الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اللبنانيون ينتفضون في «يوم الحساب»

لقطة من الجو تظهر حجم الدمار الكبير في مرفأ بيروت (أ ف ب)
8 أغسطس 2020 01:59

بيروت (وكالات)

وسط استمرار عمليات البحث عن العالقين تحت أنقاض مرفأ بيروت بمشاركة فرق إنقاذ فرنسية وإيطالية وألمانية وروسية، وارتفاع حصيلة ضحايا انفجار الثلاثاء الماضي إلى 154 قتيلاً وأكثر من 5 آلاف جريح، إضافة إلى 300 ألف مشرد، رفض الرئيس اللبناني ميشال عون أمس التحقيق الدولي الذي اقترحه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، معتبراً أنه «تضييع للحقيقة»، و«أنه لا معنى لأي حكم إذا طال، لأن القضاء يجب أن يكون سريعاً والعدالة المتأخرة ليست بعدالة». وأشار إلى أن «التحقيق الذي تقوم به السلطات اللبنانية يشمل حالياً 20 شخصاً ولكن لا يمكن القبض على أحد وإدخاله السجن قبل التحقيق، وعندما تصل التحقيقات إلى أي من المسؤولين تؤخذ إفادته ثم تتخذ الإجراءات اللازمة بحقه». وقال «إنه لن يكون هناك كبير أو صغير أمام العدالة، ولن تكون العدالة كالعادة حيث الصغار يعلقون والكبار ينفذون».

  • شاب ينظر إلى صور عدد من ضحايا الانفجار في بيروت (رويترز)
    شاب ينظر إلى صور عدد من ضحايا الانفجار في بيروت (رويترز)

وحدد عون خلال لقاء مع صحافيين في القصر الجمهوري في بعبدا، احتمالين للانفجار الدامي (الإهمال - الحادث العرضي، أو تدخل خارجي - صاروخ أو قنبلة)، مشيراً إلى أنه طلب من ماكرون تزويد بلاده بالصور الجوية كي يمكن تحديد ما إذا كانت هناك طائرات في الأجواء أو صواريخ. وأشار أيضاً إلى وجوب إعادة النظر بالنظام القائم الذي يعيق تحقيق إصلاحات، وقال للصحافيين «نحن أمام تغييرات وإعادة نظر بنظامنا القائم على التراضي بعد أن تبيّـن أنّه مشلول ولا يمكن اتخاذ قرارات يمكن تنفيذها بسرعة»، معتبراً أنه عندما يكثر عدد الأشخاص لا يمكن الوصول إلى توافق، ومن النادر بالتالي تحقيق أي إصلاح في مثل هذه الأجواء.
وتجري الأجهزة القضائية اللبنانية تحقيقاً في انفجار مرفأ بيروت الذي قالت السلطات إنه ناجم عن تخزين 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم في العنبر رقم 12 منذ ست سنوات. كما كان العنبر يحوي أيضاً مواد ملتهبة سريعة الاشتعال وكابلات للتفجير البطيء، بحسب بيان لمفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية. وأفاد مصدر قضائي عن ارتفاع عدد الموقوفين على ذمة التحقيق إلى 21 شخصاً بينهم مسؤولون أبرزهم رئيس مجلس إدارة المرفأ حسن قريطم. كما أوعز مصرف لبنان أيضاً إلى المصارف تجميد حسابات سبعة من مسؤولي وموظفي المرفأ على الأقل، وصدر قرار قضائي بمنعهم من السفر.

  • جرافة تقوم بإزالة الأنقاض في المرفأ (رويترز)
    جرافة تقوم بإزالة الأنقاض في المرفأ (رويترز)

وواصل عمال إنقاذ بمشاركة فرق فرنسية وإيطالية وألمانية وروسية البحث عن مفقودين بين جبال من الأنقاض وأكوام الحبوب التي انتشرت في كل مكان في محيط إهراءات القمح المتداعية جراء الانفجار. وبدا واضحاً قيام آليات ثقيلة وجرافات تعمل على فتح ممر بين الأنقاض للوصول إلى العالقين من موظفي المبنى في غرفة الإدارة والتحكّم في الإهراءات. وقال الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج الكتاني إنه تم العثور على ثلاث جثث أخرى أثناء البحث فيما قالت وزارة الصحة، إن عدد القتلى ارتفع إلى 154 فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين.
ويعتقد الصليب الأحمر أنه لا يزال هناك 100 شخص في عداد المفقودين، معظمهم كانوا يعملون في المرفأ. وقال أحد عمال الإنقاذ، إنه واصل عمله بلا توقف على مدار الساعات الثماني والأربعين الماضية، مضيفاً: «نبذل قصارى جهدنا لأننا نأمل في العثور على أشخاص أحياء محاصرين، ولكن كل ما اكتشفناه حتى الآن هو أشلاء أشخاص لا يمكن التعرف عليهم». وأضاف: «بعض الدول الأجنبية ترسل المساعدات، ولكن ربما فات الأوان بالنسبة للأشخاص الذين قد يكونون محاصرين تحت الأنقاض». 
وعمد لبنانيون غاضبون إلى طرد وزير التربية طارق المجذوب لدى محاولته مساعدتهم في تنظيف شارعهم المتضرر في منطقة الكرنتينا، في حادثة هي الثانية من نوعها غداة تعرض محتجين لوزيرة العدل ماري كلود نجم وكيل الشتائم لها. وقالت مصادر إن مجذوب حاول تهدئة الشباب إلا أنه ووجه بهتافات «استقيل» و«علقوا المشانق» و«الشعب يريد إسقاط النظام». ودعا ناشطون ومجموعات مناوئة للسلطة إلى تحرك احتجاجي عصر اليوم السبت تحت عنوان «يوم الحساب». وتداول ناشطون وسم «علقوا المناشق» منددين بفساد السلطات وإهمالها، محملينها مسؤولية الكارثة التي حلت على العاصمة. وكانت اندلعت مساء الخميس مواجهات محدودة بين عشرات الشبان الغاضبين والقوى الأمنية في وسط بيروت.

  • جانب من الدمار في ضاحية الأشرفية في بيروت (أ ف ب)
    جانب من الدمار في ضاحية الأشرفية في بيروت (أ ف ب)

100000 طفل بلا مأوى
كشفت تقديرات أولية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أن ما بين 80 ألفاً إلى 100 ألف طفل، أصبحوا بلا مأوى جراء الانفجار الضخم الذي وقع بمرفأ بيروت يوم الثلاثاء الماضي. وقالت المتحدثة باسم المنظمة ماريكسي ميركادو إن أكثر من 120 مدرسة في العاصمة اللبنانية تضررت جراء الانفجار، وبحاجة إلى عمليات ترميم على وجه السرعة قبل بدء العام الدراسي الجديد. وأشارت خلال مؤتمر صحفي في جنيف إلى الحاجة الماسة إلى توفير احتياجات إنسانية، فورية، وبكميات كبيرة.

ألمانيا تطالب لبنان بـ«إرادة للإصلاح»
طالب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الحكومة اللبنانية بإرادة حقيقية للإصلاح، عقب الانفجار المروع الذي وقع في بيروت قبل أيام. وقال في تصريحات لصحيفة «زاربروكر تسايتونج»: «حتى الآن لم تنجح القيادة السياسية في لبنان في مباشرة الإصلاحات الضرورية بشدة في القطاع الاقتصادي والمالي على نحو قوي»، معرباً عن استعداده لدعم لبنان في المحادثات مع صندوق النقد الدولي. وذكر أن الكثير من اللبنانيين الآن تساورهم مخاوف على وجودهم.
وحذر ماس من مغبة استمرار زعزعة استقرار لبنان، وقال: «نريد تقوية لبنان، لأن هذه الأزمة لا ينبغي استغلالها في فتح باب أمام نفوذ أجنبي هناك». وذكر أن هناك بالفعل في لبنان أطرافاً فاعلة غير حكومية ممولة من الخارج، مثل «حزب الله»، والتي من الممكن أن تستغل الفراغ الحالي.

الفاتيكان يتبرع بـ 250 ألف يورو
أعلن الفاتيكان أن البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، تبرع بمبلغ 250 ألف يورو (294 ألف دولار) لكنيسة لبنان بعد الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت. وتم إرسال المساعدات للمتضررين من الانفجار عبر البعثة الدبلوماسية للفاتيكان في بيروت. ووصف الفاتيكان التبرع بأنه علامة على «القرب الأبوي للبابا من الأشخاص الذين يواجهون صعوبات خطيرة». وصلى البابا من أجل لبنان، طالباً أن يتغلب لبنان بمساعدة المجتمع الدولي على الأزمة الخطيرة التي يمر بها. 

  • شبان يضيئون الشموع حداداً على أرواح ضحايا الانفجار في ساحة الشهداء في بيروت (رويترز)
    شبان يضيئون الشموع حداداً على أرواح ضحايا الانفجار في ساحة الشهداء في بيروت (رويترز)

«الإنتربول» يرسل فريقاً إلى بيروت
أعلنت الشرطة الدولية «الإنتربول» إرسال فريق خبراء دوليين مختصين في تحديد هوية الضحايا إلى موقع الانفجار الكبير الذي هزّ بيروت، وذلك بطلب من السلطات اللبنانية. ونقل بيان عن الأمين العام للإنتربول يورغن ستوك أن «المدينة، البلد وعائلات لا حصر لها ما زالوا تحت وقع الصدمة». وأضاف «إن خبرة الإنتربول يمكن أن تقدم مساعدة ثمينة لسلطات البلد، ونواصل تقديم أي دعم ضروري للبنان». 
وتنشر «فرق الاستجابة للحوادث» التابعة للإنتربول بطلب من الدول الأعضاء عند وقوع كوارث طبيعية وحوادث أو هجمات. وتدخلت هذه الفرق العام الماضي في نيروبي عقب هجوم دموي في يناير على مجمع فنادق في العاصمة الكينية، ونشرت في مارس عقب تحطم طائرة تتبع الخطوط الجوية الإثيوبية بعيد إقلاعها من أديس أبابا. ووضعت الشرطة الدولية عام 1984 أول دليل إرشادات مخصص لتحديد هوية الضحايا.

أبو الغيط في بيروت اليوم
يتوجه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى بيروت، اليوم، في زيارة تضامنية مع لبنان في أعقاب كارثة انفجار مرفأ بيروت التي أدت إلى مقتل وجرح وتشريد وتشريد آلاف الأسر. وقال بيان للأمانة العامة للجامعة إن الهدف من الزيارة هو حشد الدعم العربي والعالمي لمساعدة لبنان في مواجهة تبعات الكارثة التي يمكن أن تكون ممتدة لفترة زمنية، داعياً إلى تحرك دولي فوري لمساعدة لبنان على مواجهة الكارثة المروعة التي يمر بها. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©