عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
الإماراتي عبدالرحمن الواحدي، شاب طموح، تحدى نفسه وأثبت قدرة عالية على الاندماج في المجتمع، وأبلى بلاءً حسناً في عمله، متحدياً إصابته باضطراب التوحد، ليثبت أنه بالعزيمة والإرادة والثقة بالنفس، يمكن تجاوز كل الصعاب.
عبدالرحمن الواحدي، سفير تجربة المتعامل في مركز العاصمة للفحص الصحي بأبوظبي، التابع لمبادلة للرعاية الصحية، يشغل منصب سفير تجربة المتعامل منذ عام 2018، القسم الذي يهتم بتجربة المتعاملين والزوار في المركز. يحرص على جعل تجربة المتعاملين سلسة وسريعة قدر الإمكان لتنال كامل رضاهم، خصوصاً وأن رضا الزوار والمتعاملين يعتبر من أهم أولويات المركز. بدأ عمله كضابط علاقات العملاء في بيئة عمل مزدحمة، وتوجب عليه تحدي نفسه ليثبت أنه قادر على التعامل مع هذه المهام، ما منحنه أدواراً وفرصاً جديدة بشكل غير متوقع.
عقبات
يذكر الواحدي أن طفولته ورحلته التعليمية، لم تخل من العقبات، ويقول: لم أستسلم، كافحت كثيراً لأكمل تعليمي من المنزل بمساعدة والدتي، وبفضل الله ووالدتي ودعم دولتي الحبيبة، تمكنت من مواصلة واستكمال علاجي في الولايات المتحدة، وتحسنت كثيراً، وأدين للمركز المستقبلي في إمارة أبوظبي، ومدرسة كامبريدج الثانوية لمساعدتي على مواصلة تعليمي.
دعم متواصل
إصابته باضطراب التوحد، لم تثن الواحدي عن إكمال دراسته وحصوله على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة إسيكس بالمملكة المتحدة. مشواره لم يكن سهلاً، لكن بفضل دعم الدولة والأسرة تمكن من تجاوز الصعاب، ويضيف: كشخص مصاب باضطراب التوحد، واجهت صعوبة في التواصل مع الأشخاص والزملاء في العمل، ما أثر على حالتي النفسية، خصوصاً أنني أعاني من هذه المشكلة بشكل يومي، ولكن بفضل الله، ومن ثم مديري الذي تفهم وضعي بعد معرفته بحالي، تم توجيهي في بيئة مريحة، حيث تمكنت من التكيف معها بشكل كبير، ما ساعدني على العمل بسهولة وتطوير مهاراتي، وبدء تجربة جديدة وأداء المهام والواجبات الإدارية الموكلة إلي بكل حرفية.
مسيرة مثمرة
واجه الواحدي الكثير من التحديات، لكن طموحه كان يدفعه دائماً إلى تطوير نفسه ومهاراته. ويقول: التجربة كانت تستحق العناء، فكلما شعرت بأن الأمور كادت تخرج عن السيطرة، كنت أحرز خطوة إضافية للتغلب عليها، لاسيما في ظل الدعم الذي تلقيته من مديري، فقد منحني كل الموارد التي أحتاجها وحرص على تقوية عزيمتي لمواصلة طريقي في مسيرة مهنية مثمرة.
توعية ودعم
بالنظر إلى النجاحات التي حققها ضمن مركز العاصمة للفحص الصحي، فإن طموح الواحدي بات كبيراً، فهو يسعى لنشر التوعية وثقافة تمكين أصحاب الهمم في شتى المجالات التي غرستها القيادة الرشيدة في نفوسهم، ليس فقط في دولة الإمارات، وإنما في أنحاء العالم، مؤكداً على ضرورة تقبل أولياء الأمور لأبنائهم المصابين بالتوحد ودعمهم ومساعدتهم على تطوير مهاراتهم. ويضيف: أدرك الخوف الذي ينتاب أولياء الأمور، إلا أنه من خلال تجربتي، فإن جودة البرامج والدعم سواء داخل الدولة أو خارجها يساعد هذه الفئة ويجعلها تبدع وتتألق في مختلف المجالات.
رسم وتصوير
يتمتع عبدالرحمن الواحدي بعدة مواهب، منها الرسم والتصوير، حيث يعمل ضمن فريق «دروب» لصاحبه علي آل سلوم، وقد سافر لأكثر من مكان حول العالم لالتقاط الصور وتوثيق اللحظات والذكريات الجميلة، وأسهم في إنجاح العديد من البرامج.
