السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حكومة «الوفاق» في «مهب الريح»

الاحتجاجات في مصراتة ضد السراج (رويترز)
30 أغسطس 2020 00:46

حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة) 

نجحت الاحتجاجات الشعبية في العاصمة الليبية طرابلس في خلق حالة من التصدع داخل حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج خاصة بعد مقتل متظاهر متأثراً بجراحه وإصابة العشرات برصاص الميليشيات المسلحة المسيرة على ميادين العاصمة.
وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق قد أمر بوقف وزير الداخلية فتحي باشاغا، احتياطياً عن العمل، وإحالته للتحقيق بشأن التصاريح والأذون وتوفير الحماية اللازمة للمتظاهرين وفيما يتعلق بالبيانات الصادرة عنه حيال المظاهرات والأحداث الناجمة عنها على مدار الأسبوع الماضي، و«التحقيق في أي تجاوزات ارتكبت في حق المتظاهرين».
ورد وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا، على ذلك باستعداده للمثول للتحقيق، شريطة أن يجري ذلك في «جلسة علنية منقولة على الهواء مباشرة».
وكشف باشاغا، في بيان أنه وقت التظاهرات في العاصمة طرابلس اعترض «على التدابير الأمنية الصادرة عن جهات مسلحة لا تتبع الوزارة وما نجم عنها من امتهان لكرامة المواطن الليبي، وانتهاك حقوقه وإهدار دمه قمعاً وترهيبا وتكميماً للأفواه حيث لا قانون»، مؤكدا أن موقفه جاء منحازاً «للشعب الليبي في المطالبة بحقوقه العادلة بالطرق السلمية»!.
تزامنا مع ذلك، احتفلت ميليشيات مُسلحة في طرابلس بقرار المجلس الرئاسي، بينما انتقد البعض وقف وإحالة باشاغا للتحقيق. في المقابل، احتج متظاهرون في مدينة مصراتة على قرار المجلس الرئاسي.
كانت «الاتحاد» قد كشفت في وقت سابق عن تصدع حكومة الوفاق بالخلافات التي دبت بين رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج ووزير داخليته فتحي باشاغا.
ويتخوف رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج من نفوذ فتحي باشاغا المدعوم من أكبر قوى عسكرية داعمة له وهي ميليشيات مصراتة التي يقدر عدد مقاتليها بـ 17 ألف مقاتل وجميعهم يدعمون باشاغا باعتبار ينحدر من المدينة وأحد المرشحين لتشكيل حكومة ليبية جديدة في البلاد.
ويرى مراقبون أن السراج يسعى إلى إيجاد «كبش فداء» لتحميله مسؤولية القتلى والجرحى الذين سقطوا برصاص الميليشيات خلال الاحتجاجات الأخيرة، مؤكدين أن القوى الإقليمية والدولية ستعمل على رأب الصدع بين الرجلين في أقرب فرصة لمنع تصاعد الصراع السياسي الذي سيصاحبه صراع عسكري بين ميليشيات طرابلس ومصراتة.
وفي رسالة شديدة اللهجة من وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشاغا إلى رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، استقبل آمر «الكتيبة 166» مصراتة محمد الحصان باشاغا من داخل الطائرة في مطار معيتيقة بعد وصوله من تركيا وسط استعراض عسكري يضم حوالي 300 سيارة مسلحة خارج المطار على متنها مسلحون يتوعدون «القوة المشتركة» والسراج.
 وقرر السراج تعيين المهندس صلاح النمروش وزيرا للدفاع وهو من أبناء مدينة الزاوية، وترقية محمد الحداد إلى رتبة فريق أول وتعيينه رئيسا لأركان حكومة الوفاق وهو من أبناء مدينة مصراتة، ويبدو من القرار أنه محاولة لخلق توازنات بين الكتائب العسكرية الداعمة للوفاق في العاصمة، وخشية الانقلاب عليه.
وفي سياق متصل، قال منسق حراك الخيار الثالث في طرابلس علي أحمد إن الحراك يدين ويستنكر قرار حكومة الوفاق بإيقاف وزير عن مهامه بسبب تصريحاته ضد الفاسدين والمساندة للمتظاهرين ومنحهم أذونات للتظاهر وفقا لحقهم الذي يكفله لهم القانون والدستور، مؤكدا ضرورة تحقيق طلب الوزير الموقوف فتحي باشاغا بنقل جلسات المساءلة علناً وعلى الهواء مباشرة دعماً للشفافية ولمبادئ الديموقراطية ولإبراز الحقائق أمام الشعب.
وشدد علي أحمد في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن الشارع لن يهدأ في طرابلس وسيستمر شباب الحراك في التظاهر والاحتجاج إلى حين تحقيق كامل أهداف الحراك ومطالب الشعب المتمثلة في إزاحة كافة الأجسام السياسية وتنظيم الانتخابات والاستفتاء على الدستور.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©