عدد اليوم
أحمد مراد، وكالات (القاهرة، أثينا)
حضّ رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أمس تركيا على «التعقّل» في المواجهة البحرية في شرق المتوسط المرتبطة بالتنقيب عن مصادر الطاقة، محذراً من أن ذلك قد يؤدي إلى حادث عسكري.
وقال في بيان «نأمل أن يسود التعقل في نهاية المطاف لدى جارتنا، حتى نتمكن من الشروع بحوار صادق».
وارتفعت التوترات مع إرسال أنقرة سفينة «عروج ريس» للمسح الزلزالي ترافقها سفن حربية إلى قبالة شواطئ جزيرة كاستيلوريزو اليونانية في شرق المتوسط. وفي إطار ماراثون دبلوماسي تنظمه أثينا لحشد المجتمع الدولي بشأن الخلافات اليونانية التركية في شرق البحر المتوسط، قالت وزارة الخارجية اليونانية إن وزير الخارجية سيجتمع مع نظيره الأميركي في فيينا غداً الجمعة لبحث التوترات في شرق البحر المتوسط وإعلان تركيا إنها تعتزم إصدار تراخيص للتنقيب عن الغاز في المنطقة في مكان ما بين جزيرة كريت اليونانية وقبرص هذا الشهر. وفي الإطار نفسه ، أكدت مصادر أوروبية أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعا غداً عبر تقنية الفيديو لبحث أنشطة الاستكشاف التركية في البحر المتوسط. وقال مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عبر موقع «تويتر»،: «سأدعو إلى اجتماع استثنائي لمجلس الشؤون الخارجية بعد ظهر يوم الجمعة، سنناقش القضايا العاجلة وسنبحث الوضع في شرق البحر المتوسط».
من جانبهم، حذر خبراء من خطورة التحركات التركية في شرق المتوسط التي تنذر بوقوع حرب تهدد استقرار وأمن المنطقة بأكملها.
وأوضح الدكتور إبراهيم أحمد، الرئيس الأسبق لقسم القانون الدولي بجامعة عين شمس المصرية، أن الرئيس التركي أردوغان يمارس سياسة «الأمر الواقع» ضارباً بقواعد ومواثيق وأعراف القانون الدولي عرض الحائط.
وأشار إلى أن قواعد ومواثيق القانون الدولي تلزم أي دولة عدم التحرك بشكل أحادي في أي قضية خلافية، وهو المسار القانوني الذي لا تتبعه أنقرة في مختلف القضايا الإقليمية والدولية:
وقال: «تركيا بدأت التنقيب في منطقة بالبحر المتوسط تؤكد اليونان على أنها ضمن جرفها القاري، وبالتأكيد لديها من الثبوتات والوثائق ما يثبت ذلك، ومن ثم فإن تركيا بتحركها الأحادي في هذه المنطقة فهي ترتكب مخالفة صريحة لمواثيق وقواعد القانون الدولي».
وأوضح خبير القانون الدولي أن كل المخالفات القانونية التي ترتكبها أنقرة سواء بالتنقيب في شرق المتوسط أو التدخل العسكري في سوريا وليبيا والعراق، تجعل منها «دولة مارقة» وفقا لقواعد ومواثيق القانون الدولي وأعراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
أما المحلل السياسي السوري، نواف خليل، رئيس المركز الكردي للدراسات السياسية في ألمانيا، فأوضح عبر اتصال هاتفي مع «الاتحاد» أن نظام أردوغان يدق طبول الحرب في شرق المتوسط بعدما بدأ التنقيب في منطقة تقع في نطاق الجرف القاري لليونان.
وأكد أن نظام أردوغان بات يشكل تهديداً صريحاً للاستقرار والأمن سواء في منطقة شرق المتوسط، أو في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن أردوغان لا يهمه سوى أن يحقق أحلامه التوسعية حتى ولو كان ذلك على حساب ثروات الدول المجاورة، مؤكداً أن مواقف تركيا في شرق المتوسط تنذر بوقوع حرب تهدد استقرار المنطقة بأكملها.
