السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محللون غربيون: غارات تركيا على العراق تفاقم مأزقها

محللون غربيون: غارات تركيا على العراق تفاقم مأزقها
16 يونيو 2020 01:04

دينا محمود (لندن)

غداة شن تركيا غارات جوية مكثفة على مواقع المسلحين الأكراد في شمال العراق، بالتزامن مع تعرضها لوابل من الانتقادات شديدة اللهجة من جانب فرنسا، أكد محللون غربيون أن هذه التطورات تُفاقم أزمة نظام رجب طيب أردوغان، وتزيد من عزلته الإقليمية، خاصة أنها تجري على خلفية التدخل العسكري المتصاعد لأنقرة في ليبيا وسوريا.
وقال المحللون، إن الغارات التي تُوصف بأنها من بين أكبر عمليات القصف التي شنها سلاح الجو التركي خلال السنوات القليلة الماضية ضد الانفصاليين الأكراد، ستؤدي على الأرجح إلى توريط أردوغان في «جبهة جديدة»، على صعيد الصراعات الخاسرة التي يخوضها نظامه في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط.
 وأشاروا إلى أن الأزمات التي تحاصر تركيا، وكادت أن توصلها إلى حد المواجهة العسكرية المباشرة مع الجيشين السوري والروسي في شمال سوريا، تندرج في سياق المحاولات المستميتة لنظامها الحاكم، لتحقيق مطامع سياسية واقتصادية، يبدو وصوله إليها بعيد المنال.
 وفي تصريحات لوكالة «بلومبرج» الإخبارية الأميركية، ربط المحللون الغربيون بين الغارات الأخيرة في شمال العراق، والمناورات الجوية والبحرية التي نفذها النظام التركي في البحر المتوسط قبل ذلك بيومين فحسب، ووصلت سفنه خلالها إلى قرب السواحل الليبية.
 واعتبروا أن إصرار أردوغان وكبار قادته العسكريين على أن تشهد تلك الغارات إشراك عشرات المقاتلات والطائرات المُسيّرة القادمة من قواعد مختلفة في البلاد، استهدف الإيحاء لمواطنيهم المتوجسين والمتشككين بأن الجيش قادر على تنفيذ عمليات في الخارج، وذلك في ظل المخاوف التي تسود الشارع التركي، بفعل انغماس النظام الحاكم في أنقرة في مواجهات متعددة ومتزامنة في المنطقة.
 وأرجعت «بلومبرج» في تقريرها التورط التركي في هذه المقامرات إلى السياسات المتهورة لنظام أردوغان، التي أدت لتعقيد علاقات بلاده مع العديد من الدول الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة، وكذلك مع قوى مؤثرة في «شرق المتوسط» كاليونان وقبرص، خاصة في ضوء محاولاته التنقيب بشكل غير قانوني عن الغاز والنفط في تلك المنطقة.
 وأشارت الوكالة إلى أن تصاعد الخلافات بين أنقرة وموسكو، تجسد في الإلغاء المفاجئ لزيارة كان من المقرر أن يقوم بها وفد روسي رفيع المستوى، يضم وزيريْ الخارجية سيرجي لافروف والدفاع سيرجي شويجو، أمس الأول إلى إسطنبول. في السياق ذاته، أكد موقع «ميدل إيست أون لاين» الإخباري أن الانتقادات اللاذعة التي وجهتها فرنسا قبل يومين لدور أنقرة المشبوه في ليبيا، تبدو بمثابة ذروة للخلافات الناشبة منذ شهور، بين الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره التركي أردوغان.
 وأشار الموقع - الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له - إلى أن الشقاق بين الجانبين بدأ، إثر الحرب الكلامية التي اندلعت بينهما، بعد تنديد ماكرون بتقاعس حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن مواجهة الغزو التركي أواخر العام الماضي لشمال سوريا، وقوله إن إحجام الحلف عن التدخل للتصدي لهذا الاجتياح، يجعله في حالة «موت دماغي».
 ووفقاً لـ «ميدل إيست أون لاين»، يمكن الربط بين الهجوم الذي شنته فرنسا على التدخل التركي السافر في ليبيا، ورفض سفينة تركية كانت متجهة إلى هناك ويُشتبه في وجود أسلحة على متنها، أن تخضع للتفتيش في عرض البحر المتوسط، من جانب سفن العملية «إيريني»، التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي لدعم حظر السلاح الأممي المفروض على الفرقاء الليبيين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©