الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شيخة الجابري تكتب: لا تخدشوا براءة الأطفال

شيخة الجابري تكتب: لا تخدشوا براءة الأطفال
1 ابريل 2024 02:03

في أغلب الأعمال الفنية الرمضانية هذا العام، تم استغلال الأطفال واختراق براءتهم بشكل بشع ومرعب، فهم بين كاذب، ومخادع، ومُداهن، ومصلح اجتماعي، وابن حرامي فيكون مستقبله كأبيه، وآخر شوارعيٌّ لا يعرف إلا لغة الضرب والضرب المُبرح، نماذج متعددة وشخصيات غريبة تم تأطير الأطفال بداخلها في صور متعددة تطرح العميق من الأسئلة حول مسؤولية الرقابة على هذه الأعمال، وقبلها مسؤولية المُنتِج والكاتب والمخرج والممثل، وقبلهم أُسر أولئك الأطفال الذين ارتضوا لأبنائهم الدخول إلى هذا المعترك، أو لنَقُل النفق الذي لا أعرف حقيقة كيف سيخرجونهم منه؟
أولئك الصغار وُضعوا في مهب الريح، وسيعانون طويلاً لحين العودة إلى شخصياتهم الواقعية، وسلوكياتهم الحقيقية، لقد تم وضعهم في قوالب جعلتهم يعرفون كلَّ شيء عن عوالم الكبار، وسيصدمك طفل لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره وهو ينصح والده، ويشرح له كيف أن والدته تحبه وأن الأب لا يفهم الإشارات التي تتعمد إرسالها له، فيظهرُ في صورة الغبيّ أمام المصلح الصغير، هذا مثال بسيط على نوعية الحوارات والقضايا التي يتصدى لها طفل صغير في مسلسل مشبّعٍ بالتفاهة والأحداث غير المنطقية.
بعضُ الذين يسمون أنفسهم كُتّاب دراما هل يعتقدون أن المشاهد غبيٌّ وسطحي إلى هذه الدرجة التي يتعامل بها، بتصديره موضوعات لا ترقى لما وصلت إليه دول الخليج من رقيٍ وعلمٍ وتطورٍ وإنجازات يتحدث عنها العالم، وأولئك الذين يُصدّرون لنا دراما رمضانية «أجلَّ الله الشهر الكريم عنها» يُظهرون بنات الخليج لعوبات، تافهات، غبيّات، والرجال يلهثون خلف النساء، ولا يتورعون عن فعل أبشع الجرائم كالقتل لمداراة فضائحهم، والأمهات والآباء في عوالم لا صلة لها بواقع جميل يعيشه مجتمعنا الخليجي المسالم، رغم التحديات التي تظهر وتعاني منها أغلب المجتمعات؟
ما هكذا تُورد الإبل يا صنّاع الدراما في الخليج وفي العالم العربي، نريد منكم أن تضعونا أمام نماذج مشرّفةٍ تعرف كيف تعالج قضاياها، نريد منكم عدم الزّج بالأطفال في مواقف ومشاهد لا تليق بالإنتاج المُحترم، أما ذاك الذي يركض خلف المال فهو يُشبه المنبطحين في «تيك توك»، يبحثون عن أسدٍ هنا، ودجاجة هناك، أما أنتم فلا أسدٌ ولا نمرٌ، بل دجاجات تبيض ذهباً في مواسم صنعتموها لأنفسكم لتُسخّفوا عقلية المشاهد وعالمه المُفعم بالألم الراقي، والأمل الباقي يفتح آفاق الحياة الجميلة.
رفقاً بالأطفال، لا تضعوهم في هذه المساحات الخطيرة، فهم أنسُ الحياة وبهجتها، أبعدوهم عن عالم الركض وراء «الترند» والفراغات المقيتة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©