السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات تدعم تقديم المساعدة لأجل السلام باليمن

وزير الخارجية السعودي وعبدالله الربيعة خلال مؤتمر المانحين الافتراضي الذي شاركت فيه نحو 126 جهة (واس)
3 يونيو 2020 02:12

الرياض (وام، واس وكالات)

انطلقت في مدينة الرياض، أمس، أعمال مؤتمر المانحين الافتراضي لليمن 2020، الذي تنظمه المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الأمم المتحدة، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد.
ويشارك في المؤتمر ما يزيد على 126 جهة، منها 66 دولة و15 منظمة أممية و3 منظمات حكومية دولية، وأكثر من 39 منظمة غير حكومية، بالإضافة إلى البنك الإسلامي للتنمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وأكدت دولة الإمارات، أنها تدعم وتقف مع من يقدمون المساعدة من أجل السلام في اليمن. وأعربت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي معالي ريم الهاشمي، في كلمة أمام المؤتمر، عن بالغ التقدير والامتنان للمملكة العربية السعودية لرعاية هذا المؤتمر المهم، وعقد هذا المؤتمر على الرغم من الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم بسبب تداعيات جائحة «كوفيد 19»، ولكن هذا ليس بغريب على المملكة التي لا تألو جهداً في تقديم كل العون للأزمات الإنسانية والكوارث، بما فيها الأزمة اليمنية التي تلقت اهتماماً كبيراً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
كما أعربت عن امتنانها للأمم المتحدة، ولكل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الإنسانية، لجهودها في رفع المعاناة الإنسانية بالعالم، خاصة في اليمن، على الرغم من كل التحديات والصعوبات التي يواجهونها على الأرض، مشيرة إلى أن الإمارات لا تتأخر في تقديم المساعدات الإنسانية والمواد الطبية لمواجهة الجائحة بالتعاون مع المؤسسات الدولية، وقالت «بدأنا منذ مارس حتى يونيو بـ 100 مليون دولار أميركي و107 أطنان من المساعدات الإنسانية، عبر طائرات وصلت إلى اليمن في السادس والعاشر والحادي عشر قبل أسابيع، وبالتالي فإن الوضع تغير بشكل كبير والتغيير تجاه المساعدات الإنسانية هو أمر ملح، وبالتالي نحن بحاجة إلى آليات جديدة وتوجهات مبتكرة لنتمكن من الرد بفعالية على أزمة العالم».
وأشادت الهاشمي بجهود المملكة في دعم الشرعية، والجهود للتوصل إلى حل سلمي، بما في ذلك الرعاية السعودية، والإمارات تدعم وتقف إلى صفوف من يقدمون المساعدة من أجل السلام في اليمن.
من جانبه، أكد الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي حرص المملكة على استضافة هذا المؤتمر الافتراضي رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا.
وناشد وزير الخارجية المجتمع الدولي ممارسة الضغوط كافة على الميليشيات الحوثية للسماح لموظفي مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع «UNOPS» بالوصول لموقع خزان النفط العائم «صافر» الذي يوجد به أكثر من مليون برميل، والمهدد بالانفجار منذ سيطرتهم على ميناء الحديدة في 2015م لتفادي حدوث أكبر كارثة بيئية في البحر الأحمر حال تسرب النفط وتأثير ذلك على الملاحة البحرية والاقتصاد العالمي، وكذلك تدمير الألغام البحرية المزروعة التي تمنع وصول السفن التي تحمل المساعدات، وعدم فرض الرسوم عليها، والتوقف عن استهداف مطاحن البحر الأحمر في الحديدة.
وجدد التأكيد على أن السعودية حريصة على دعم الجهود كافة التي تبذلها الأمم المتحدة للوصول إلى الحل السياسي المستدام للأزمة اليمنية، لافتاً إلى أن الحوثي يرفض السلام ووقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن المملكة قدمت لليمن منذ بداية الأزمة في سبتمبر 2014م مساعدات بمبلغ إجمالي وصل إلى أكثر من 16 ملياراً و940 مليون دولار أميركي.
وأعلن المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبدالله الربيعة التزام المملكة بتقديم مبلغ 500 مليون دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن 2020، وخطة مواجهة «كوفيد  19» في اليمن، يخصص منها 300 مليون دولار من خلال وكالات ومنظمات الأمم المتحدة وبقية المنحة البالغة 200 مليون دولار تُنفذ من خلال المركز ووفق آلياته بالتنسيق مع المنظمات الوطنية والمحلية والدولية، بالإضافة إلى اعتماد المرحلة الثالثة من مشروع «مسام» لتطهير اليمن من الألغام بمبلغ 30 مليون دولار.
 وقال مارك لوكوك، منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة خلال المؤتمر، إن المانحين الدوليين تعهدوا، أمس، بتقديم 1.35 مليار دولار مساعدات إنسانية لليمن.
 وأوضح أن أكثر من 41 برنامجاً لتقديم المساعدات في اليمن ستغلق، وستنتهي في غضون هذا العام إذا لم يتم تقديم التمويل الكافي، مبيناً أن فرق الاستجابة لفيروس كورونا ستبقى حتى نهاية شهر يوليو، وفي الشهر المقبل ستنخفض الميزانية، والدعم للمنشآت الصحية سيتوقف إلا إذا تم تقديم المساعدات من قبل الجميع.
 وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس قد أكد أن اليمن يواجه ظروفاً اقتصادية وإنسانية صعبة سواء على المستوى المؤسسي أو الشخصي، خاصة مع تفشي جائحة كورونا المستجد.
وأشار جوتيريس إلى أن الوضع الإنساني في اليمن، حيث يحتاج إلى مساعدات إنسانية في هذه الأزمة التي تعد الأكبر إنسانياً، لافتاً النظر إلى أن المجاعة وسوء التغذية تهدد حياة الأطفال إلى جانب نزوح أكثر من 4 ملايين شخص في الداخل اليمني، إلى جانب ما تشكله جائحة كورونا من تهديد لحياة أكثر من عشرة ملايين شخص وتشكل تهديداً مرعباً للأضعف صحة، وقال «أمامنا وقت عصيب، ونحن الآن قد نواجه معدلات وفاة عاليه إذا لم يتم التصرف بشكل عاجل».
وأبان أن المرافق الصحية في اليمن تعاني نقصاً في الأجهزة الطبية، خاصة أجهزة التنفس وسيارات الإسعاف، مما فاقم من أزمة فيروس كورونا، كما أن المستشفيات التي تعمل لا يوجد فيها مصادر طاقة معتمدة، لافتاً الانتباه إلى أن 50% من السكان ليس لديهم إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة.
وحذر جوتيريس من أن من إغلاق أكثر من 30 برنامجاً إنسانياً أممياً في اليمن العام المقبل نظراً لنقص التمويل، داعياً الجهات المانحة للدفع بسخاء وتمويل برامج العمل الإنساني الملحة في اليمن.
وأكد جوتيريس ضرورة ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية لليمن، مشيراً إلى أنه يجب منع الميليشيات من «قرصنة المساعدات».
بدوره، شدد رئيس مجلس الوزراء اليمني معين عبدالملك على أن الأزمة الإنسانية في اليمن اليوم أكثر من أي وقت سابق في حاجة ملحة لمقاربة جديدة سواء على مستوى التوجهات أو الآليات المتبعة أو الشفافية. وأكد أن الحكومة وجهت نداءات علنية متكررة للحوثيين من أجل توحيد الجهود لمواجهة جائحة كورونا وتبني سياسات صحية موحدة، وأعلنت من أجل ذلك مع تحالف دعم الشرعية وقف إطلاق النار من جانب واحد، لكن كل هذه المبادرات لم تلقَ إلا التجاهل والرفض من قبل الحوثيين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©