عدد اليوم
أحمد شعبان، وعبدالله أبوضيف (القاهرة)
احتدم الجدل حول انتقال فيروس «كوفيد-19» عبر الهواء بين متخصصين يرون أن منظمة الصحة العالمية تسرعت في قبولها الخطاب الذي وجهه العلماء لها، بشأن ثبوت انتقال الفيروس عبر هواء المكيفات وفي الأماكن المغلقة، وبين خبراء يؤكدون أن هذا الإثبات العلمي يترتب عليه تغيير بروتوكولات الوقاية من الوباء.
ودعا الدكتور شوقي السيد، أستاذ الأوعية الدموية بـ«جامعة أوهايو» الأميركية، إلى تغيير بروتوكولات الوقاية من فيروس «كوفيد-19» في الأماكن المُغلقة مثل الرعايات المركزة وأماكن العزل والمطاعم، خصوصاً بعد تعديل «الصحة العالمية» إرشاداتها بشأن الفيروس، واعترافها بإمكانية انتقاله بالهواء.
وأكد أستاذ الأوعية الدموية لـ«الاتحاد» أنه على الرغم من ثقل الفيروس، إلا أنه لا يمنع أن ينتشر وينتقل عبر الهواء في حالة وجود رياح تنقله، وهو ما زال حياً فوق الأسطح.
وذكر أن «كوفيد-19» أثقل من مكونات الهواء، ولا يفترض أن يكون ثابتاً في الهواء، ويتساقط على الأرض أو الأسطح، ويستجيب للجاذبية الأرضية، على عكس بعض الفيروسات الأخرى التي لا تستجيب للجاذبية الأرضية.
وقال السيد: «إن الشحنة الفيروسية المنقولة بالهواء، لن تُسبب مطلقاً الإصابة النشطة بين الناس، على النقيض من الإصابة التي يسببها رذاذ المرضى الذي يحمل الملايين من الفيروسات، ويُعرّض الآخرين للعدوى بسهولة عند التعرض إلى هذا الرذاذ»، مؤكداً أن الهواء ينقل الفيروس بأعداد قليلة، وبالتالي فإن إمكانية انتقال الفيروس بالهواء ضعيفة جداً، خاصة في الأماكن المفتوحة، ولكنها قد تكون كبيرة في الأماكن المُغلقة.
ولفت إلى أن أجهزة التكييف المركزي المحدودة التي لا توجد بها فلاتر حيوية ممكن أن تنقل الفيروس في الغرفة كلها أو في الأماكن المغلقة في حالة وجود شخص مصاب، موضحاً أن أجهزة التكييف المركزي تأخذ الهواء بداخل غرف الرعاية المركزة وتعيد تكييف درجة حرارته، ومن المفروض أن يمر هذا الهواء من خلال فلاتر مخصصة، لتنقية الهواء، وبالتالي منع تصدير الفيروس مرة أخرى لغرفة الرعاية.
واعتبر أن المستشفيات التي تتخذ تدابير صارمة لمنع العدوى تمثل بيئة خصبة لتفشي الفيروس، مشدداً على ضرورة تطهير فلاتر أجهزة التكييف في المنازل أسبوعياً لتقليل فرص انتقال العدوى.
وفي المقابل، أكد الدكتور وجدي أمين، عضو اللجنة العلمية المصرية لكورونا والخبير بالأمراض الصدرية، أن من الصعوبة أن يظل الفيروس عالقاً في الهواء لفترة طويلة، وبالتالي لا يمكن الإقرار بهذه النظرية بعيداً عن النظر للواقع الموجود حولنا.
وقال لـ«الاتحاد»: «ربما ينطبق ذلك على الأماكن المغلقة والطبية، لكن من الصعب تعميمها على الأماكن بشكل عام، خاصة المفتوحة».
ومن جانبه، قال الدكتور فايد عطية، أستاذ الفيروسات في جامعة شانتو الصينية: «إن انتقال (كوفيد-19) عبر الهواء ليس معمماً، حيث ينتقل عبر قطيرات بالهواء لا تزيد على 5 ميكرو فقط، إلى جانب استمراره لمدة 4 ساعات ثم يسقط على الأرض مرة أخرى»، مضيفاً: «كل ذلك يتعلق بالأماكن المغلقة التي يوجد بها مكيف للهواء، والتي ثبت أنها تساهم في انتقال الفيروس، وبالتالي يفضل عدم تشغيلها في الأماكن الطبية».
وأضاف عطيه لـ«الاتحاد» أن الفيروس يبقى في نطاق من 3 إلى 6 أمتار لمدة 6 ساعات.
