عدد اليوم
أحمد عاطف (القاهرة)
ألوان وتدرجات في مشهد يخطف الأبصار في «الهوتة» أول كهف سياحي في منطقة الخليج العربي، وواحد من أجمل المواقع الطبيعية في سلطنة عمان، وتحديداً على سفح جبل شمس بولاية الحمراء.
خفافيش، تكوينات صخرية، بحيرات، أسماك عمياء.. بعض ما يراه زوار الكهف في رحلة استكشافية ومغامرة تمتد لأكثر من 4 كيلومترات ونصف تحت سطح الأرض هي عمق كهف، ورغم كل ذلك العمق لم يتخط أي زائر له مسافة الـ 500 متر.
2 مليون عام، شكلت تلك الأعاجيب داخل الكهف، فعند دخوله من الشمال هناك البحيرة الأولى ومع المضي قدماً عبر الجسر الخشبي الطويل الممتد حتى نهاية الكهف وتحديداً في الوسط تكون البحيرة الثانية، وفي هاتين البحيريتين تعيش الأسماك العمياء على عمق 15 مترا، أقصى عمق وصلت إليه البحيرة.
ليست الأسماك العمياء وحدها هي سيدة النظام البيئي المميز للكهف فتوجد القواقع والخنافس المائية والرخويات والعناكب، فضلاً عن الخفافيش ذات ذيل الفأر.
طقس مستقر
تتغير أحوال الطقس بين صيف وشتاء خارج الكهف ولكن في الداخل تظل درجة الحرارة ثابتة لا تنخفض عن 21 ولا تزيد على 25 درجة مئوية، وفي حالات نادرة سجلت درجات الحرارة أعلى من ذلك بقليل عند ارتفاع نسبة الرطوبة في الداخل.
لم يتدخل الإنسان كثيراً في تنظيم الكهف، فالقاعات الطبيعية بداخل الهوتة تتمتع بتهوية ذاتية بسبب فتحات الكهف، فهناك قاعة الأسد التي سميت بذلك نسبة إلى صخرة شكلتها السنوات على شكل أسد يفتح فمه ليزأر.
الصخور بداخل الكهف بمثابة منحوتات طبيعية تحفز الخيال، من أشكال ولوحات لحيوانات وطيور، وتكفّلت الأملاح الذائبة من تكلس مياه الأمطار بتشكيل تلك الصخور وتدرجات الكهف، ويمكن ملاحظتها عبر المسارات والسلالم البالغ عددها 430 سلمة بنيت لتسهيل الحركة داخل الكهف.
تدرجات تصنعها المياه
عن طريقة تكون الكهف يوضح د. عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا في مصر، إن التدرجات الموجودة بالكهوف تصنعها المياه المتساقطة والتي تحمل مادة كربونات الكالسيوم على مدى ملايين السنين، أما عن ألوان الكهوف من الداخل فهي ألوان صخور تفتتت بفعل العوامل الطبيعية وحملتها مياه الأمطار إلى فراغات الكهف.
