الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تقدم في مسار فهم كوفيد طويل الأمد

فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد
10 فبراير 2024 18:07

في وقت يعاني عشرات الملايين في العالم من كوفيد طويل الأمد، يواصل الباحثون إحراز تقدّم في فهم مضاعفات ما بعد الإصابة، بعد مرور أربع سنوات على بدء الجائحة، على أمل توفير عناية أفضل للمرضى.
كوفيد طويل الأمد هو الاسم الذي يُطلق على أعراض كثيرة تظهر عادةً في غضون الأشهر الثلاثة التي تلي الإصابة بفيروس سارس-كوف-2 وتستمر لشهرين على الأقل بعد الإصابة. ومن أكثر تلك الأعراض شيوعاً التعب وضيق التنفس وآلام العضلات والتشويش في الذهن.
في حين لا يزال من الصعب تقييم عدد الأشخاص الذين تأثروا بهذه الظاهرة، إلا أنها قد تشمل ما بين 10% إلى 20% ممّن أصيبوا بكوفيد، بحسب منظمة الصحة العالمية.
يواصل عدد كبير من الفرق الطبية العمل على آليات هذه الظاهرة وتشخيصها وعلاجها. وقد حققت دراسات حديثة عدة تقدّماً في هذا الخصوص.
وأظهرت دراسة، نُشرت نتائجها في يناير الماضي في مجلة "ساينس"، اختلافات كبيرة في بروتينات الدم لدى أكثر من 110 مرضى بكوفيد، بينهم 40 ظهرت عليهم أعراض بعد ستة أشهر من الإصابة الأولية.
في حديث صحفي، قال أونور بويمان الباحث السويسري والمعدّ الرئيسي للدراسة، إنها "قطعة أساسية من اللغز" لتفسير سبب بقاء كوفيد لفترة طويلة في أجسام البعض.
- مختلف جوانب الحياة
أشار الباحثون إلى أنّ النظام المتمم، وهو قسم من جهاز المناعة عادة ما يحارب العدوى من خلال قتل الخلايا المصابة، يبقى نشطاً على ما يبدو، ويستمر في مهاجمة أهداف سليمة ليتسبب تالياً في تلف الأنسجة.
ولاحظ فريق الباحثين أن المرضى، عندما يتعافون من كوفيد طويل الأمد، يتحسن النظام المتمم لديهم، بحسب بويمان.
وأضاف الباحث "هذا يدل على أن كوفيد طويل الأمد يُعدّ مرضاً ويمكن قياسه"، ما يعزز الآمال في تحديد علامات مرتبطة به.
وقالت لوسيا، التي تقيم في الولايات المتحدة وتعاني من كوفيد طويل الأمد، إنّ "أبحاثاً مماثلة لهذه الدراسة تعزز فهمنا للمرض".
وكشفت دراسة حديثة أخرى، أجريت على مرضى مصابين بكوفيد طويل الأمد ونُشرت في مجلة "نيتشر"، عن وجود تشوهات في الأنسجة العضلية وخلل في الميتوكوندريا، مصادر طاقة الخلية، ما يفسّر التعب الكبير الذي يشعر به البعض.
وأوضحت لوسيا أن صعود درج شقتها بات مهمة مضنية لها، مشيرة إلى أنها لم تتخيّل قط مدى تأثير كوفيد "على مختلف جوانب حياتها، حتى الاجتماعية والمالية" منها، وكيف أنّ "الشك أو الرفض من المجتمع الطبي أو الدوائر الاجتماعية" تضاف أحياناً إلى المشكلات الصحية.
تتطرق دراسة، نُشرت هذا الأسبوع في مجلة "بريتيش ميديكل جورنال"، إلى أهمية دعم المرضى، وتشير إلى أنّ التثقيف الجماعي يحسّن نوعية حياة المرضى الذين يعانون من مضاعفات ما بعد الإصابة بكوفيد.
- القضاء عليه "صعب"
أكّدت دراسات حديثة كثيرة أنّ اللقاحات المضادة لـ"سارس-كوف-2" تحمي من خطر الإصابة بكوفيد طويل الأمد لدى الأطفال والبالغين.
لكنّ القضاء على كوفيد طويل الأمد لا يزال حتى اليوم "صعباً" لأنّه "متعدد الأنظمة"، في حين أن "عقولنا مدربة على التفكير في الأمراض استناداً إلى أنظمة الأعضاء"، على ما قال زياد العلي عالم الأوبئة السريرية في جامعة واشنطن في سانت لويس.
وأضاف العلي أنّ فهم آليات كوفيد الطويل الأمد قد يساعد أيضاً على فهم "لماذا وكيف تتسبب الالتهابات الحادة بأمراض مزمنة"، ما يعزّز مكافحة أمراض أخرى على غرار متلازمة التعب المزمن أو أعراض ما بعد الإنفلونزا.

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©