الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

المحميات البحرية.. وجهات «كنوز الطبيعة»

طيور الفلامنغو بمشهد بديع في محمية «رأس الخور» (من المصدر)
9 فبراير 2024 01:31

أبوظبي (الاتحاد)
تشكّل المحميات البحرية في دولة الإمارات وجهات استثنائية للتمتع بكنوز الطبيعة الفريدة ومناظرها الخلابة، التي ترسم لوحة ساحرة من التقاء البر والبحر والخطوط الساحلية المتموجة. وتتيح استكشاف الشعاب المرجانية وأنواع الأسماك التي تعيش فيها بوفرة، مع تجربة ركوب القوارب وسط غابات القرم المميزة، والأراضي الرطبة، والواحات الخصبة، وتأمل مئات الأصناف من الطيور والحيوانات والنباتات الفريدة.
خلال موسم الشتاء، تزداد المحميات البحرية تألقاً، حيث تُعتبر واحدة من أبرز محطات النسخة الرابعة من حملة «أجمل شتاء في العالم»، بما تتيحه للزوار من فرص فريدة، لنيل قسط وافر من السكينة والهدوء.

تنوع بيولوجي
تتميز دولة الإمارات ببيئتها البحرية الفريدة التي تضم تنوعاً بيولوجياً ساحراً، تشكله الشعاب المرجانية والحشائش البحرية وغابات أشجار القرم، والعديد من الأنواع المهددة بالانقراض عالمياً، مثل السلاحف البحرية وأبقار البحر وأسماك القرش، والتي تتخذ من مياه الدولة موئلاً لها.
وقد أولت الإمارات اهتماماً كبيراً بالمحميات البحرية لدورها الرئيس في الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، حيث يبلغ عددها 16 محمية بحرية تمثل نحو 12.01% من المناطق البحرية والساحلية، ما جعل الدولة تحتل المرتبة الأولى في معيار «المحميات الطبيعية البحرية» في «مؤشر الاستدامة البيئية»، وهو مؤشر عالمي يقيس تقدم الدول في هذا المجال.

طبيعة ساحرة
وتدير هيئة البيئة - أبوظبي 6 محميات بحرية ضمن شبكة زايد للمحميات الطبيعية، حيث تمثل 13.90% من إجمالي مساحة البيئة البحرية في الإمارة، وتقدم كل محمية جواهر طبيعية ساحرة تستقطب عشاق الطبيعة.
ويُعتبر متنزه السعديات البحري الوطني، الواقع في المنطقة البحرية المتاخمة لجزيرة السعديات، موطناً لسلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض، بينما تشكل محمية الياسات جزراً محاطة بالشعاب المرجانية وتتميز بأهميتها البيئية والتاريخية والثقافية، في حين يعتبر متنزه القرم الوطني موطناً للملايين من أشجار القرم.
وتتميز محمية «مروّح» للمحيط الحيوي بتنوعها البيولوجي الذي تدعمه بيئات بحرية وساحلية، كما تُعتبر موطناً لثاني أكبر تجمع لأبقار البحر في العالم، ما أكسبها أهمية دولية. وفي عام 2019، عثر علماء الآثار على أقدم لؤلؤة في العالم في الموقع الأثري في جزيرة مروّح، وسجِّلت اكتشافات تاريخية عدة على الجزيرة التي تكشف أنها تعود إلى العصر الحجري، وأن هذه الحقبة قد شهدت حياة على الجزيرة. وتحتضن المحمية كذلك 3 أنواع من السلاحف البحرية، وأكثر من 70 نوعاً من الأسماك والشعاب المرجانية، وامتدادات كبيرة من أشجار القرم.
وإلى الغرب من قناة مصفح في أبوظبي، تقع محمية «بو السياييف» التي تُعتبر منطقة مهمة للطيور المهاجرة والمقيمة، كما تضم عدداً كبيراً من أشجار القرم، والمستنقعات المائية المالحة، ومنابت الأعشاب البحرية الغنية بالحياة الفطرية، مع احتوائها على أكثر من 50 نوعاً من الطيور. وتحتضن محمية «رأس غناضة» بأبوظبي تجمعات كبيرة للشعاب المرجانية، وهي بذلك عنصر مهم للجذب السياحي.

جواهر نادرة
وفي دبي تُعتبر محمية «جبل علي» البحرية جوهرة نادرة بين محميات دولة الإمارات، حيث تتميز بمناظرها الخلابة من القيعان البحرية المتدرجة بسلاسة، والخط الساحلي المتموج. وهي الموطن الوحيد في دبي لتعشيش سلاحف منقار الصقر البحرية المهددة بالانقراض، كما توفر ملجأ للكائنات البرية والبحرية على حد سواء، حيث تدعم بيئة مناسبة لحياة 300 نوع من الحيوانات، بما فيها الغزال العربي والثعالب والسحالي والطيور المائية. وتُعتبر موقعاً مهماً للبرامج التعليمية المتعلقة بالحفاظ على الكائنات البرية والبحرية.
وتُعتبر محمية «رأس الخور» للحياة الفطرية في دبي ملاذاً فريداً للباحثين عن الهدوء والتأمل والسكينة، وهي واحدة من المناطق الحضرية المحمية القليلة في العالم التي تجمع بين المسطحات المائية المالحة وأشجار القرم والبحيرات، وهي موطن لأكثر من 450 نوعاً من الحيوانات والنباتات، وصنِّفت المحمية منطقة طيور ذات أهمية عالمية، حسب منظمة «بيرد لايف» الدولية، وموقع أراض رطبة ذي أهمية عالية وفقاً لاتفاقية «رامسار» للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية بوصفه موئلاً للطيور المائية الفريدة، يعكس الطابع الفريد لطبيعة الأراضي الرطبة في الإمارات.
وتوفر غابات أشجار القرم في المحمية ملجأ طبيعياً لأنواع الطيور الفريدة مثل طيور الفلامنغو الكبيرة، والعديد من الطيور الرائعة، لا سيما في فصل الشتاء، حيث يصبح الوضع أكثر جمالاً بوجود 20 ألف طائر مائي من 67 نوعاً مختلفاً، تجتمع في هذه المحمية الخلابة. كما تتوافر في المحمية أبراج مخصصة لمراقبة الطيور، وهي مزودة بالمناظير لمشاهدة الحياة الفطرية في المحمية من كثب.

متعة الغواصين
تقع جزيرة صير بونعير على بعد 112 كيلومتراً عن ساحل الشارقة، ويبلغ طولها 4 كيلومترات، حيث تقدم فرصة لاكتشاف معالم فريدة على اليابسة وفي البحر، وتُعتبر ملاذاً آمناً لمجموعة متنوعة من الأنواع المهددة بالانقراض، مثل سلاحف منقار الصقر والسلاحف البحرية الخضراء النادرة. وبالنسبة للغواصين، تضم مياه البحر حول جزيرة صير بونعير أكثر من 76 نوعاً من الأسماك المرجانية، و40 نوعاً من الشعاب المرجانية.
وفي الشارقة أيضاً، تُعتبر محمية أشجار القرم واحدة من أكثر المواقع البيئية الفريدة في الدولة، حيث تجمع بين السمات البحرية والبرية التي تسهم في تشكيل تنوع بيئي رائع من النباتات والحيوانات. وتقع هذه المحمية، التي تبلغ مساحتها 4.9 كيلومتر مربع ضمن المنطقة الساحلية في كلباء، وتحتوي على نظم بيئية متنوعة تشمل أشجار القرم والمستنقعات والسبخات المالحة والمسطحات الطينية، وتُعتبر أشجار القرم الرائعة أفضل سمة لهذه المحمية.

الحياة الفطرية
تزخر إمارة الفجيرة بتنوع الحياة الفطرية في المسطحات المائية، والتي تُعتبر جزءاً حيوياً في استدامة البيئة البحرية، حيث توجد 5 محميات بحرية في مدينة دبا، ما ساهم في تنشيط السياحة البيئية في المنطقة ليتمتع بها الزوار في جو هادئ وبيئة نظيفة، ويبلغ إجمالي مساحة المحميات 3.38 كيلومتر مربع.
وتشمل المحميات البحرية في الفجيرة محميات ضدنا، رأس ضدنا، البدية، العقة، والفقيت. وتتميز هذه المحميات بوجود كميات وفيرة من الكائنات البحرية، وأنواع مختلفة من المرجان، منها شقائق النعمان ونجم البحر والمرجان الريشي ومرجان الفليفلة، إضافة إلى المرجان الورقي والسوطي.

تجربة لا تنسى
تقدم محمية الزوراء الطبيعية التي تبلغ مساحتها مليون متر مربع، تجربة لا تنسى في إمارة عجمان وسط الحياة البحرية والنباتات المحلية والأراضي الساحلية المورقة والبحيرات والخلجان. وتُعتبر من الأراضي الرطبة، فضلاً عن المشاهد الطبيعية الاستثنائية الأخرى، كأشجار القرم والواجهة البحرية الممتدة، والتي تتداخل فيها الحدود بين حياة الطبيعة، ووسائل الراحة والرفاهية العصرية.
وفي أجواء المحمية يمكن التنزه مشياً على الأقدام عبر المسارات التي تحوط بها أشجار القرم الساحلية أو تجربة الطائرة المائية وقوارب العبرة ورياضات المغامرة المائية، والاستمتاع بالاندماج ما بين الرياح والمياه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©