الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تصاعد التوتر في المتوسط وتهديدات تركية ومناورات متعددة

خلال المناورة التي أجرتها سفن حربية يونانية وفرنسية وإيطالية وقبرصية (أ ف ب)
27 أغسطس 2020 00:23

شعبان بلال وأحمد عاطف (القاهرة) 

تزايدت حدة التوتر في شرق المتوسط مع تهديدات أنقرة وأثينا بالحرب واستخدام القوة العسكرية، بالإضافة إلى مناورات عسكرية بحرية، آخرها إعلان قبرص واليونان وفرنسا وإيطاليا تنفيذ مناورة ونشر وجود مشترك في شرق المتوسط، وإعلان أنقرة إجراء مناورات مع الولايات المتحدة.
فقد عادت تركيا مجدداً أمس إلى إطلاق التهديدات، ملوحة بالخراب في وجه اليونان، وشدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده ستفعل ما يلزم لحفظ حقوقها في البحر المتوسط.
كما حذر اليونان من ارتكاب أي خطأ يؤدي إلى خرابها، بحسب تعبيره. وقال: «لن نقدم أي تنازل إطلاقاً على ما يخصّنا»، مضيفاً «ندعو نظراءنا إلى تجنّب أي خطأ يفتح المجال أمام خرابهم». 
وأعلنت أنقرة أن سفينتين عسكريتين تركيتين أجرتا أمس تدريبات عسكرية مع مدمّرة أميركية في شرق المتوسط، ولم تعلن عن مزيد من التفاصيل.
من جانبها قالت وزارة الدفاع اليونانية في بيان إن تدريبات عسكرية تجري بين اليونان وفرنسا وقبرص وإيطاليا من الأربعاء (أمس) إلى الجمعة في جنوب جزيرة كريت في شرق المتوسط. 
وأوضحت أن «الدول الأربع اتفقت على نشر وجود مشترك في شرق المتوسط في إطار مبادرة التعاون الرباعية (اس كيو ايه دي)»، مشيرة إلى أن تلك التدريبات ستجرى جنوب جزيرة كريت اليونانية وقبرص.
وأضافت أن التوتر وعدم الاستقرار في شرق المتوسط زادا من الخلافات حول القضايا بشأن المجال البحري (رسم الحدود والهجرات وتدفق اللاجئين).
من جانبها، أكدت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي في تغريدة لها إجراء التدريبات المشتركة وقالت إن «المتوسط يجب ألا يكون ملعباً لطموحات البعض، إنه ملكية مشتركة»، حيث «احترام القانون الدولي يجب أن يكون القاعدة وليس الاستثناء».
ومع ارتفاع حدة التصعيد بين الطرفين، دعا حلف الناتو تركيا واليونان إلى تخفيف التوتر والجلوس إلى طاولة الحوار. وقال أمين عام الحلف ينس ستولتنبرج أمس «يجب حل الأزمة على أساس القانون الدولي وروح التضامن بين الحلفاء».
كما أشار إلى أن الحلف قلق من تطورات الوضع في شرق المتوسط، قائلاً «نحن في حاجة إلى خفض التوتر وأن يجلس الطرفان إلى طاولة الحوار».
وشدد على ترحيبه بجهود الوساطة التي تبذلها ألمانيا من أجل إيجاد مخرج للأزمة، قائلاً «نتواصل من جانبنا أيضا بانتظام مع كبار المسؤولين في كل من أنقرة وأثينا».
وفي هذا الإطار حذر خبراء وباحثون من إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية بين تركيا واليونان حال استمرار التوترات والتصعيد في شرق المتوسط، مشددين على أن ما تطالب به تركيا أمور تمس السيادة اليونانية.
وقال الدكتور عبداللطيف درويش، أستاذ الاقتصاد وإدارة الأزمات بجامعة كاردف البريطانية بأثينا، إن الوضع القائم بين اليونان وتركيا خطير جدا،ً حيث إن الاستعدادات العسكرية في أعلى مستوياتها، موضحا أن أنقرة رغبت في إحداث اشتباك عسكري محدود يدفع ويضطر اليونان إلى الجلوس إلى مائدة المفاوضات، ولكن اليونان أرسلت رسائل وبطرق مختلفة إلى تركيا تبلغها بأن الحرب لن تكن محدودة وستكون شاملة، وآخر هذه الرسائل كانت المناورات العسكرية مع الولايات المتحدة وفرنسا.
وأوضح لـ «الاتحاد» أن احتمالات الحرب واردة، حيث رفع الجانبان سقف مطالبهم وشروطهم، مؤكدا أن ما تطالب به تركيا أمور تمس السيادة اليونانية، وتتعلق بالسيادة على الجزر اليونانية والمياه الإقليمية والجرف القاري، هذا بالإضافة إلى المشكلة القبرصية. 
ولفت إلى أن اليونان تعتبر أن شروع تركيا بالتنقيب في المياه الإقليمية لليونان وقبرص عن الغاز سبب وبمثابة إعلان للحرب، مؤكدا أن الحشد العسكري الكبير والتباعد الكبير في الرؤى يرفع من احتمالات الحرب وحتى الخشية من حادث غير مقصود قد يقود إلى الحرب.
ومن أثينا أيضا، يرى الباحث في الشأن اليوناني شادي الإيوبي، أن التصعيد اليوناني التركي خطير وسببه أنه ليس هناك قاعدة قانونية مشتركة يحتكم إليها البلدان للفصل في خلافاتهما الحدودية، موضحا أن اليونان تحتكم إلى قانون البحار الذي لم توقع عليه تركيا. 
وأوضح لـ «الاتحاد» أن كلا البلدين يريد الحوار، لأن المواجهة ستكون مدمرة، مؤكدا أن البلدين يفضلان إرسال رسائل تهديد وضغوط بينهما عبر المناورات البحرية والجوية واستعراض القوة، محذراً من أن هذا لا يمنع أن ينجرّ البلدان إلى مواجهة محدودة بسبب خطأ فني أو بشري بسبب كثافة وجود السفن الحربية في منطقة بحرية محدودة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©