الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شيخة الجابري تكتب: مرحباً خيرَ الشهور

شيخة الجابري تكتب: مرحباً خيرَ الشهور
11 مارس 2024 02:07

قد مرَّ بنا المطر وزارنا الفرح، وارتوت الأرض بعد عطش طويل، فاضت البطاح والوديان والسدود والشلالات بماء السماء، وارتفعت الأيادي تدعو الله سراًّ وعلانيّةً بأن يحفظ الله تعالى قيادة وطننا الغالي، ويحفظ أرض هذا الوطن وسماءه وماءه، وأن يديم على الإمارات فيض النّعم التي أكرمنا الله بها، ففاضت كما فاض المطر لتساند الشعوب المحتاجة في شتّى بقاع العالم.
وكما استقبلنا المطر بحفاوة المحب، والولِه المشتاق، نستقبل الشهر الحبيب الذي عاد بعد طول سفر في أرجاء الكون إلى أن وُلد القمر ليُطل خير الشهور بالسرور والنور والليالي المضيئات بالأنس والحبور، شهر هو عند الله في أعلى منزلة ورفعة وقدر وللصائمين لياليه والقائمين الليل فيه حلو الثواب، وعذوبة اللقاء، والمكانة الأسمى، والأجمل.
يعود شهر رمضان فنحمدُ الله تعالى أن هيأ لنا الفرصة لصيامه وقيامه، ونبتهل إليه عز وجل بأن «يهلّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام»، وأن يجعل صيامنا ودعاءنا وطاعتنا فيهِ مقبولة، وأن يدخل بحلوله السعادة على كل البيوت التي مرّها حزنٌ فأتعبها، وأرهقها وجع فأنهكها، فارقت من فارقت فصبِرت واحتسبت الأجر عند الله جلّت قدرته، حيث رمضان الذي تلتئم فيه، وتهدأ من التعب كل روح، وتسكن آلام القلوب المُتعبة الحزينة.
خير الشهور يعود فلا تعود معه بعض الوجوه فقد غادرتنا لتترك الجرح مفتوحاً على كل اللحظات الحلوة التي مرّت بنا معهم، صاموا وصُمنا واليوم هناك منازل نقص فيه فردٌ على مائدة طعام، وزاد فيها فردٌ على سجادة صلاة، ليزداد يقيننا بأن لله التدابير الطيبة التي لا نراها بحكمتها الخفيّة وإن قست علينا الظروف والأيام، حيث الفقد أشد الأوجاع وأكثرها مرارة وألماً.
نريد لرمضان هذا العام أن يهلَّ علينا ببساطة الماضي، ورحابة التفاصيل، وطبيعة الحياة البهيّة الطازجة، تلك التي كنّا نتقاسم فيها الزاد، والماء والأوقات مع الجار والصديق القريب والبعيد، لم تشغلنا وسائل تواصل، ولم تُلهنا برامج تلفزيونية، ولم تأكل أوقاتنا مسلسلات لا نهايات لها، مواسم ومواسم من الأعمال الفنيّة التي تُبث في رمضان فتفيض بعددها إلى رمضان قادم.
بوسعنا أن نصنع الأيام الحلوة، وأن نردد أهازيجنا الأثيرة التي هي القاسم المشترك بين فرحة قلوبنا بقدوم الشهر الكريم الذي أسأل الله تعالى أن يكتب لنا جميعاً صيامه وقيامه، وأن يبارك لنا فيه في أعمالنا وأوقاتنا، وأن يرحم من فارقونا من أحبة لن يصوموا معنا هذا العام، غفر الله لهم وأسكنهم فسيح جنّاته.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©