع.
،،،
«عدت إلى فكرتي الأولى/ إلى الجدار الذي علّقت/ عليه الصورة الأولى/ الرؤية الواسعة/ والحنين الذي أخبرتني به/ الأحلام»...
