لبنان يقرر ضخّ الدولار في السوق لخفض سعر صرف الليرة

قررت الحكومة اللبنانية، اليوم الجمعة، ضخّ الدولار في السوق، في محاولة للجم انهيار قيمة الليرة الذي أثار موجة احتجاجات وقطع طرق في أنحاء البلاد.
ونزل مئات اللبنانيين إلى الشوارع، ليل الخميس الجمعة، في مدن طرابلس وعكار شمالاً، وصيدا وصور جنوباً وفي البقاع شرقاً، وفي العاصمة بيروت. وأحرقوا إطارات ومستوعبات نفايات وقطعوا طرقاً رئيسية وفرعية.
يأتي تدهور العملة المحلية في وقتٍ تعقد فيه السلطات اجتماعات متلاحقة مع صندوق النقد الدولي أملاً في الحصول على دعم مالي يضع حدّاً للأزمة، في حين تقترب الليرة اللبنانية من خسارة نحو سبعين في المئة من قيمتها منذ الخريف.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون، في مستهلّ جلسة حكومية طارئة في القصر الرئاسي، أعقبت جلسة أولى قبل الظهر عقدتها الحكومة في مقر رئيس الوزراء "توصلنا إلى تدبير سيبدأ تنفيذه الاثنين المقبل يقوم على تغذية السوق بالدولار من قبل مصرف لبنان، وعليه يُفترض أن يتراجع سعر الصرف تدريجياً".
ونقل الرئيس عون، وفق تصريحات نشرها حساب الرئاسة اللبنانية على "تويتر"، تأكيد خبراء ماليين أنه "لا يمكن للدولار أو أي عملة أخرى أن تقفز خلال ساعات إلى هذا الحدّ"، معتبراً أنّ "هذا ما يبعد صفة العفوية عن كل ما حصل ويؤشر لمخطط مرسوم نحن مدعوون للتكاتف لمواجهته".
ولامس سعر الصرف، وفق ما أفاد صرافون ظهر أمس الخميس، عتبة خمسة آلاف ليرة مقابل الدولار، فيما نقلت وسائل إعلام محلية ليلاً أن السعر تجاوز ستة آلاف، رغم تحديد نقابة الصرافين سعر الصرف اليومي بنحو أربعة آلاف وفيما يبقى السعر الرسمي مثبتاً على 1507 ليرات.
إلا أنّ مصرف لبنان اعتبر، في بيان ليلاً، أنّ المعلومات المتداولة عن سعر الصرف "بعيدة عن الواقع" في وقت عمّت فيه الاحتجاجات وقطع الطرق مناطق عدة.
وقال دياب، في مستهل مجلس الوزراء، إن البلاد "لم تعد تحتمل خضات إضافية (...)، ولا بدّ من اتخاذ إجراءات عملية تعطي مناعة أكبر للحكومة والدولة".
وتعرّض عدد من فروع المصارف لتكسير واجهات. وحاول المحتجون حرق فرع مصرف لبنان في طرابلس.
ودفعت الأزمة الاقتصادية مئات آلاف اللبنانيين للخروج إلى الشارع منذ أكتوبر 2019. وأسقطت التحركات آنذاك الحكومة برئاسة سعد الحريري. وتشكّلت مطلع العام حكومة جديدة برئاسة حسان دياب.
وتراجعت وتيرة التحركات بعد إعلان حالة الإقفال العام لمواجهة وباء كوفيد-19 منذ منتصف مارس، لتعود منذ أيام.