السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«نكبة بيروت».. «حزب الله» يتحمل المسؤولية ولن يفلت من المساءلة

«نكبة بيروت».. «حزب الله» يتحمل المسؤولية ولن يفلت من المساءلة
7 أغسطس 2020 01:16

دينا ‬محمود (‬لندن)

رأت ‬وسائل ‬إعلام ‬غربية ‬أن ‬المعطيات ‬المتوافرة ‬بشأن ‬الانفجار ‬الكارثي ‬الذي هز ‬مرفأ ‬بيروت، ‬يوم ‬الثلاثاء ‬الماضي، ‬تفيد ‬بمسؤولية ‬ميليشيا «‬حزب ‬الله» ‬الإرهابية عنه، ‬سواء ‬بشكل ‬مباشر ‬أو ‬غير ‬مباشر، وخاصة ‬في ‬ضوء ‬توقيته ‬الذي ‬سبق ‬بأيام ‬قليلة ‬الجلسة ‬التي ‬كانت مقررة، اليوم الجمعة، للنطق ‬بالحكم، ‬بحق ‬أربعة ‬من ‬عناصرها متهمين بالتورط ‬في ‬جريمة ‬اغتيال ‬رئيس ‬الوزراء ‬السابق ‬رفيق ‬الحريري، والتي تأجلت إلى 18 أغسطس.
وقالت ‬وكالة «‬بلومبرج» ‬الأميركية: ‬إن ‬التقارب ‬الزمني ‬بين ‬الانفجار ‬وموعد ‬الجلسة ‬يذكي ‬الشكوك ‬ويوجه أصابع ‬الاتهام ‬لل‬حزب، ولاسيما ‬أن ‬الحريري ‬الأب ‬نفسه، ‬قُتِل ‬جراء ‬انفجار ‬هائل ‬مماثل ‬وقع ‬في ‬العاصمة ‬اللبنانية ‬أيضاً. وأشارت ‬إلى ‬أن ‬هذه ‬الميليشيا ‬الطائفية ‬الإرهابية ‬لن ‬تفلت ‬من ‬المساءلة ‬عن ‬هذا ‬الحدث ‬الدموي، ‬وخاصة ‬أن ‬اللبنانيين ‬لن ‬يقبلوا ‬ببساطة ‬فكرة ‬أنه ‬كان ‬حادثاً ‬‬لم ‬يكن ‬بالإمكان ‬تجنب ‬وقوعه، ‬قائلة: «‬إن ‬المرء ‬لا ‬يحتاج ‬لكثير ‬من ‬الذكاء ‬للتعرف ‬على ‬هوية ‬الجهة ‬التي ‬كان ‬من ‬مصلحتها الاحتفاظ ‬بتلك ‬الكمية ‬الهائلة ‬من ‬نترات ‬الأمونيوم ‬التي ‬تسببت ‬في ‬الانفجار، ‬في ‬ظل ‬ما ‬هو ‬معروف ‬من ‬سيطرة ‭‬الحزب على ‬الكثير ‬من ‬مرافق ‬مرفأ ‬بيروت».
وأضافت ‬في ‬تقرير ‬أن ‬غالبية ‬اللبنانيين ‬يرون ‬أن الحزب‬ ‬كان ‬يحتفظ ‬بتلك ‬المواد ‬لاستخدامها ‬إما ‬في ‬سوريا ‬أو ‬ضد ‬إسرائيل‬، ‬وهو ‬اعتقاد ‬سيؤدي ‬إلى ‬أن ‬يتصاعد ‬الغضب ‬في ‬الشارع ‬اللبناني ‬ضد الحزب وحلفائه ‬والحكومة المدعومة ‬من طرفه. وتوقعت أن ‬يعود ‬اللبنانيون ‬إلى ‬الشوارع ‬بعد ‬انتهاء ‬فترة ‬حدادهم ‬على ‬موتاهم، ‬لتجديد ‬حراكهم ‬الشعبي ‬الذي ‬اندلع ‬أكتوبر ‬الماضي، ‬وأسقط ‬الحكومة ‬آنذاك. ‬وقالت: ‬إن ‬قدرات «‬حزب ‬الله» ‬العسكرية، ‬والدعم ‬الذي ‬يحصل ‬عليه ‬من ‬الخارج، ‬لن ‬يجعلاه ‬في مأمن ‬هذه ‬المرة ‬من ‬السخط ‬الشعبي ‬الذي ‬أثارته ‬نكبة ‬الثلاثاء‬.
وبدورها، ‬أكدت ‬مجلة «‬واشنطن ‬إكزامينر» ‬الأميركية ‬أنه ‬يتعين ‬على ‬العالم ‬العمل ‬على ‬ضمان ‬محاسبة ‬المسؤولين ‬عن ‬الانفجار ‬الأخير ‬في بيروت، ‬لئلا ‬يتكرر ‬ما ‬حدث ‬عام ‬2005، ‬عندما ‬أدى ‬مزيج ‬من ‬التهديدات ‬العلنية ‬والضغوط ‬السرية ‬إلى ‬أن ‬يتفادى «حزب الله» فعلياً ‬الخضوع ‬لسلطة ‬المحكمة ‬التي ‬شكلّتها ‬الأمم ‬المتحدة ‬لمساءلة ‬قتلة ‬الحريري، ‬وذلك ‬بالرغم ‬من ‬الأدلة ‬الكاسحة ‬التي ‬تفيد ‬بأن ‬هذه ‬الجريمة ‬تقع ‬على ‬عاتق ‭‬الحزب‭ ‬كجماعة، ‬وعناصر ‬معينة ‬فيه ‬كأفراد ‬أيضاً. وشددت ‬على ‬أن ‬أفضل ‬ما ‬يمكن ‬أن ‬تفعله ‬الولايات ‬المتحدة ‬والمجتمع ‬الدولي ‬الآن، ‬يتمثل ‬في ‬أن ‬يضمن ‬ألا ‬تقتصر ‬المساءلة ‬المنشودة ‬للمسؤولين ‬عن ‬انفجار ‬مرفأ ‬بيروت ‬على ‬سلطات ‬الميناء ‬فحسب، ‬وإنما ‬أن ‬تمتد ‬كذلك ‬للقادة ‬السياسيين، ‬ممن ‬لم ‬يكترثوا ‬بمغبة ‬ترك ‬آلاف ‬من ‬أطنان ‬نترات ‬الأمونيوم ‬مُخزنة ‬على ‬مرمى ‬حجر ‬من ‬قلب ‬العاصمة‬. ودعت ‬إلى ‬أن ‬تشمل ‬هذه ‬المحاسبة ‬الصارمة، ‬جماعة ‬إرهابية ‬مثل «حزب ‬الله»، ‬تتحمل ‬مسؤولية ‬الكثير ‬من ‬العلل ‬التي ‬يعاني ‬منها ‬المجتمع ‬اللبناني ‬في ‬الوقت ‬الحاضر‬.

ومن ‬جانبها، ‬أكدت ‬مجلة «‬ذا ‬فيدراليست» ‬الأميركية ‬أنه «إذا ‬كانت ‬هناك ‬جهة ‬واحدة ‬تتحمل ‬المسؤولية ‬الرئيسة ‬عن ‬وضع ‬لبنان، ‬الذي ‬أدى ‬لوقوع ‬الانفجار ‬الهائل ‬في ‬مرفأ ‬عاصمته، ‬فهي ميليشيا حزب الله الإرهابية ‬التي ‬تشكل المافيا الأقوى ‬في ‬البلاد‬». وشددت ‬على ‬أن ‬هذا ‬الحزب ‬لم ‬يعد ‬فقط يمثل «‬دولة ‬داخل ‬الدولة ‬في ‬لبنان، ‬أو ‬بنية ‬موازية ‬للحكومة، ‬كما ‬يُقال ‬عادة، ‬وإنما ‬أصبح ‬الدولة ‬نفسها ‬أو ‬جزءاً ‬منها ‬على ‬الأقل، ‬في ‬ضوء ‬أنه ‬يقبع ‬في ‬قلب ‬النظام ‬السياسي، ‬وأن ‬الوزراء ‬وأعضاء ‬مجلس ‬النواب ‬والمسؤولين ‬الإداريين ‬ضالعون ‬في ‬التعامل ‬معه، ‬سواء ‬في ‬صورة ‬شركاء، ‬أو ‬منافسين ‬في ‬بعض ‬الأوقات»‬. 
ووصفت ‬المجلة ‬«حزب ‬الله» ‬بأنه ‬يشكل ‬الآن ‬«منظمة ‬تجمع ‬بين ‬ممارسة ‬الإرهاب ‬الدولي، ‬وتهريب ‬المخدرات، ‬والضلوع ‬في ‬أنشطة ‬الجريمة ‬المنظمة، ‬فضلاً ‬عن ‬زج ‬نفسه ‬في ‬الحلبة ‬السياسية ‬اللبنانية، ‬على ‬مدار ‬العقود ‬القليلة ‬الماضية»‬. واستعرضت ‬الأدلة ‬التي ‬تؤكد ‬صلة «‬حزب ‬الله» ‬بانفجار ‬الثلاثاء، ‬مُشيرة ‬إلى ‬أن ‬الحزب ‬طالما ‬استخدم ‬مرفأ ‬بيروت ‬في ‬عمليات ‬الاحتيال ‬الضخمة ‬وغسل ‬الأموال ‬التي ‬يتورط ‬فيها، ‬ما ‬حوّل ‬الميناء ‬إلى مركز ‬للفساد، ‬وأدى ‬إلى ‬ألا ‬تلقى ‬التحذيرات ‬المتتالية ‬من ‬خطورة ‬نترات ‬الأمونيوم ‬المُخزنة ‬فيه ‬سوى ‬التجاهل‬. وخَلُصَت ‬للقول: ‬إن ‬ما ‬حدث ‬في ‬بيروت ‬منتصف ‬هذا ‬الأسبوع ‬يمثل «‬تذكيرا ‬بما ‬أحدثه حزب الله من ‬خراب ‬ودمار ‬في ‬لبنان»‬.
وبدورها، قالت محطة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية: إن ما حدث في مرفأ بيروت، حتى وإن كان ناجماً عن حادث عرضي، سيؤدي إلى أن تخضع أنشطة حزب الله المشبوهة، لمزيد من التدقيق، وخاصة في ظل ما يتردد من أن المرفأ يخضع لسيطرة الحزب على نحو غير رسمي. ونقلت عن مصادر استخباراتية لم تسمها قولها: إن تحليل اللقطات المصورة للانفجار الكارثي، أظهر انبعاث ألوان مختلفة جراءه، وهو ما يشير إلى إمكانية وجود ألعاب نارية بالفعل في المستودع، دون أن يجعل من المستبعد في الوقت نفسه وجود أسلحة وذخائر في منطقة مجاورة له. ونسبت إلى جون وود الخبير الأميركي في شؤون الأسلحة قوله: «إن الشيء الوحيد المؤكد الآن، هو أن الأحداث الأخيرة ستدفع لبنان إلى مزيد من الفوضى السياسية والاقتصادية، في وقت يقف فيه هذا البلد بالفعل على حافة الانهيار بفعل اختطاف قراره من جانب حزب الله».
وربطت صحيفة «التايمز» البريطانية بين انفجار الثلاثاء الدموي في بيروت والتحذيرات المتواترة من مغبة مواصلة ميليشيا «حزب الله» الإرهابية تكديس ترسانتها الصاروخية في بيروت. وأشارت إلى أن «نكبة المرفأ» التي يُقال إنها ناجمة عن تخزين قرابة 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم المُصادرة، والتي تُستخدم لصنع المتفجرات في أحد المستودعات، وقعت في غمار «تصاعد التوترات الطائفية في لبنان قبيل جلسة النطق بالحكم في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005». 
وأبرزت مجلة «سبكتاتور» البريطانية تصاعد الغضب في الشارع اللبناني حيال «حزب الله» منذ وقوع الانفجار، قائلة: إن الكثيرين يرون أنه المسؤول الأول عما حدث، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وأشارت إلى الاتهامات الموجهة للحزب بأنه الجهة المسؤولة عن المستودع، الذي يقول المسؤولون اللبنانيون إنه كان يحتوي على كميات هائلة من نترات الأمونيوم. وقالت: إن هذه الاتهامات تكشف عن طبيعة ما يدور في أذهان عدد كبير من اللبنانيين بشأن تلك الميليشيا الإرهابية التي تمثل «دولة موازية» في البلاد، مُشددة على أن ثبوت مسؤولية الحزب بأي شكل عن «هيروشيما لبنان»، ستكون له عواقب وخيمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©