الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لبنانيون يطالبون بفتح تحقيق دولي في انفجار بيروت

الدمار الهائل في مرفأ بيروت (أ ف ب)
26 أغسطس 2020 00:30

دينا محمود (لندن)

كشفت مصادر إعلامية غربية النقاب عن تصاعد المطالبات في لبنان، لإجراء تحقيق دولي بشأن الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت مطلع الشهر الجاري، وذلك في ظل مخاوف من أن تؤدي هيمنة ميليشيات «حزب الله» الإرهابية على أجهزة الدولة، إلى طمس الحقائق المتعلقة بهذه الكارثة، التي أوقعت نحو 185 قتيلاً، وآلاف الجرحى.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الدعوات الآخذة في التزايد، والتي تشارك فيها عائلات الضحايا ونشطاء لبنانيون بارزون، تأتي في وقت بات فيه «الحزب» هدفاً لغضب شعبي واسع النطاق يعم الشارع اللبناني، ما يجعله يواجه مستقبلاً قاتماً، خاصة بعد أن فقد الدعم حتى في معاقله التقليدية.
وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لإذاعة «صوت أميركا»، أكد نشطاء لبنانيون أن «حزب الله» مسؤول عن كارثة الرابع من أغسطس في كل الأحوال، سواء كان ذلك لأن نترات الأمونيوم التي سببت الانفجار جراء تخزينها في مرفأ بيروت تخص الحزب أو بحكم كونه جزءاً من الحكومة الفاسدة التي أدى إهمالها إلى إلحاق هذا الدمار الهائل بالعاصمة اللبنانية.
وشدد النشطاء على أن المحتجين اللبنانيين، الذين أطلقوا منتصف أكتوبر الماضي حراكاً شعبياً غير مسبوق ضد الطبقة الحاكمة في بلادهم، لا يثقون في نتيجة أي تحقيق تجريه الحكومة أو أجهزتها، خشية أن يتم في إطاره التعتيم على أي حقائق، قد تبرهن على أن الانفجار الكارثي، وقع بسبب الإهمال الجسيم، من جانب السلطات الحاكمة الخاضعة لسيطرة «حزب الله».
وقال الكاتب والناشط اللبناني جاد يتيم إن «مطالبات الرأي العام في البلاد الآن، لم تعد تقتصر على تغيير الحكومة فحسب، وإنما في تشكيل حكومة انتقالية، تتولى الإشراف على سن قانون انتخابي جديد، بما قد يفضي في نهاية المطاف، إلى إعادة صياغة شكل الحكومة المقبلة في لبنان على نحو كامل».
وأشار يتيم إلى أنه يتعين أن يكون تشكيل هذه الحكومة الانتقالية مصحوباً بتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق، تُكلف بالكشف عن سبب انفجار المرفأ.
ومن جانبهم، أكد محللون سياسيون لبنانيون أن «حزب الله»، يواجه حالياً تحديات غير مسبوقة، قد تحبط كل محاولاته، للحفاظ على نفوذه، أو مواصلة هيمنته على أي حكومة مستقبلية في بيروت، نظراً لأن الكثير من اللبنانيين يرون أنه يشكل العقبة التي تحول دون القضاء على الفساد المتجذر في النظام السياسي في البلاد. واستبعد المحللون أن تنجح هذه الميليشيات الطائفية التي تُشكّل دولة داخل الدولة في لبنان، في الحفاظ على مكانتها الحالية، لا سيما بعد أن بات يُنظر إليها على أنها السبب الرئيس في عجز الحكومة عن مواجهة أسوأ أزمة اقتصادية تضرب هذا البلد، منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل نحو ثلاثة عقود. وفي هذا السياق، أبرز المحلل السياسي اللبناني رامي خوري بلوغ سخط اللبنانيين على «حزب الله»، حد تعليق محتجين دمية لزعيمه «حسن نصر الله» على مشانق رمزية، نُصِبَت في قلب بيروت، له ولغيره من قادة القوى السياسية في البلاد.
فبرغم أن الكثير من اللبنانيين انتقدوا الحزب علناً في الماضي، فقد كان من النادر حسبما قال خوري أن يدعو رافضو تلك الميليشيات إلى التخلص من قائدها، الذي يحاول عبثاً التنصل من مسؤولية الميليشيات التي يتزعمها، عن الجرائم التي ارتُكِبَت في لبنان على مدى العقود القليلة الماضية، وعلى رأسها اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©