الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الملحون المغربي».. إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي

«الملحون المغربي».. إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي
11 ديسمبر 2023 15:45

محمد نجيم (الرباط)

بعد موسيقى «غناوة» التي صنفتها، منذ عام 2019، قررت منظمة اليونسكو، تسجيل فنٍ آخر من الفنون العريقة في المملكة المغربية وهو «فن الملحون»، ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية.
وقد وافقت اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو في إطار دورتها الـ 18 المنعقدة بجمهورية بوتسوانا، بالإجماع على طلب المملكة المغربية المتعلق بإدراج «فن الملحون» في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
ويعتبر إدراج هذا الفن المغربي، اعترافاً دولياً بإرث مغربي أصيل، ورافداً مهماً من الروافد الفنية الغنية للمغرب، ومكوناً مرجعياً من مكونات الهوية الثقافية المغربية العريقة، وهو من الفنون المتواجدة بمختلف مناطق ومدن المغرب، وهو رمز أساسي للتراث الثقافي المغربي، كما أن تكريسه كتراث ثقافي للبشرية، خطوة للحفاظ على تراث المغرب الثقافي غير المادي وفقاً لما تنص عليه اتفاقية عام 2003.
و«فن الملحون»، كما هو معروف منذ قرون، هو تعبير شعري موسيقي مغربي عريق، نشأ في منطقة تافيلالت بالجنوب الشرقي للمغرب، ثم انتشر تدريجياً ووصل إلى المراكز الحضرية الكبرى، وقد تلاقت في «فن الملحون» مُكونات الثقافة المغربية: الأمازيغية والعربية والأندلسية والحسّانية، وعبرَه تمّ تضفيرُ الأواصر ونسج الصّلات بين مختلف سكان المغرب، حيث احتضن المغاربةُ الملحون، الذي حمل تسمياتٍ أخرى، مثل «الكلام»، و«السْجيّة»، و«الموْهُوبْ» وسواها، ممّا يعكسُ العِناية والاهتمام الذي حظي به هذا الشعر والفنّ، سواءٌ في مهده الأول بمنطقة تافيلالت، أو بباقي الحواضر الأخرى التي أبدعت فيه كفاس وسلا ومراكش وتارودانت، حيث شهِد خلالها مراحلَ صعودِ وهبوط، ارتباطاً بالتحوّلات الثقافيّة والاجتماعية والفنيّة، ليتبوّأ مكانة رفيعة في النسيج الأدبي المغربي بوصْفه إحدى أهمّ الظواهر الثقافية والشّعرية والفنيّة التي عرفها المغرب.
ورحب بيت الشعر في المغرب بهذا الحدث، قائلاً: تلقّينا في بيت الشعر في المغرب بفرحٍ كبير خبر إدراجَ شِعر وفنّ الملحون ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادّي للبشرية، وهذا اعتراف أممي بأحدِ روافد تراثنا الشعري المغربي، الذي حظي منذ القرن التاسع الهجري بتقديرٍ كبير من طرف المغاربة، لكونهم رأوا فيه الفنّ الذي يحتوي نبضَ حياتهم ودبيبَ آهاتهم وصور أحلامهم وآمالهم، والكنّاش الذي يُدوّنُ تاريخَهم ومساراتِ حياتهم وتوتّرات منعطفاتها، ويعكسُ قِيمهم الدينية والاجتماعية وتأملاتهم في الذات والوجود والطبيعة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©