عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
الإماراتية أميرة أحمد العفيفي، فنانة تشكيلية تتميز بالرسم على الجلود لتجسيد المفردات التراثية على واجهة العلامات التجارية العالمية، وتبدع في نقل جانب من الموروث الإماراتي للخارج. بدأت برسم الكاريكاتير والرسوم المتحركة، وسرعان ما انتقلت إلى رسم الشخصيات والوجوه والبورتريه والمفردات التراثية على الجلود، لتعزز الساحة الفنية بمنتجات تستعرض الثقافة الإماراتية والموروث المحلي.
تقول أميرة العفيفي، إنها تهتم بالتفاصيل، وتشعر خلال رسمها على الجلد بأنه كائن حي يتفاعل معها. ومع مرور الوقت، بدأت تطوّر من نفسها حتى أصبحت تمارس الرسم أمام الجمهور في الأماكن العامة ضمن عروض تفاعلية، وانتزعت إعجاب الجمهور والنقاد، وأصبحت أعمالها مطلوبة في مختلف المعارض والمهرجانات، إلى جانب الورش الفنية التي تقدمها للكبار والصغار.
الحياة في لوحة
وتضيف: أمارس الرسم على خامات متعددة، لكني أعشق الجلود لشعوري بأنها تتفاعل معي وتبثّ الحياة في اللوحة، لذا أرسم على مختلف الأسطح الجلدية، ومعظم أعمالي عبارة عن صور لغزلان وصقور وخيول ومفردات أصيلة من التراث الإماراتي، الذي يظهر من خلال أعمالي على ماركات عالمية.
وتنبع مضامين لوحات العفيفي من عبق المكان، موضحة أنها تجسد التراث في أبهى صوره، حيث تلتقط التفاصيل وتفجرها ألواناً تنطق بالموروث، لتعكس هوية الإمارات وعاداتها وتقاليدها الأصيلة. واستطاعت بموهبتها أن تحجز لنفسها مكاناً بين كبار الفنانين التشكيليين، بالرغم من أنها لم تدرس هذا الفن في أكاديمية أو معهد، وإنما تعلّمته بالممارسة ومتابعة فنانين محليين وعالميين عبر شبكة الإنترنيت.
طبيعي ومُصنّع
عن علاقتها بالفن وما تجسده من أعمال فنية وما تحمله خامات الجلد من دلالات، تقول: هناك أنواع عدة من الجلود، منها الطبيعي الخالص، والمخلوط المصنّع الذي يعتبر من الأنواع الجيدة الصالحة للرسم لمرونته وقدرته على تثبيت اللون ومنح مساحات للإبداع. أما الجلد الطبيعي فهو أفضل الأنواع التي يمكن العمل عليها، لكن سعره ليس في متناول الجميع، في حين يمكن الحصول على الجلد المخلوط من مصانع أبوظبي والعين، أو من محال السيارات المتخصصة في تغليف وتنجيد الكراسي.
تحضيرات
وعن تقنيات الرسم على الجلود، توضح العفيفي أنه يجب تحضير الجلد قبل الرسم عليه، بوضع مادة حارقة لتغيير ملمسه حتى يصبح أكثر خشونة، وبعدها يتم تحديد الرسوم، ويوضع اللون للبدء بالرسم. وتعتبر تقنية الرسم هذه، متعبة وممتعة، حيث إن بعض اللوحات تستغرق جهداً ووقتاً طويلاً لتخرج بالشكل الإبداعي المطلوب.
شموخ وأمل
تعتز أميرة العفيفي برسم لوحة المرأة التي تحمل جرّة الماء، لأنه عمل يروي الكثير من التفاصيل، أهمها البرقع الذي يمثل شموخ وعزّة المرأة، ويُعبّر عن مظهرها وأسلوب حياتها في الماضي. كما تمثل المسؤولية الكبيرة التي كانت تحملها، وكفاحها المتواصل لمواجهة قسوة العيش، أما نظرة عينيها فتعبر عن التطلع نحو المستقبل بكل ثقة وأمل وتفاؤل، وتم إنجاز اللوحة على الجلد الطبيعي.
