الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحجاج إلى رمي جمرة العقبة الكبرى وطواف الإفاضة

الحجاج إلى رمي جمرة العقبة الكبرى وطواف الإفاضة
31 يوليو 2020 01:25

مكة المكرمة (واس ووكالات)

أعلنت السلطات السعودية مساء أمس نجاح خطة نفرة ضيوف الرحمن من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة، بعد غروب شمس يوم عرفة، وقضاء ركن الحج الأعظم بالوقوف على صعيد عرفات الطاهر. وأرجعت وزارة الحج والعمرة، نجاح «نفرة مزدلفة»، إلى فضل الله، ثم إلى الرعاية والاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وإلى التكامل بين جميع القطاعات الحكومية ذات العلاقة بمنظومة موسم الحج.

وأدى ضيوف الرحمن عقب وصولهم إلى مزدلفة ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج خلال رحلتهم الإيمانية، صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، ومن المقرر أن يمكثوا في المشعر حتى صباح اليوم، استعداداً للتوجه إلى مشعر منى لرمي جمرة العقبة الكبرى، ونحر الهدي، ثم الحلق أو التقصير، وبعدها التوجه إلى بيت الله الحرام للقيام بطواف الإفاضة في أول أيام عيد الأضحى المبارك. ويعود الحاج إلى منى للمبيت أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه.
وتكللت خطة نقل ضيوف الرحمن في النفرة من عرفات إلى مزدلفة، بالنجاح من خلال ما تميزت به من دقة التنفيذ والإنجاز في المواعيد التي وضعت بالتنسيق والتعاون مع الجهات الأخرى، ووفق الإجراءات الصحية والوقائية في الخطة الاستراتيجية المعتمدة لموسم الحج الحالي. وتم نقل ضيوف الرحمن عبر الحافلات المخصصة لهم، في المواعيد المجدولة بإشراف مباشر من وزارة الحج والعمرة حسب الخطط التشغيلية.
وفي وقت سابق، أكد وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، نجاح خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات، وفق البروتوكولات الوقائية المعتمدة من وزارة الصحة. وأشار إلى أن الحجيج وصلوا إلى مسجد نمرة في الوقت المحدد وذلك لأداء صلاتي الظهر والعصر وحضور خطبة عرفة، مفيداً بأنه تم إعداد مخيمات لضيوف الرحمن في مشعر عرفات منذ وقت مبكر، وتم تجهيزها بجميع الخدمات، التي تساعدهم على تأدية نسكهم بسهولة وطمأنية، ووفق الإجراءات الصحية والتباعد المكاني. وقال متوجهاً للحجاج «أنتم لستم ضيوفنا. أنتم ضيوف الرحمن وضيوف خادم الحرمين الشريفين».

وأشاد بنتن بالجهود التي قدمتها منظومة الجهات الحكومية المدنية والأمنية ذات العلاقة، وفق أعلى المعايير والاشتراطات الصحية لجميع تفاصيل «رحلة الحاج» في المشاعر المقدسة. وجدد التأكيد على أن المحددات الصحية هي المحدد الرئيسي في عملية اختيار حجاج الموسم الحالي، حيث حدد 70 % للمقيمين داخل المملكة و30 % للسعوديين، واقتصر على الممارسين الصحيين ورجال الأمن المتعافين من فيروس كورونا المستجد وذلك تقديراً لجهودهم في خدمة المجتمع. وقال إن عملية الاختيار تمت بشفافية تامة، مع مراعاة دقيقة للعوامل الصحية، وأهمها حصول الحاج على شهادة صحية معتمدة تثبت خلوه من الوباء.
وقال وزير الحج والعمرة عن البروتوكولات الصحية والتوعوية التي قدمت لحجاج بيت الله الحرام، إن الوزارة استخدمت الرسائل النصية لضمان معرفة الحجاج لجميع البروتوكولات الصحية للالتزام بها إضافة إلى خضوع الحجيج إلى «العزل المنزلي» فور ترشيحهم من قبل وزارة الحج والعمرة لمدة 7 أيام، ثم العزل الصحي المؤسسي بمقر إقامة الحجاج في مكة المكرمة لمدة 3 أيام، لافتاً النظر إلى أنه عند انتهاء الموسم سيخضع ضيوف الرحمن للحجر المنزلي للتأكد من صحتهم وسلامتهم.
وكان حجاج بيت الله الحرام بدأوا مع إشراقة الصباح التوجه إلى صعيد عرفات الطاهر لتأدية أهم أركان الحج، وهو «الوقوف بعرفة» مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار، وسط إجراءات احترازية وصحية، وتحقيق التباعد المكاني، لضمان سلامة ضيوف الرحمن والكوادر المشاركة في خدمتهم.

وأشرفت وزارة الحج والعمرة، على تصعيد ضيوف الرحمن من مشعر منى إلى مشعر عرفات بالتعاون مع الجهات المختصة، وسط خدمات متكاملة وموارد بشرية وفرتها الحكومة ليؤدي حجاج بيت الله الحرام حجهم بسلام آمنين. وأكدت توفير الخدمات ووسائل السلامة والمراكز الصحية كافة لضيوف الرحمن، كما تم تزويد الحجاج بمجموعة من الأدوات والمستلزمات، التي تساعدهم على أداء نسكهم بسهولة، ومن ذلك «الإحرام الطبي»، و«المعقمات» و«حصى الجمرات المعقمة»، و«الكمامات» و«سجادة للصلاة» و«مظلة للوقاية من ضربات الشمس».
وأدى حجاج بيت الله الحرام في مسجد نمرة صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم واستمعوا إلى خطبة عرفة التي ألقاها عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع، وشددت على «أنه لحماية المجتمع من المشاكل الاجتماعية والنفسية أمرت الشريعة ببر الوالدين وصلة الأرحام، وحسن تربية الأبناء، والترابط والتآلف والتكافل الاجتماعي، وأعطت لكل واحد من الزوجين حقوقاً على الآخر، وكفلت حقوق الإنسان رجلاً وامرأةً وطفلاً كبيراً وصغيراً، سليماً ومعاقاً، بل جاءت بمراعاة نفسيات الآخرين والوقوف معهم في أيام محنتهم ومصائبهم، كما أمرت بحسن الخلق وطيب المنطق والترغيب في نشر المحبة والوئام والتعاون بين الناس».
وأضاف المنيع أن الشريعة جاءت بإجراءات توصل إلى سلامة البلاد والعباد واستقرارهم وتمكنهم من أداء مهامهم وأعمالهم، كما جاءت بحفظ الحقوق وصيانة الدماء والأموال، وحرّمت الاعتداء والإيذاء للآخرين، كما منعت من تأجيج الصراعات، ومنعت تغذية الإرهاب، ونهت عن الإفساد في الأرض، وأمرت بالابتعاد عن مسببات الفتن، كما أكدت عدم الاستجابة للأعداء المتربصين، وأمرت بالالتزام بالأنظمة وبطاعة ولاة الأمور في غير معصية، وأمرت بالعدل وتحقيق المصالح ودرء المفاسد، وأمرت بالصلح والإصلاح.

وأوضح المنيع أن «من أعظم ما تستجلب به الخيرات والنعم وتدرأ به المصائب دعاء الله تعالى، فقد وعد الداعين بإجابة دعواتهم كما قال تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) وقال تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)»، حاثاً المسلمين على دعاء الله بتضرع وإخلاص وأن يكونوا موقنين بالإجابة وأن يؤمّنوا على دعاء غيرهم. وأكد أن أعظم خصال التقوى توحيد الله وإفراده بالعبادة، داعياً الله عز وجل أن يرفع الوباء ويشفي المرضى ويمكن الباحثين والعاملين بمجال الأمراض والطب من اكتشاف أدوية الأمراض وعلاجات ولقاحات الأوبئة. سائلاً الله سبحانه أن يسبغ على العباد نعمه وأن يغنيهم من فضله وأن يبث المحبة والألفة بينهم وأن يجعلهم متعاونين على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان وأن ينشر الأمن والاستقرار بفضله وإحسانه.
وقال المنيع: «الشدائد مهما عظمت فإنها لا تدوم ولكل داء دواء»، وأضاف: «نشكر المسلمين كافة للتجاوب مع إجراءات الدولة للحماية من تفشي الوباء وحماية مكة المكرمة، فقرار محدودية الحج يحقق مقاصد الشريعة في حفظ النفس». وأشاد، بالجهود العظيمة التي تقدمها المملكة لخدمة الحجاج، وتهيئة حج هذا العام وفق الاشتراطات والإجراءات الوقائية والاحترازية. وأثنى على الجهود التي تقدمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في تهيئة المساجد في المشاعر المقدسة والعناية بها، وتوفير كل السبل. 

بدورها، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد نجاح خطتها الاحترازية الوقائية بمسجد نمرة وفق الخطة المعتمدة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، حيث شهدت أروقة وحرم المسجد انسيابية خلال دخول وخروج الحجاج واستماعهم للخطبة وتأديتهم لصلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً. وأبان مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في مكة المكرمة رئيس لجنة المكتب التنفيذي لأعمال الوزارة في الحج الدكتور سالم بن حاج الخامري أن الحجاج وصلوا إلى مسجد نمرة في وقت مبكر وتم دخولهم وفق خطة معينة وانسيابية كبيرة مع تطبيق البروتوكولات الصحية والوقائية حيث تم تحديد مسارات للدخول والخروج من المسجد، مشيراً إلى أن الحجاج بعد أن استعموا خطبة يوم عرفة وأدوا صلاتي الظهر والعصر معاً غادروا المسجد بيسر وسهولة وفق منظومة من التعليمات التي سهلت على الحجاج انتقالهم من مسجد نمرة إلى مكان إقامتهم في عرفة.
ومن جهتها، أعلنت وزارة الصحة أن الحالة الصحية لحجاج بيت الله الحرام في مشعر عرفة مطمئنة ولم يتم تسجيل أي أمراض بينهم بما في ذلك فيروس كورونا المستجد. وأكدت أن منظومة متكاملة من المرافق الصحية منتشرة في المشاعر المقدسة للحفاظ على صحة وسلامة ضيوف الرحمن والقائمين على خدمتهم، مشيرة إلى أن الخطة الصحية تجري وفق ما هو مخطط له بما في ذلك متابعة تطبيق الإجراءات والتدابير الاحترازية.

هدية لكل حاج
قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتجهيز هدايا للحجاج، عبارة عن طقم تعقيم مكون من معقم وكمامات ومناديل معقمة وحقيبة سجادة صلاة ومظلة لكل حاج، وذلك ضمن حملة «خدمة الحاج والزائر وسام شرف لنا» في موسمها الثامن. وجهزت الرئاسة محتويات الهدايا في أكياس مغلقة ومعقمة ومعدة للاستخدام الواحد وذلك حرصاً منها على صحة وسلامة الحجاج خلال أداء نسكهم، وذلك تأكيداً على استمرار الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المتبعة، واستخدام كل حاج متعلقات خاصة به.
كما وزعت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد هدايا على الحجاج فور قدومهم إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات لأداء صلاتي الظهر والعصر. وشملت الهدية سجادة صلاة، وباركورد المصحف الإلكتروني، وعبوات ماء زمزم معدة للاستخدام الواحد فقط وغيرها من المستلزمات التي تهم الحاج في رحلة الحج، ضمن مبادرة الوزارة الرامية للعمل وفق الإجراءات الاحترازية المتبعة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

«روبوت الفتوى»
أطلقت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلة في الإدارة العامة لتقنية المعلومات، خدمة «روبوت الفتوى الإلكتروني»، لتقديم خدمة الفتاوى الشرعية والاستشارات الدينية لضيوف الرحمن في إطلاق يُعَد الأول في مجال تقديم الفتوى والاستشارات الشرعية، تحقيقاً للبروتوكولات الصحية وتطبيقاً لقرار التباعد المكاني.

وتتيح هذه الخدمة المتجولة في مسجدي «نمرة» والمشعر الحرام التواصل المباشر عن طريق الاتصال المرئي بين السائل وفريق من المفتين بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، لتقديم الفتاوى بكل يُسر وسهولة عن بُعد وبشكل ذكي وبعدة لغات. وتسعى الوزارة من خلال هذه الخدمة إلى تطبيق أفضل الممارسات التقنية العالمية، في إطار مواكبة الوزارة لرؤية المملكة 2030، وتطبيق البروتوكولات الصحية لحج هذا العام الاستثنائي.
واستفاد الحجاج من شاشات باركود تحميل المصحف الشريف، التي نشرتها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في أروقة مساجد المشاعر المقدسة، ضمن جهودها في تحقيق البروتوكولات الصحية. وحرص الحجاج على تحميل التطبيق عبر أجهزتهم الذكية، حيث يحتوي التطبيق خاصية البحث السريع عن اسم السورة، أو الكلمة، أو الرقم، وفيه خاصية الإشارة المرجعية، والقراءة الليلية، ومشاركة صفحات المصحف عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©