عدد اليوم
شادي صلاح الدين (لندن)
تزايدت الضغوط على النظام التركي مؤخراً من كل اتجاه، خاصة بعد التحرك الجاد في الاتحاد الأوروبي نحو فرض عقوبات على أنقرة بسبب أعمالها الاستفزازية في شرق المتوسط، والدعم الذي يحظى به ذلك الاتجاه داخل الكونجرس الأميركي الذي ضاق ذرعاً بسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ودعا عضوا مجلس الشيوخ الأميركي روبرت مينينديز وكريس فون هولين، وزير الخارجية، مايك بومبيو، إلى التعاون مع الاتحاد الأوروبي لوقف جهود التنقيب التركية عن مصادر الطاقة في شرق البحر المتوسط.
ووصف أعضاء مجلس الشيوخ جهود تركيا بأنها غير شرعية، وطالبوا بفرض عقوبات شاملة مشتركة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «على قطاعات رئيسة من الاقتصاد التركي».
وقال مدير مركز الشؤون العالمية في معهد الحوار الإقليمي والاستراتيجية، أليك مالي، في مقال نشره موقع «نيو يويروب» إن اليونان بدأت بالفعل في الحصول على إشارات مهمة من واشنطن بشأن دعمها مطالباتها بالعمل على إيقاف تركيا وأعمالها غير الشرعية في شرق المتوسط، وأنها هذه المرة تلقت موافقة على اجتماع رفيع المستوى تم الترتيب له على عجل في فيينا لإظهار اهتمام الولايات المتحدة وقلقها بشأن استفزازات أنقرة.
وأضاف أن أثينا أجرت ما أطلق عليه «الماراثون الدبلوماسي» في الأسابيع الأخيرة لتدويل مسألة السلوك التركي العدواني، وكان آخرها لقاء وزير الخارجية اليوناني مع نظيره الأميركي يوم الجمعة الماضي في فيينا.
وأشار إلى أن هناك مطالبات قوية بالفعل من جانب أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي وعدد من أعضاء الكونجرس، إضافة إلى تصريحات من نشطاء يونانيين أميركيين يطالبون فيها الإدارة الأميركية باتخاذ موقف أكثر صرامة ضد أنشطة استكشاف الطاقة التركية الاستفزازية الأخيرة.
وشدد الكاتب على حرص بروكسل أيضاً على إظهار جبهة موحدة ضد تركيا، خاصة مع وجود رغبة من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لإظهار موقف متماسك في التعامل مع أردوغان.
وأكد الباحث السياسي أن التحركات في واشنطن، وفي بروكسل تشير إلى أهمية وضع خطة للعقوبات المشتركة الشاملة التي سيتم فرضها على قطاعات رئيسة من الاقتصاد التركي إذا استمرت تركيا في إجراءاتها غير القانونية أحادية الجانب في شرق البحر المتوسط، وترفض حل هذه الأمور من خلال محكمة دولية محايدة.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه مجلة «ديفينس نيوز» الأميركية، أن أربعة أعضاء رئيسين في الكونجرس، جمدوا بهدوء جميع مبيعات الأسلحة الأميركية الرئيسة إلى تركيا لمدة عامين تقريباً، في إشارة جديدة إلى التوتر في العلاقة بين أنقرة وواشنطن.
وأشارت المجلة إلى أن جميع المؤشرات تؤكد أن تركيا في ظل أردوغان تعيش في معزل عن العالم.
