الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الضائقة المعيشية تدفع لبنانيين للانتحار

لبنانيان ينددان بالأوضاع المعيشية الصعبة التي تسببت بانتحار شخص في شارع الحمرا ببيروت (أ ف ب)
4 يوليو 2020 00:32

بيروت (وكالات)

أثارت حالتا انتحار أمس في لبنان، مرتبطتان بضائقة معيشية جراء الانهيار الاقتصادي المتسارع في البلاد، موجة من ردود الفعل المنددة بالأداء الرسمي في إدارة الأزمة، بينما نفّذ ناشطون في الحراك الشعبي في مدينتي طرابلس شمال لبنان وبعلبك شرق البلاد اعتصامات أمس احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية.
ونفذ الناشطون في مدينة طرابلس اعتصاماً، أمام شركة «كهرباء قاديشا» في المدينة، وعمدوا إلى إغلاق أبوابها ومنعوا الموظفين من الدخول إلى مكاتبهم، احتجاجاً على ارتفاع سعر الدولار الأميركي وانقطاع التيار الكهربائي لساعات كل يوم.
واعتصم عدد آخر من الناشطين أمام مرفأ مدينة طرابلس ومنعوا الشاحنات من الخروج والدخول من وإلى المرفأ. وردد الناشطون هتافات تطالب باسترداد الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين.
وفي بلدة المحمرة في عكار شمال لبنان، أقدم عدد من الناشطين على إقفال الطريق الدولية المنية - العبدة بالإطارات والعوائق، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار.
وفي مدينة بعلبك شرق لبنان أقدم عدد من الناشطين في الحراك الشعبي على نصب خيمتين قرب مدخل مبنى المحافظة، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية، وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، وسط إجراءات أمنية اتخذها الجيش. ورفع المحتجون الأعلام اللبنانية، مرددين هتافات تطالب بمحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة.
وتخطى سعر صرف الدولار في لبنان أمس الجمعة عتبة الـ9 آلاف ليرة لبنانية في السوق السوداء، فيما بلغ سعر صرف الدولار لدى نقابة الصرافين 3850 كحدّ أدنى للشراء، و3900 كحدّ أقصى للمبيع وشهدت أسعار السلع ارتفاعاً مماثلاً لارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء.
 وفي وضح النهار، وفي فسحة أمام مبنى في شارع الحمرا المزدحم في بيروت، يضم مقهى ومتجراً شعبياً ومسرحاً، أقدم اللبناني علي الحق (61 عاماً) من منطقة الهرمل على الانتحار بإطلاق رصاصة من مسدس كان بحوزته.
وترك قربه نسخة عن سجله العدلي ملصقة على ورقة كتب تحتها بخط اليد شعار «أنا مش كافر» (لست كافراً) تيمّناً بمطلع أغنية ثورية لزياد الرحباني، يليها عبارة «بس (لكن) الجوع كافر» في دلالة على الأرجح إلى وضعه المعيشي الصعب.
وتجمّع العشرات من المتظاهرين في موقع الانتحار وأغلقوا الطريق لوقت قصير رافعين لافتات عدة كتب على إحداها «لم ينتحر، قُتل بدماء باردة». وحمل شاب لافتة ثانية جاء فيها «هاربون للموت بسبب الفقر والجوع».
وخلال نقل الجثة من المكان، كان أحد أقربائه يبكيه. وقال بانفعال «قتل ابن عمي نفسه بسبب الجوع».
وقالت صبا مروة لفرانس برس خلال مشاركتها في الوقفة «اليوم ثمّة شخص انتحر في الحمرا والناس ما زالت صامتة ونائمة».
في قرية جدرا القريبة من مدينة صيدا، وُجدت جثة شاب (37 عاماً) أمس معلقة داخل غرفة في منزله.
وقال رئيس بلدية جدرا جوزف القزي إن الشاب، وهو أب لطفلة صغيرة ويعمل سائق حافلة صغيرة، أقدم على شنق نفسه بواسطة حبل علّقه في سقف غرفة الجلوس بينما كانت عائلته خارج المنزل. وكان الشاب يعاني من ظروف مادية صعبة جراء الوضع الاقتصادي المتعثّر، وفق القزي.
 إلى ذلك، قال وزير المال اللبناني غازي وزني، أمس، إن محادثات لبنان مع صندوق النقد الدولي جُمدت في انتظار بدء إصلاحات اقتصادية واتفاق الجانب اللبناني على مقاربة موحدة لحساب خسائر. وقال وزني إنه سيظل على اتصال مع صندوق النقد الدولي لحين استئناف المحادثات. وقال وزني «ما يُعمل عليه اليوم هو تحديد الخسائر وحجمها بكل القطاعات».  

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©