الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الإخوان» تحتل الميادين لإفشال حراك شباب طرابلس

خلال التظاهرات التي شهدتها طرابلس ضد الفساد وعدم توافر الماء والكهرباء (أ ف ب)
26 أغسطس 2020 00:30

حسن الورفلي، (بنغازي- القاهرة)

طالبت جماعة الإخوان الليبية، والميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق عناصرها باحتلال ميادين العاصمة طرابلس، والنزول إلى الشارع لمنع الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت منذ أيام في العاصمة الليبية، وعدد من مدن المنطقة الغربية، وسط تقارير عن وقوع عمليات إطلاق النار واستهداف المتظاهرين.
واتهم ممثلون عن حراك «همة شباب طرابلس» في تصريحات لـ«الاتحاد» أطرافاً تابعة لحكومة الوفاق وجماعة الإخوان الليبية بمحاولة تسييس الحراك الشعبي والتشويش على المطالب التي يرفعها المحتجون ضد المجلس الرئاسي والميليشيات المسلحة، مؤكدين أن شباب الحراك يعملون على رص الصفوف والتصدي لمحاولات تشويه احتجاجاتهم الشعبية.
وأمهل حراك همة شباب طرابلس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والمجلس الأعلى للدولة 24 ساعة لإعلان استقالتهم احتراماً لإرادة الشعب الليبي، مهدداً بالعصيان المدني في كامل شوارع طرابلس، وإغلاق الأحياء في حال رفض مطالب الحراك الشعبي.
وطالب الحراك بالإفراج الفوري عن الشباب المعتقلين لدى وزارة الداخلية في حكومة الوفاق، معربين عن غضبهم من عدم توافر الماء والكهرباء والسيولة النقدية، وتقاضي المرتزقة السوريين رواتبهم بالدولار. كانت الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق الليبية شنت حملة اعتقالات بصفوف عدد كبير من النشطاء في طرابلس، وذلك على خلفية التظاهرات.
من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح حق الليبيين في التظاهر السلمي والتعبير عن رأيه مطالبا بحماية المتظاهرين السلميين المُطالبين بحقوقهم.
وشدد على أن التظاهر حق من حقوق الإنسان كفلته الشريعة الإسلامية والمواثيق والأعراف والقوانين الدولية شريطة عدم الإضرار بالغير، أو بالممتلكات العامة والخاصة، داعياً كافة الأجهزة الأمنية الرسمية بمدينة طرابلس، والنائب العام لتحمل مسؤولياتهم حيال الاعتداء غير المبرر، وإساءة استعمال السلطة بحق المتظاهرين السلميين.
وتشهد مناطق غربي ليبيا تظاهرات منذ أيام احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية، وتطالب بخروج المرتزقة والقوات التركية.
وفي الإطار نفسه، أكد خبراء ومحللون سياسيون ليبيون أن اتساع دائرة الاحتجاجات الشعبية ضد حكومة الوفاق على مدار الأيام الماضية جاء نتيجة للفساد، وعدم توافر أي خدمات للمواطنين، وإنفاق الأموال المخصصة على الميليشيات والمرتزقة. 
واتسعت دائرة الاحتجاجات الشعبية في عدة مناطق كالزاوية ومصراتة، وامتدت إلى مناطق عدة في العاصمة طرابلس ضد حكومة الوفاق، فيما ردت الميليشيات التابعة بإطلاق قنابل الغاز والرصاص الحي. 
وقال حسن المبروك الزنتاني، المحلل السياسي الليبي، إن هذه التظاهرات الجماهيرية ليست لها أي تيار يدفعها أو يسير خلفها، ولكنها تهدف إلى التخلص من الفساد وانعدام الخدمات كالكهرباء والمياه والوقود، وأيضا الخدمات الصحية، مشيرا إلى أن نتائج الحرب الجماهيرية عادة ما تلبي مطالب الشعب وتخدم المصالح الوطنية. 
وأشار الزنتاني لـ «الاتحاد» إلى أن السراج أعطى الشعب كثيراً من الوعود التي لم ينفذها، مضيفاً أن الليبيين رأوا أنه ينفق أموالهم المخصصة لهذه الخدمات على عناصر المرتزقة والميليشيات، ويعمل على تحقيق مطالب أطراف دولية على حساب المواطنين. 
بدوره يرى ناصر الهواري، المحلل السياسي الليبي، أن تظاهرات طرابلس سببها الفساد المالي وسوء الأوضاع المعيشية هي تظاهرات غير مسبوقة فحكومة الوفاق خرجت من معركة طرابلس منتشية بالنصر وغفلت عن معاناة المواطن وضرب الفساد جميع أركان الحكومة.  وقال محمد الترهوني، المحلل السياسي والعسكري الليبي، إن المظاهرات تحولت إلى عصيان مدني ينادي بإسقاط السراج وإعطائه مهلة للتنحي، مشيرا إلى أن الوضع في طرابلس خطير بعد توسيع قائمة مطالبهم إلى إخراج المرتزقة الذين يتقاضوا مرتباتهم بالدولار وسط معاناة سكان العاصمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©