الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مظاهرات في الخرطوم والولايات للمطالبة بتصحيح المسار

متظاهرون سودانيون في الخرطوم يرددون الشعارات المطالبة بالقصاص من قتلة شهداء الثورة (أ ف ب)
1 يوليو 2020 01:53

أسماء الحسيني (القاهرة- الخرطوم)

خرجت في الخرطوم وولايات سودانية أمس مظاهرات حاشدة للمطالبة بتصحيح مسار الثورة السودانية، وتحقيق العدالة والقصاص للشهداء وتحسين الظروف المعيشية، في ذكرى مظاهرة مليونية في 30 يونيو من العام الماضي لدعم الثورة السودانية.
وشهدت المدن السودانية تعزيزات أمنية وانتشاراً عسكرياً كثيفاً، تضمن إغلاق طرق رئيسة وكباري والأسواق الكبرى. وخرج آلاف السودانيين في أحياء وشوارع الخرطوم للمشاركة في المظاهرات، كما انطلقت المواكب في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، وفي الجزيرة وكسلا، وعدد من ولايات دارفور وكردفان. 
وقد استبقت السلطات السودانية مظاهرات أمس بالإعلان عن إلقاء القبض على عدد من قيادات نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، كانوا يعدون لمخطط تخريبي، ثم أعلنت في وقت لاحق عن توقيف وزير الخارجية الأسبق إبراهيم غندور الذي يتولى حالياً رئاسة حزب البشير المنحل «المؤتمر الوطني»، إضافة إلى بشير آدم رحمة القيادي بحزب المؤتمر الشعبي الذي كان يتزعمه الدكتور حسن الترابي قبل وفاته. 
وقالت مصادر لـ«الاتحاد» إن اعتقالهما يأتي على خلفية تحركات واتصالات مشبوهة. 
وهتف المتظاهرون خلال المظاهرات بضرورة إقامة العدل، والقصاص من قتلة شهداء الثورة، وتصحيح مسارها، إلى جانب توفير الخدمات للمواطنين. 
وشهدت عدد من أحياء ومناطق الخرطوم إغلاقا تاما للشوارع، ما أدى إلى توقف الحركة تماما، وأغلقت كل الطرق المؤدية إلى القيادة العامة للجيش ومجلس الوزراء والقصر الجمهوري. 
وقال شهود عيان لـ«الاتحاد» إن المظاهرات شهدت احتكاكات ومواجهات محدودة بين المتظاهرين وقوات الأمن. 
وفي لفتة تضامنية غير مألوفة، قدم التليفزيون السوداني ديكورا مختلفا، بوضع إطارات السيارات جلس عليها مذيعوه وبعض الحجارة، في إشارة رمزية للتضامن مع المتظاهرين والثورة. 
ومن جانبه، اعتبر محمد عصمت يحيى رئيس الحزب الاتحادي الموحد في تصريحات لـ«الاتحاد» أن مظاهرات 30 يونيو لدعم الحكومة الانتقالية ودعم مسيرة السلام. وقال محمد سيد أحمد سر الختم القيادي بالجبهة الثورية لـ«الاتحاد» إن قوى الحرية والتغيير مطالبة بتصحيح مسارها، وتنفيذ مطالب الشارع في المعيشة والسلام. 
وقال الصديق الصادق المهدي القيادي بحزب الأمة لـ«الاتحاد» إن حزبه كان يتحفظ على المظاهرات بسبب خطرين أحدهما أمني متعلق بالجهات المتربصة بالتغيير التي تسعي للإجهاز على الحكم الانتقالي، وآخر صحي متعلق بجائحة كورونا، وأن الحزب يدعو في الوقت ذاته ويؤكد ضرورة القيام بالإصلاحات المطلوبة في ملف السلام والعدالة ومعيشة المواطنين. 
وقد لقي خطاب رئيس الوزراء السوداني للشعب السوداني عشية المظاهرات ترحيباً كبيراً، خاصة تأكيده أن السودان لن يعود إلى الوراء، وأنه سيعمل على تنفيذ المطالب التي تلقاها من لجان المقاومة وأسر الشهداء، والتي اعتبرها مطالب مشروعة واستحقاقات لازمة لا مناص عنها، وفي مقدمتها تحقيق العدالة والقصاص الذي يضمن عدم تكرار الجرائم، ومحاربة سياسة الإفقار المنظم لصالح سياسات اقتصادية متوازنة تضمن التنمية وعدالة توزيع الموارد وتحقيق السلام، وتأكيده أنه سيتم الإعلان عن قرارات حاسمة خلال أسبوعين، وإشارته إلى أن قوى كثيرة داخل السودان وخارجه تحاول إعادة مسيرة التغيير إلى الوراء. 
 وعلى صعيد مفاوضات السلام السودانية، أعلن بيان صادر عن مجلس السيادة السوداني عقب اجتماع لمجلس السلام الأعلى الذي يرأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة عن توافق الحكومة السودانية والجبهة الثورية على 5 قضايا خلال جلسات التفاوض في الخرطوم. 
وقال سليمان آدم الدبيلو رئيس مفوضية السلام إنه تم التوافق على 5 من النقاط التي تقدمت بها الوساطة ووفد الجبهة الثورية خلال زيارتها للخرطوم، لكنه لم يوضحها. 
فيما قالت مصادر حكومية سودانية لـ«الاتحاد» نتجه لحسم النقطة الأخيرة المتبقية مع الجبهة الثورية، المتمثلة في نسبة مشاركة الجبهة الثورية في مجلس السيادة والوزراء والمجلس التشريعي وباقي هياكل الحكم الانتقالي، والمقاعد التي سيتم تخصيصها لها في كل مستوى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©