الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صراع «نفوذ» بين الميليشيات والمرتزقة في طرابلس

الصراع بين أجنحة الميليشيات والمرتزقة على النفوذ في طرابلس (أرشيفية)
3 أغسطس 2020 01:40

شعبان بلال (القاهرة) 

اندلعت اشتباكات عنيفة بين الميليشيات المسلحة والمرتزقة الموالين لحكومة الوفاق والمدعومين من تركيا، في مؤشر جديد على زيادة خلافات المصالح فيما بينهم، وهو ما وصفه باحثون بأنه أمر طبيعي باعتبار أن هذه الجماعات المتطرفة تهدف فقط إلى جني الأموال والعمل لمصالحها. 
وكشفت مصادر عسكرية مطلعة بقوات الجيش الوطني عن حدوث انشقاقات بين جبهات المرتزقة والميليشيات في طرابلس، وتؤكد الصور عمليات اعتقال من الميليشيات لبعض عناصرها.
وأشارت المصادر إلى أن الانقسام يتمثل في جبهتين يقود إحداهما وزير داخلية السراج، فتحي باشاغا، والأخرى الميليشيات الموالية لقائد المنطقة العسكرية الغربية التابعة لحكومة الوفاق أسامة الجويلي بعد قيام قوة من عناصر باشاغا بالقبض على مرتزقة تابعين لميليشيات الجويلي في منطقة ورشفانة.
وفي هذا الإطار، قال العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوعية المعنوي بالجيش الوطني الليبي، إن مصالح الميليشيات في طرابلس متناقضة لذلك اندلعت الاشتباكات بينهم. 
من جانبه، قال الدكتور عبد القادر أرحيم، باحث ليبي في شؤون الجماعات الأصولية المتطرفة، إن طرابلس تشهد أزمة خانقة بسبب عدم توفر الكهرباء والماء أو السيولة، موضحاً أنها تشهد عمليات تصفية حسابات واسعة تشمل تصفية قادة ميليشيات في الزاوية ومصراته وطرابلس وزليتن والجبل الغربي.  وأكد أرحيم لـ«الاتحاد»، بروز نفوذ المرتزقة السوريين بقوة في طرابلس بعد إدماجهم في سابقة غير عادية في الدولة، مشدداً على أن عمليات التصفية تقودها الميليشيات فيما بينها بعد انتهاء الحرب في ضواحي طرابلس ضد القوات المسلحة الليبية لكي تسيطر أكثر على الموارد ولا تقتسمها فيما بينها. 
وأضاف أنه مع انقطاع السيولة بسبب غلق حقول النفط وزيادة مصاريف هؤلاء المرتزقة أصبح من الصعب على حكومة الوفاق إنفاق ميزانيات على الميليشيات المسلحة القائمة بهتاناً تحت وزارة الدفاع أو الداخلية، بالإضافة إلى مرتبات المرتزقة السوريين. 
بدوره، يرى الدكتور محمد عامر العباني، عضو مجلس النواب الليبي، أن الميليشيات لا تختلف كثيراً عن بعضها، فقد نشأت جميعها بدوافع إجرامية للقتل والخطف والتعذيب، والهدم والتدمير، لتحقيق غايات وأهداف سلطوية تمكنها من الإمعان في الفوضى والفساد وخلق بيئة غير آمنة. وشدد العباني على أن ميليشيات مصراتة هي الأكثر تغولاً وفساداً وتسليحاً وتسعى لحصد أكبر قدر ممكن من الغنائم، لافتاً إلى أنها تجد في طرابلس غايتها، ومصدر ما تبحث عنه من موارد لتمويلها واستمرار عنفوانها الإجرامي. 
ولفت عضو مجلس النواب الليبي إلى أن تعارض مصالحها مع ميليشيات طرابلس يؤدي إلى استخدام العنف لإزاحة الميليشيات الأقل قوة وعدداً، مؤكداً أن حل الميليشيات ونزع سلاحها هو السبيل إلى إقامة سلطة الدولة، وتحقيق الاستقرار والأمن والأمان. 
من جهتها، قالت مصادر ليبية لـ«الاتحاد»، إن الميليشيات تعمل ما يسمى حركة تنظيف وتجديد وبروز زعامات جديدة، إما موالية لتنظيم الإخوان أو الميليشيات المتطرفة أو تحت حكومة الوفاق، موضحة أنه بعد تشديد قبضة الحكومة التركية على مصادر القرار في طرابلس مع وجود جناح مسلح، مثل المرتزقة السوريين، أصبح المشهد العسكري الداخلي مهزوزاً، وهذا ينعكس سلباً في الحياة السياسية والعامة في العاصمة طرابلس التي أصبحت ولاية تركية في شمال أفريقيا. 
على صعيد آخر، شهدت طرابلس، أمس، مسيرات واسعة ضد الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق غير المعتمدة، وللمطالبة بخروج المرتزقة الأجانب من ليبيا. وندد المتظاهرون بانتشار المرتزقة وتعريض حياة المواطنين الليبيين للخطر على أيدى الميليشيات المسلحة والمرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى البلاد، بعد ارتكاب الميليشيات لعمليات سرقة ونهب وابتزاز بحق المواطنين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©