الأحد 28 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«دكان لوّل».. شغف برائحة الماضي

هدى السويدي تعرض بعض الحلويات في مشروعها (تصوير: علي عبيدو)
13 مارس 2024 01:53

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
لم يعد تأصيل الموروث واستدامته عبر ممارسة الأجداد للحرف التراثية، حكراً على كبار الحرفيين المهرة، وإنما بات الكثير من الشباب يعملون على ترسيخ هذا المفهوم بهدف الحفاظ على الموروث، وضمان انتقاله عبر الأجيال، مع الحرص على تطويره، من دون المساس بروحه الأصيلة. 
الشابة الإماراتية هدى السويدي تشارك في الكثير من المهرجانات والمناسبات الدينية والوطنية والبرامج الثقافية والتراثية بمشروع «دكان لوَّل» الذي يرتبط بالذاكرة الجمعية لأهل الإمارات، مؤكدة أنها من خلال مشروعها ترغب في مشاركة القصص والذكريات مع مختلف سكان الإمارات والمقيمين والزوار من مختلف الجنسيات، لاستدامة هذا الموروث للأجيال، مؤكدة أن الدكان القديم لم يكن مجرد مكان لبيع السلع، إنما ارتبط بالعديد من الصور الاجتماعية والقصص الإنسانية.

قصص وحكايات
قالت هدى إنها ترعرعت في وسط مشبع بحب التراث، حيث إن والدها محمد السويدي مولع بجمع وحفظ المنتجات القديمة في متحفه الخاص حتى اليوم، والتي ارتبطت لديها بذكريات وتفاصيل كثيرة توثق مسيرة حياة، موضحة أن كل قطعة لها قصة وحكاية، فقد جمع والدها على مدار 40 عاماً مجموعة كبيرة من المنتجات والمقتنيات النادرة، منها أول نسخة من صحيفة «الاتحاد»، والراديو القديم والكاسيت وأنواع من التلفزيونات والهواتف القديمة، مشيرة إلى أنها عاشت في وسط مفعم بالحكايات الأصيلة، والتي ترغب في نقلها للأجيال والسير على نهج والدها بطريقتها الخاصة، لافتة إلى أنها تلاحظ إقبالاً كبيراً على شراء الحلويات القديمة التي تعرضها في «دكان لوَّل»، معربة عن سعادتها بترسيخ هذه العادات الجميلة في المجتمع. 
ذاكرة شعبية
الدكان القديم من أكثر الأماكن التي تحظى بشعبية واسعة بين مختلف فئات المجتمع الإماراتي، حيث اعتاد الكثيرون زيارتها في المهرجانات، لما تحمله من ذكريات، وكمتنفس جميل لكثير من الأشخاص، لا سيما أنها تزخر بمنتجات استمتع بها الكثيرون في طفولتهم، مشيرة إلى أنها تشعر بسعادة بالغة عند زيارة الناس لها وتفاعلهم الجميل مع منتجاتها وقصص الماضي، حيث كانوا يستمتعون بأبسط الأشياء التي تعرضها الدكاكين. 

مشروع مستدام
الدكان القديم الذي يعيد تمثيل جزء أصيل من حياة الماضي في مشهدية نابضة بالحياة، وتفاعل ناتج عن حركة البيع والشراء، يبقى عزيزاً على القلوب؛ لذا حولت السويدي الفكرة إلى مشروع مستدام، وهي تعمل على نقل الخبرات للأجيال في مختلف المهرجانات، لإحياء ركن تراثي أصيل، كما شاركت بمشروعها في برنامج «الشارة» لأكثر من موسم، لاسترجاع ذكريات الماضي بعرض بعض المنتجات من الحلويات القديمة بأنواعها، والعصائر الشهيرة، وبسكويت الموز، وكل ما يرسم البسمة على وجوه من عاشوا هذه اللحظات وتقاسموا فرحة تناولها.
اجتماعية وإنسانية
جاء الدكان القديم ليقدم لمحة عن الدور الاجتماعي في الماضي، حين كان يشكل منصة اجتماعية وإنسانية، إلى جانب دوره الاقتصادي، حيث كان يجتمع أمامه سكان «الفريج» ليتبادلوا الأحاديث والأخبار، وكان يشتمل على كل ما يحتاج إليه السكان من بضائع استهلاكية، وكان يشكل مساحة للتلاقي والتواصل ضمن أجواء من المودة والمحبة.

إحياء الزمن الجميل
ترتبط هدى السويدي بتراث الأجداد والآباء وتعمل جاهدة على نقله للأجيال، موضحة أهمية الحفاظ على الموروث واستدامته، لاسيما وأنها لاحظت إقبال الكبار قبل الصغار على شراء الحلويات القديمة، ما دفعها إلى الإضاءة على جانب مهم من الحياة الاجتماعية القديمة، ووجدت في المهرجانات ومختلف الفعاليات فرصة لإحياء الماضي المرتبط بـ«الدكان»، وما يحتويه من سلع ومنتجات وصور اجتماعية وإنسانية، ضمن قالب إبداعي.
وترى أن الدكاكين القديمة من أكثر الأماكن التي تحظى بشعبية واسعة بين مختلف فئات المجتمع في الإمارات، حيث يرتادها الكثيرون لما تحمله من ذكريات الماضي الجميل، ولما تتضمنه من منتجات اعتاد كثيرون الاستمتاع بها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©