عدد اليوم
شعبان بلال وأحمد عاطف (القاهرة)
اعتبر جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، أن الخطوات الأحادية التي تتخذها تركيا شرق المتوسط تزيد من التوتر، موضحاً أن موقف دول الاتحاد الأوروبي موحد إزاء الطلب من تركيا وقف أعمالها الأحادية. وأبلغ بوريل وزير الخارجية التركي شاووش أوغلو شروط الاتحاد لتخفيف التوتر في شرق المتوسط، وتجنيب أنقرة الوقوع تحت مقصلة العقوبات الأوروبية.
ووجهت دول أوروبية تحذيرات واضحة إلى تركيا لوقف ممارساتها في شرق المتوسط، موضحة أن عقوبات الاتحاد الأوروبي جاهزة لجعل تركيا تنخرط بجدية في حوار التهدئة بشرق المتوسط.
وقال جان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسية، إن الاتحاد الأوروبي مستعد للحوار ولكنه مصمم على إظهار أكبر قدر من الحزم إذا لزم الأمر بما في ذلك العقوبات تجاه تركيا.
من جهته، قال هايكو ماس، وزير الخارجية الألمانية، إن الفرصة مازالت سانحة أمامهم لحل أزمة شرق المتوسط قبل 24 سبتمبر، وهو الموعد المقرر لبحث القمة الأوروبية فرض عقوبات على أنقرة، موضحاً أن برلين لن تقبل بزعزعة استقرار شرق المتوسط.
ومن أثينا، قال شادي الأيوبي، الباحث والخبير في الشأن اليوناني، إن تصعيد أنقرة لمواقفها رقم التحذيرات الأوروبية، يأتي من اعتقادها أن تراجعها سيكون أكثر تكلفة من تحمل العقوبات الأوروبية، خاصة أن أوروبا تخشى من قيام تركيا في حال فرض عقوبات قاسية عليها بالرد عن طريق المهاجرين.
وتابع أن هذا الاعتقاد يزيد من مخاطر حدوث اشتباك بين اليونان وتركيا، موضحاً أن استمرار الطرفين في الثبات على مواقفهما يعني استمرار التوتر والاقتراب أكثر فأكثر من احتمالية النزاع.
من جانبه، قال الدكتور مجدي الحلواني، المحلل السياسي في اليونان، إن هناك نوعاً من الالتفاف الأوروبي باتجاه اليونان، وفي الوقت نفسه يجدد زعماء حلف «الناتو» دعواتهم للطرفين للحوار والجلوس على مائدة المفاوضات للتفاوض، واليونان تحدثت عن نيتها للتفاوض إذا توقفت تركيا عن استعراض قوتها.
وأكد في الوقت نفسه أن هناك انزعاجاً أوروبياً من التطاول التركي في الفترة الأخيرة، وهو ما دفع للتضامن مع اليونان وخاصة من فرنسا التي أرسلت حملة الطائرات شارل ديجول إلى مياه المتوسط للتعاون مع اليونان وحماية المصالح الأوربية، موضحاً أنه على تركيا أن تخرج من الأزمة الأوروبية بأقل الخسائر؛ لأن الحل العسكري مستبعد في الفترة الحالية على الأقل.
