عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
كشف مؤتمر صحفي عقدته قيادات بارزة في تجمع المهنيين السودانيين، أمس، عن عمق الأزمة والانقسام الكبير داخل الكيان الذي لعب دوراً مهماً في حشد السودانيين للانخراط في ثورة ديسمبر التي أدت لإطاحة نظام البشير.
وأقرت القيادات التي شاركت في المؤتمر الصحفي الذي عقد بوكالة الأنباء السودانية الرسمية «سونا» بوجود أزمة في صفوف التجمع، وقالت إنه كانت هناك ضرورة لمكاشفة الشعب السوداني بحقيقة الأزمة، في حين استنكرت القيادة الجديدة التي أعلنت أنه تم انتخابها مؤخراً الدعوة للمؤتمر الصحفي، وقالت في بيان «انتشرت دعوة مجهولة المصدر لحضور مؤتمر صحفي يحمل اسم وشعار معدل لتجمع المهنيين السودانيين، ونؤكد أنه لا علاقة لتجمع المهنيين بهذه الدعوة المنتحلة، وسوف نتخذ ما يلزم لملاحقة الجهات والأشخاص الذين انتحلوا اسم التجمع وشعاره قانونياً».
وقللت قيادات تجمع المهنيين التي شاركت في المؤتمر الصحفي من بعض الأجسام في التجمع التي قالت إنها تمثل واجهات حزبية محددة، وإن بعضها لا يستند إلى قواعد حقيقية، وأعلن محمد ناجي الأصم، القيادي بالتجمع، سعي التجمع لإجراء عملية إصلاحية حقيقية داخله. وكشف الأصم عن أن الانتخابات التي جرت مؤخراً لاختيار سكرتارية جديدة لتجمع المهنيين لم يراع فيها الأسس الديمقراطية لعملية الانتخاب، وأدت لمزيد من الانقسام.
ومن جانبه، قال طه عثمان إسحق إن تياراً داخل منظومة حزبية يحاول اختطاف صوت تجمع المهنيين السودانيين، وعبر عن اعتذارهم للشعب السوداني عن الإخفاقات أو الصورة التي عُكست بشكل مختلف لتجمع المهنيين، ودعا طه لتكوين قيادة تسيير توافقية للتجمع.
وفي السياق، قالت مصادر سودانية في حزب الأمة لـ «الاتحاد» إن الخلافات داخل تجمع المهنيين حدثت بسبب رغبة الحزب الشيوعي في السيطرة على التجمع، وإنه سيكون لهذا الأمر انعكاسات خطيرة على تجمع المهنيين، والمظلة التي ينتمي إليها ممثلة في قوى الحرية والتغيير، مشيرة إلى ما وصفته بتوجهات الحزب الشيوعي المعروفة وعدائه للمكون العسكري في مجلس السيادة، إضافة إلى تجاذباته مع قوى سياسية مؤثرة مثل حزب الأمة وغيره من مكونات قوى الحرية والتغيير.
وأضافت المصادر أن المؤتمر الصحفي استهدف تصحيح مسار تجمع المهنيين وإبعاده عن التجيير الحزبي، بعد أن أعلنت أقلية بالتنسيق مع أحد التيارات الحزبية سيطرتها على سكرتارية التجمع.
وقالت قيادات حزبية سودانية بارزة لـ «الاتحاد»، مستنكرة الانقسام وتصاعد الصراع داخل تجمع المهنيين، إن أي رؤية حزبية تسعى للسيطرة على تجمع المهنيين الذي أصبح أيقونة مرادفة للثورة، تعتبر مراهقة سياسية تفتقر إلى الحكمة والموضوعية والحصافة السياسية، ومن مظاهر قصر النظر السياسي التي يجب التصدي لها بكل حسم وقوة.
