الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات: الحل السياسي هو الطريق لإنهاء الصراع في ليبيا

الإمارات: الحل السياسي هو الطريق لإنهاء الصراع في ليبيا
22 أغسطس 2020 00:20

حسن الورفلي، وام (أبوظبي، القاهرة - بنغازي)

رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة بإعلان وقف إطلاق النار، ووقف العمليات العسكرية في كافة الأراضي الليبية، وفق ما صدر عن مجلس النواب الليبي. وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان لها، تأكيدها على أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الصراع في ليبيا، وذلك تحت إشراف الأمم المتحدة.
وجاء في البيان أن دولة الإمارات تعتبر هذا القرار خطوة مهمة على طريق تحقيق التسوية السياسية وطموحات الشعب الليبي الشقيق في بناء مستقبل يلبي تطلعاته في الاستقرار والسلام والازدهار، بما يتوافق مع مخرجات مؤتمر برلين، وإعلان القاهرة واتفاق الصخيرات.
وكانت الأطراف السياسية الليبية، اتفقت أمس، على وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية في كامل التراب الليبي.
وأصدر رئيس المجلس الرئاسي الليبي لحكومة «الوفاق»، فايز السراج، قراراً بوقف إطلاق النار والعمليات العسكرية، مؤكداً أنه وجه تعليماته لجميع القوات التابعة له بالوقف الفوري لإطلاق النار وكافة العمليات القتالية في كل الأراضي الليبية.
وأكد في بيان أن قرار وقف إطلاق النار جاء انطلاقاً من مسؤوليته السياسية والوطنية، وما يفرضه الوضع الحالي الذي تمر به البلاد والمنطقة وظروف جائحة كورونا، لافتاً إلى أن تحقيق وقف فعلي لإطلاق النار يقتضي أن تصبح منطقتا سرت والجفرة منزوعتي السلاح وتقوم الأجهزة الشرطية من الجانبين (حكومتي «الوفاق» و«المؤقتة») بالاتفاق على الترتيبات الأمنية داخلهما.
ولفت السراج إلى أن الغاية النهائية من القرار هي استرجاع السيادة الكاملة على التراب الليبي وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة، داعياً إلى استئناف الإنتاج والتصدير في الحقول والموانئ النفطية على أن يتم إيداع الإيرادات في حساب خاص بالمؤسسة الوطنية للنفط لدى المصرف الليبي الخارجي، وألا يتم التصرف فيها إلا بعد التوصل إلى ترتيبات سياسية جامعة وفق مخرجات مؤتمر برلين بما يضمن الشفافية والحكمة الجيدة بمساعدة البعثة الأممية والمجتمع الدولي.
وأكد أن المؤسسة الوطنية للنفط هي الوحيدة التي يحق لها الإشراف على تأمين الحقول والموانئ النفطية في جميع أنحاء ليبيا، داعياً لانتخابات رئاسية وبرلمانية في شهر مارس المقبل وفق قاعدة دستورية مناسبة يتم الاتفاق عليها بين الليبيين، على حد قوله.
إلى ذلك، دعا المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي إلى وقف إطلاق نار شامل وكافة العمليات القتالية والبدء في إجراء انتخابات نزيهة، وقال إن القرار يسد الطريق أمام التدخلات الخارجية ويخرج المرتزقة ويفكك الميليشيات ويساهم في عودة ضخ النفط، معرباً عن تطلعه لجعل سرت مقراً مؤقتاً للمجلس الرئاسي الجديد على أن تقوم شرطة رسمية من مختلف المناطق بتأمين المدينة، حيث يتوجب على المجلس الرئاسي الجديد البدء من مدينة سرت وتأمينها من قوة شرطية من عموم البلاد.
كما أكد على الالتزام باستئناف إنتاج وتصدير النفط وتجميد إيراداته في حساب بالمصرف الليبي الخارجي، مضيفاً «لن يتم التصرف بإيرادات النفط قبل تسوية سياسية وفق مؤتمر برلين وإعلان القاهرة وبضمانة أممية»، لافتاً إلى ضرورة إخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات لتحقيق السيادة الوطنية الكاملة، مؤكداً: «نسعى لإطلاق مصالحة وطنية شاملة وطي صفحات الماضي وبناء دولة عبر عملية انتخابية وفقاً للدستور وإقامة دولة وفقاً للقانون».
ومن جانبها رحبت المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس ببياني السراج وعقيلة صالح الذي يدعم مقترح المؤسسة باستئناف إنتاج وتصدير النفط وتجميد إيرادات البيع في حسابات المؤسسة الوطنية للنفط لدى المصرف الليبي الخارجي حتى يتم التوصل إلى ترتيبات سياسية شاملة وفق مخرجات مؤتمر برلين. 

مصادر لـ«الاتحاد»: دور مصري أميركي رئيس في التوصل للاتفاق
كشفت مصادر مصرية مسؤولة عن دور مصري - أميركي رئيس وواضح خلال الأسابيع القليلة الماضية لتثبيت وقف إطلاق النار والوصول إلى مقاربة شاملة مع الأطراف السياسية لتفعيل الحل السياسي وعدم اللجوء للخيار العسكري. وأكدت المصادر المصرية لـ«الاتحاد» أن زيارة رئيس المخابرات الحربية المصرية اللواء خالد مجاور إلى ليبيا كانت لوضع القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر في صورة الاتفاق الذي جرى بين المستشار عقيلة صالح ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، موضحة أن القاهرة كانت تعمل بالتوازي مع واشنطن التي دعمت تحركاتها وعملت على إنجاز مقاربة شاملة لخروج الاتفاق بشكل يرضي الجميع. وأشارت المصادر إلى أن رئيس مجلس النواب الليبي وضع القيادة المصرية في صورة التحركات الأممية التي تجري للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، لافتة إلى أن القاهرة تدعم الحل السياسي ووقف التصعيد العسكري في ليبيا والانخراط في عملية سياسية شاملة.

ترحيب عربي ودولي بقرار وقف إطلاق النار
توالت ردود الأفعال العربية والدولية المرحبة بالإعلان عن وقف لإطلاق النار في كافة أنحاء ليبيا، عبر بيانين منفصلين من قبل مجلس النواب الليبي وحكومة «الوفاق» في طرابلس. فقد أعربت وزارة الخارجية السعودية، عن ترحيب المملكة بإعلان المجلس الرئاسي ومجلس النواب وقف إطلاق النار في ليبيا. وأكدت الوزارة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية، على ضرورة البدء في حوار سياسي داخلي يضع المصلحة الوطنية الليبية فوق كل الاعتبارات، ويؤسس لحل دائم يكفل الأمن والاستقرار للشعب الليبي الشقيق، ويمنع التدخل الخارجي الذي يعرض الأمن الإقليمي العربي للمخاطر. وفي الإطار نفسه، رحب الأردن بإعلان وقف العمليات القتالية على كل الأراضي الليبية وتنظيم انتخابات قريباً، داعياً إلى وقف دائم لإطلاق النار ومفاوضات جادة تنهي الأزمة. وأبدت وزارة الخارجية الأردنية في بيان ترحيبها بالإعلان الصادر عن المجلس الرئاسي ومجلس النواب الليبي وقف إطلاق النار في ليبيا مؤكدة «أهمية التوصل لوقف دائم لإطلاق النار». كما أكدت «ضرورة انخراط الأطراف الليبية في حوار ليبي-ليبي ومفاوضات سياسية جادة تستهدف إنهاء الأزمة ووقف التدهور وإعادة الأمن والاستقرار، وضمان سيادة ليبيا على أراضيها وحماية مصالح شعبها وفق المرجعيات المعتمدة». وأضافت أن ذلك يجب أن «يضمن حماية شعب ليبيا الشقيق ومنع التدخلات الخارجية».
كما رحبت الجزائر بالإعلانين الصادرين عن كل من السراج وعقيلة صالح القاضيين بوقف إطلاق النار. وقالت الخارجية الجزائرية «تسجل الجزائر بارتياح هذه المبادرة التوافقية التي تعكس إرادة الإخوة الليبيين في تسوية الأزمة الليبية وتكريس سيادة الشعب الليبي الشقيق»، وتابع البيان «كما دعت الجزائر، بالتنسيق مع دول الجوار وبرعاية الأمم المتحدة، إلى حوار شامل ودون إقصاء بين مختلف الفرقاء في ليبيا من خلال الانخراط في مسار الحل السياسي، بما يضمن وحدة واستقرار ليبيا الشقيقة والقرار السيد لشعبها». 
وفي سياق متصل، رحبت الممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز، بنقاط التوافق الواردة في البيانين الصادرين عن السراج وعقيلة صالح، وقالت إن السراج وعقيلة صالح عبرا عن قرارات شجاعة، لافتة إلى أن ليبيا بأمس الحاجة إليها في هذا التوقيت العصيب، حيث دعيا إلى وقف إطلاق النار على أمل أن يُفضي هذا الأمر إلى الإسراع في تطبيق توافقات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، والبدء بترحيل جميع القوات الأجنبية والمرتزقة الموجودين على الأراضي الليبية. ودعت ويليام إلى التطبيق العاجل والسريع لدعوة السراج وعقيلة صالح لفك ما وصفته بـ«الحصار» عن إنتاج وتصدير النفط وتطبيق الإرشادات المالية التي ذُكرت في البيانين. وشددت على أن الاستمرار في حرمان الشعب الليبي من ثرواته النفطية يعتبر ضرباً من التعنت غير المقبول محلياً ودولياً، وحثت جميع الأطراف على الارتقاء لمستوى المرحلة التاريخية وتَحمّل مسؤولياتهم الكاملة أمام الشعب الليبي. ونوهت الممثلة الأممية، بأن المبادرتين تبعثان الأمل في إيجاد حل سياسي وسلمي للأزمة الليبية التي طال أمدها وصولاً إلى تحقيق إرادة الشعب الليبي للعيش بسلام وكرامة.
وبدورها أعربت الخارجية الإيطالية عن ترحيبها بهذا التطور المفاجئ، وأكدت أن على الأطراف الليبية متابعة مسار وقف إطلاق النار. وكذلك أكدت الخارجية الفرنسية أن إعلان وقف النار في ليبيا خطوة إيجابية. ووأكدت الخارجية الألمانية أيضاً على ضرورة الالتزام بالهدنة في ليبيا بعد الإعلان عنها بصورة فورية من جانب طرفي الصراع. وقالت متحدثة باسم الوزارة في برلين: «نأمل وننتظر أن تتمكن جميع الأطراف الليبية الآن من التوافق بشأن هذه الخطوة البناءة، وأن تتم مواصلة السير على الطريق البناء ما أمكن». وأضافت المتحدثة أنه لم تتم الإحاطة بعد بجميع التفاصيل «إلا أنه بعد كل ما سمعناه في هذه اللحظات يمكن أن تكون هذه خطوة هامة نحو تحقيق السلم ومواصلة حل الصراع الليبي أيضاً في ضوء اتفاق برلين».
كما أعربت وزارة الخارجية الروسية عن ترحيبها بإعلان وقف إطلاق النار في ليبيا، مشددة على أن روسيا تدعم حل الأزمة الليبية بالطرق السلمية. وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو «تؤيد تسوية الأزمة في ليبيا فقط من خلال إقامة مفاوضات سياسية واقتصادية، بما في ذلك بشأن النفط».
ورحبت السفارة الأميركية في ليبيا، ببياني الإعلان عن وقف إطلاق النار، قائلة إن هذه الخطوة مهمة لكافة الليبيين.
وفي الاتجاه ذاته، رحبت سفارة كندا في ليبيا ببياني مجلس النواب الليبي وحكومة «الوفاق» في طرابلس، عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار في كافة المناطق. وقالت السفارة، في تغريدة على موقع تويتر، إنها تحث كافة أطراف الصراع الليبي على تنفيذ وقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©