عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة- الخرطوم)
أكدت مصر والسودان، أمس، ضرورة التفاوض للتوصل إلى اتفاق ملزم حول سد النهضة، بما يحفظ حقوق الدول الثلاث، والالتزام بالمفاوضات كسبيل لحل أزمة سد النهضة، وضرورة الاتفاق على آلية ملزمة وفاعلة لحل النزاعات وآلية للتنسيق الثلاثي، وذلك في ختام مباحثات مشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين عبدالله حمدوك ومصطفى مدبولي في الخرطوم أمس.
وشددت مصر والسودان على ضرورة عدم اتخاذ أي إجراءات أحادية، وعلى تطلعهما لنجاح المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي.
واتفق البلدان على تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات، وتعزيز التبادل التجاري، ووضع خطة عمل لتذليل العقبات التي تعطل انسياب حركة التجارة بين البلدين، ولاسيما ما يتعلق بطرق النقل والمنافذ البرية. وأكدت القاهرة التزامها بدعم المرحلة الانتقالية في السودان.
ومن جانبه، قال مصطفى مدبولي إنه ناقش مع نظيره السوداني المرحلة الجديدة بين البلدين، معرباً عن تطلعه لتفعيل كل الأفكار والمشروعات الموجودة بين البلدين، موضحاً «مصيرنا مرتبط منذ بدء الخليقة حتى يوم القيامة، وكل الحرص على دعم استقرار وتقدم دولة السودان».
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك إن العلاقات الاستراتيجية بين السودان ومصر تشهد دفعة جديدة. وأعرب عن سعادته بزيارة الوفد المصري، التي قال إنها تأتي تأكيداً للإرادة السياسية بين بلدينا.
وأضاف أن المباحثات تناولت قضايا الربط الكهربائي والبنى التحتية والصحة والتعليم والتجارة، والتعاون في مجالات عديدة، وتم تناول قضية سد النهضة والقضايا الإقليمية.
يأتي ذلك في وقت تقدمت فيه قوى الحرية والتغيير باعتذار للشعب السوداني لتأخرها في تحقيق تطوير هياكلها وإصلاحها، وأشارت إلى أنها قررت إصلاح هياكلها بتشكيل لجنة تحضيرية، لتوسيع مشاركة كل المكونات الثورية دون إقصاء لأحد.
وأوضحت أن مهمة اللجنة التحضيرية العمل على قيام مؤتمر عام لكل القوى الثورية مهمته الأساسية تقييم التجربة السابقة، ووضع الرؤية السياسية وإجازة الهيكل التنظيمي والسياسات التي تؤكد الفعالية والمشاركة لكل قوى الثورة في المرحلة الانتقالية.
وأكدت قوى الحرية والتغيير في بيان مشترك وقع عليه 18 حزباً وكياناً، أنها ستظل ناهضة بالهم الوطني تجاه القضايا المصيرية ومطالب الشعب المشروعة مهما كان حجم التضحيات. وأعلنت قوى الحرية والتغيير رفضها كل الخطوات التي أنتجت التباطؤ في تحقيق مطالب الثورة.
وعلى صعيد آخر، رحب السيناتور كوري بوكر عضو مجلس الشيوخ الأميركي ولجنة العلاقات الخارجية بوصول السفير نور الدين ياتي لواشنطن كأول سفير سوداني إلى الولايات المتحدة بعد أكثر من عقدين. وقال بوكر إن الكونجرس حث الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو على تسمية سفير أميركي إلى السودان لدعم الحكومة المدنية الجديدة.
وفي هذه الأثناء، تواصلت المفاوضات في جوبا بين وفدي الحكومة السودانية برئاسة الفريق خالد عابدين ووفد الحركة الشعبية برئاسة ياسر عرمان حول ملف الترتيبات الأمنية لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأوضح ضيو مطوك عضو فريق الوساطة الجنوبية أن الطرفين انخرطا في التفاوض حول مقترح جديد من الحركة بشأن دمج القوات.
البابا يدعو للحوار حول سد النهضة
دعا البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، أمس، إلى الحوار بين مصر وإثيوبيا والسودان وحث الأطراف الثلاثة على عدم الانزلاق إلى صراع مسلح بسبب الخلاف الدائر حول سد النهضة. وقال البابا «أدعو جميع الأطراف المعنية إلى مواصلة طريق الحوار حتى يظل النهر الخالد مصدراً للحياة، يوحد ولا يفرق، ينمي الصداقة والرخاء والأخوة وليس العداء وسوء التفاهم والصراع».
