الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

علي يوسف السعد بكتب: رحلة مُلهمة وفريدة

علي يوسف السعد بكتب: رحلة مُلهمة وفريدة
13 فبراير 2024 02:27

عندما أسافر حول العالم أجد نفسي في رحلة من الاكتشاف والتعلم، ليست مجرد استكشاف للمعالم السياحية، بل فرصة للاندماج في أرواح الناس وتفاصيل حياتهم، أؤمن بشدة بأنه ليس كافياً أن تزور بلداً فقط، بل يجب أن تنغمس في ثقافته وتلتقي بأهله لتحصل على تجربة حقيقية ومثيرة، اكتشفت أن التنوع ليس مجرد مفهوم جغرافي، بل هو قصة حية يرويها كل مجتمع.
لكن الذي لفت نظري أكثر هو وجود جاليات متنوعة داخل كل بلد، كانت لدي فرصة للاندماج معها، والاستماع إلى قصص أفرادها وتجاربهم، لذا قررت أن أكتب عن تجاربي الفريدة مع الشعوب المتنوعة التي التقيتها في رحلاتي، قررت أن أسجل للعالم كل تلك اللحظات الرائعة والملهمة التي عشتها أثناء اندماجي بثقافات جديدة.
في إحدى رحلاتي، وجدت نفسي في مدينة مذهلة تضم تنوعاً ثقافياً رائعاً إنها لوس أنجلوس، موطن العديد من الجاليات المتنوعة، بدءاً من الهندية والصينية ووصولاً إلى العربية والكورية والإسبانية، كانت لدي فرصة للتأمل في حياتهم، كانت هذه الرحلة ملهمة وفريدة من نوعها، فقد كنت أرغب في فهم كيف يمكن لهذه الجماعات المتنوعة أن تعيش جنباً إلى جنب في تناغم واحترام مع بيئتهم الجديدة، محتفظين في الوقت نفسه بتراثهم وثقافتهم الأصلية، كانوا مثالاً رائعاً في قوة التنوع وقدرة الإنسان على التكيف.
تضج شوارع المدن الخاصة بالجاليات بالمحلات والمطاعم، حيث تلتقي العديد من الجنسيات والأعراق في جو من التفاعل والتبادل الثقافي ويشكلون مجتمعاً فريداً يمزج بين أصالة التراث وتنوع الثقافات.
التقيت بعائلات هندية تحتفظ بتقاليدها القديمة، مع الاحتفاظ بلغتهم وممارسة طقوسهم الدينية، التقيت أيضاً بمجموعة من الشباب الصينيين الذين كانوا فخورين بتراثهم العريق، وكانوا يعملون على نشر ثقافتهم من خلال الفنون والطهي التقليدي، ليقصد السكان مطاعم الحي الصيني لتذوق أشهى الأطعمة والاستمتاع بالعروض التقليدية، والفعاليات الصينية التي تجلب الفرح والحماس إلى الشوارع، ليشارك الجميع في الرقص والغناء.
ومن خلال التواصل مع الجاليات العربية، لمست قوة الروح والتمسك بالهوية الثقافية، حيث يتبادلون القصص والحكايات، مع تحضير الأطعمة الشهية التي تجسد طابع الثقافة العربية، تتنوع الألحان واللغة، ولكن تظل الفعاليات محط جذب للمواطنين والوافدين، كانوا ينظمون فعاليات ترويجية للموسيقى والرقص والأدب العربي، مما يجعل البعد عن الوطن أمراً أقل ألماً.
لا يمكنني نسيان اللقاء بالكوريين الذين ساهموا في تعزيز الثقافة الكورية في المدينة، كانوا ينظمون مهرجانات الطعام التقليدي والعروض الفنية التقليدية لجذب الناس، وإلقاء الضوء على التراث الغني لبلدهم، وأخيرًا، كانت هناك الجالية الإسبانية التي أبهرتني بروحها الاحتفالية المرحة.
عندما عدت إلى وطني لم تعد شخصيتي كما كانت، بل أصبحت مواطناً للعالم، علمت أن الثقافات ليست عائقاً، بل وسيلة تجمع بين الناس وتعزز التواصل والفهم، كل تجربة في هذه الرحلة زادت فضولي وفتحت آفاقاً جديدة، رأيت كيف أن الجاليات يحملون أعلام بلادهم بفخر، ويتشبثون بعاداتهم بكل فخر، إن حفاظهم على تراثهم يعكس قوة الروابط الإنسانية وقدرتها على التحول والتكيف، وهو ما جعلني أدرك أن جمال العالم يتجلى في تنوعه وفي الحكايات القيّمة التي تحملها كل ثقافة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©