الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المرتزقة يهددون التركيبة الديموغرافية في ليبيا

عائلة ليبية تفر من طرابلس بعد تغول المرتزقة واستيلائهم على الأراضي والمساكن (أرشيفية)
5 أغسطس 2020 01:27

شعبان بلال (القاهرة) 

حذر العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، من مخاطر استمرار استقدام تركيا للمرتزقة إلى ليبيا، موضحاً أن أنقرة تستخدم مرتزقتها للزج بهم في المعارك أو تغيير ديمغرافية البلاد خاصة مع وجود تقارير تتحدث عن إطلاق حكومة الوفاق وعداً للمرتزقة بمنحهم الجنسية، مشدداً على أن القوات المسلحة لن تسمح بتقسيم ليبيا أو تغيير ديموغرافيتها، وأنها تعمل على القضاء على كافة عناصر المرتزقة وإنهاء وجودهم في ليبيا. 
وأضاف لـ«الاتحاد»، أن التطورات الأخيرة أظهرت مطامع تركيا الحقيقية والأسلحة التي تستخدمها ومن بينها المرتزقة، وهي أسلحة مرفوضة دولياً وإقليمياً، موضحاً أن أنقرة تستخدمهم كورقة ضغط للتفاوض مقابل إخراجهم أو الزج بهم في المعارك. 
وشدد مدير إدارة التوجيه المعنوي على أن وجود 20 ألف مرتزق في غرب ليبيا يؤكد أن حكومة الوفاق غير المعتمدة لا حاضن لها ولا أحد معها سوى تركيا التي تجلبهم، موضحاً أن هؤلاء المرتزقة والميليشيات أيضاً يصعب السيطرة عليهم.
وشهدت عدة مناطق في غرب ليبيا انتهاكات جسيمة تورط فيها هؤلاء المرتزقة الذين استولوا على الممتلكات العامة والخاصة، خاصة بطرابلس ومدينة ترهونة، ما دفع المواطنين في طرابلس إلى الخروج في تظاهرات واسعة ضد الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق غير المعتمدة، وللمطالبة أيضاً بخروج المرتزقة الأجانب من ليبيا لتهديدها لاستقرار الأوضاع. 
وفي هذا الإطار، وصف محللون سياسيون الوضع الأمني في غرب ليبيا بـ«السيئ للغاية» وأنه خارج السيطرة بسبب تغول المرتزقة والميليشيات المسلحة على اختصاصات الاجهزة الأمنية، موضحين أن هناك مخاوف جمة في إمكانية تغير التركيبة الديموغرافية للبلاد من خلال استقدام عشرات الآلاف من المرتزقة السوريين والأفارقة إلى مناطق الغرب. 
وقال ناصر سعيد، المتحدث الرسمي باسم الحركة الوطنية الشعبية الليبية، إن ليبيا تتعرض الآن لمخطط هدم الدولة الآمنة وتعيش حالة من عدم الاستقرار وعدم السيادة، خاصة في غرب ليبيا والعاصمة طرابلس التي تسيطر عليها مرتزقة وميليشيات حكومة الوفاق. 
وشدد لـ«الاتحاد»، على أن هناك عمليات شراء للمزارع والمنازل من قبل المرتزقة والميلشيات وهجرة أهالي طرابلس إلى مناطق أخرى خوفاً من هذه الميليشيات التي تتصارع الآن على النفوذ والهيمنة في المناطق التي تسيطر عليها.
وأشار إلى أن ليبيا مستهدفة لتكون بداية لتنفيذ مشروع ومخطط تركي إخواني في منطقة شمال إفريقيا يبدأ من بليبيا عبر تلوين طبيعتها والقضاء على استقرارها. 
ومن جانبه قال الدكتور عبد القادر أرحيم، باحث ليبي في شؤون الجماعات الأصولية المتطرفة، إن الميليشيات حالياً في مرحلة دخول مأزق خسارة نفوذها، بعد وصول مرتزقة سوريين عددها ما يقارب 20 ألف مرتزق، وعودة ظهور تنظيم داعش في صبراته وتنظيم القاعدة في طرابلس عبر جسم ما يسمى مجلس الشورى المتكون من فلول هاربة من بقايا المتطرفين في بنغازي ودرنة والجنوب. 
وأشار لـ«الاتحاد» إلى أنه بعد انسحاب الجيش الليبي من طرابلس أصبح أمام الميليشيات أمران، إما زيادة التقارب مع المجلس والتنازل عن صلاحياتها أو خوض حرب مع المرتزقة المدعومين من تركيا أو قيام كبار رؤوس الميليشيات بحرب داخلية وتصفية قيادات للسيطرة أكثر وتقليص مساحات واسعة من مواقع النفوذ. 
وأضاف أن ما يحدث الآن هو حرب داخلية وتصفية قيادات وحسابات خاصة بعد تضاؤل حجم نفوذها بعد تمكين مرتزقة سوريين وضمهم إلى وزارة الداخلية في حكومة السراج مع وعد بمنحهم الجنسية الليبية. 
وحذر من أن ما يحدث يعني تغيير تركيبة المجتمع الداخلي وإحداث تجمعات طائفية أو مذهبية جديدة على الساحة الليبية، في مجتمع يعتبر هذه التركيبات تشكل انفجاراً ثقافياً ومعرفياً غير مسبوق في الواقع. 
وأشار إلى أن الهدف هو خلق بيئة توتر دائمة في غرب ليبيا واتخاذها كقواعد انطلاق ليس محلياً بل عربياً وإفريقياً، موضحاً أن هذا هو هدف أنقرة لاسترداد مواقعها القديمة، وذلك بتغيير الولاءات المحلية ليصبح التغيير الديموغرافي أمراً واقعاً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©