عدد اليوم
عقيل الحلالي، بسام عبد السلام (عدن، صنعاء)
تمكنت قوات الجيش اليمني مسنوداً بالمقاومة الشعبية من إحباط عدد من محاولات التسلل التي نفذتها ميليشيات الحوثي الإرهابية، في قطاعات مختلفة شمال غرب جبهات محور الضالع.
وقال مصدر عسكري إن «قوات الجيش مسنوداً بالمقاومة تمكن من إحباط عملية تسلل للميليشيات في قطاع بتار، بعد استقدام الميليشيات لتعزيزات إلى منطقة الشامرية». وخاضت قوات الجيش مواجهات مع العناصر المتسللة لنحو ساعة من الوقت، قبل أن تعمد الميليشيات إلى تجريب محاولة ثانية باتجاه «تباب عُثمان» في قطاع «الفاخر»، وأخرى باتجاه القطاع الغربي لمعسكر «الجُب»، وكلها محاولات باءت بالفشل. وتكبدت الميليشيات الحوثية خلال تلك المحاولات خسائر في صفوفها، ولاتزال عدد من جثث عناصرها مرمية في ميدان المعركة، خصوصاً في قطاع «الفاخر»، الذي شهد أعتى المواجهات.
وأمس الأول، دارت مواجهات متقطعة وقصف متبادل بالأسلحة المتوسطة بين الجانبين في قطاعي «حبيل يحيى» و«الثوخب» شمال شرقي مديرية «الحُشاء»، حيث انكسرت هنالك محاولة حوثية للتقدم على أيدي مقاتلي الجيش.
وفي السياق ذاته، قتل أكثر من 10 مسلحين حوثيين، وجرح آخرون في هجوم للجيش اليمني على موقع للميليشيات في منطقة «المشيريف» بمحافظة البيضاء. وذكرت مصادر ميدانية في مأرب لـ«الاتحاد» أن قوات الجيش والقبائل المحلية، الزاحفة من مديرية «رحبة» جنوب غرب المحافظة، شنت هجوماً على مواقع لميليشيات الحوثي في منطقة «المشيريف»، ما أسفر عن مقتل 10 مسلحين حوثيين وإصابة آخرين، إضافة إلى استيلاء الجيش على أسلحة وذخائر متنوعة كانت بحوزة الميليشيات.
وأشارت المصادر إلى استمرار المواجهات بين قوات الجيش والميليشيات في ذات الجبهة، حيث شنت مقاتلات التحالف العربي غارات على مواقع وتحركات للميليشيات، ما أسفر عن مصرع وجرح عدد من عناصرها وتدمير معدات قتالية تابعة لها. كما نفذ طيران التحالف العربي غارات على مواقع وتعزيزات للميليشيات في مديريتي «خب والشعف» و«الحزم» جنوب شرق وجنوب محافظة الجوف.
إلى ذلك، لقي شخصان مصرعهما أمس، وأصيب آخر في انفجار لغم أرضي زرعته ميليشيات الحوثي في قرية «النسرين» بمحافظة البيضاء.
وأوضح مصادر محلية أن الانفجار أسفر عن مقتل عارف علي محمد الحميقاني، وصالح ناصر حسين الحميقاني، وإصابة عبدالرحمن أحمد حسين الحميقاني.
وخلفت الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي كثفت ميليشيات الحوثي الإرهابية من زراعتها في الطرق والمناطق الأهلة بالسكان في عدد من المحافظات، مقتل وإصابة المئات من المدنيين في عدد من المحافظات.
في غضون ذلك، رصدت إحصائية مصرع 514 عنصراً من ميليشيات الحوثي بينهم قيادات، خلال شهر أغسطس الماضي فقط، وسط تكتم شديد عن خسائر كبيرة ناتجة عن ضربات موجعة في جبهات القتال، أكبرها مأرب والبيضاء والجوف. واعتمدت الإحصائية التي نشرتها وكالة «خبر» اليمنية، على ما اعترفت به ميليشيات الحوثي فقط من خلال رصد عمليات التشييع التي نقلتها وسائل إعلام حوثية. وتضم الحصيلة الموجعة من الخسائر البشرية للميليشيات الحوثية، مجنداً إفريقياً إثيوبي الجنسية، وقيادات حوثية كبيرة.
وتصدرت العاصمة صنعاء الصدارة من حيث عدد قتلى الميليشيات بـ 189 قتيلاً بينهم 72 قيادياً، تليها محافظة ذمار بـ89 قتيلاً بينهم 6 قيادات وشيخ قبلي. كما احتلت محافظة حجة المرتبة الثالثة من حيث أعداد قتلى الميليشيات بـ57 قتيلاً بينهم 15 قيادياً، ومحافظة صعدة 42 قتيلاً بينهم 7 قيادات، ثم محافظة عمران 35 قتيلاً بينهم 10 قيادات وشيخ قبلي ومصور الإعلام الحربي للحوثيين.
وقتل من محافظة الحديدة قيادي واحد و21 مجنداً، فيما بلغت خسائر محافظتا تعز والبيضاء 18 قتيلاً في كل منهما، فكان من بين قتلى تعز قياديان، ومن بين قتلى البيضاء 3 قيادات ومصور للإعلام الحربي التابع للحوثيين. ومحافظة إب 13 قتيلاً بينهم 3 قيادات بارزة، ومحافظة الجوف 12 قتيلاً بينهم مصور الإعلام الحربي للحوثيين، تتبعها محافظة المحويت بـ9 قتلى، فمحافظة ريمة 7 قتلى بينهم قيادي، ثم محافظة الضالع قتيلان.
وفي تعليقه على مشاهد تشييع لقتلى ميليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إنها «تكشف حقيقة الوضع الميداني وتميط اللثام عن الخسائر التي تتكبدها الميليشيات بشكل يومي على يد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مختلف جبهات القتال، بعيدا عن الانتصارات الزائفة التي تروج لها في وسائلها الإعلامية».
جهود يمنية لاستعادة الآثار المنهوبة
كشف مسؤول حكومي يمني أن هناك تحركات رسمية تجرى من أجل استعادة الآثار التي جرى نهبها من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية، وتهريبها إلى خارج اليمن. وقال وزير الثقافة اليمني مروان دماج إن وزارة الثقافة أجرت اتصالات وتواصلت مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة لاستعادة الآثار المنهوبة التي هربتها ميليشيات الحوثي، موضحاً أن الحكومة اليمنية تأمل أن يتم إبرام اتفاقيات مع تلك الدول لاستعادة الآثار المنهوبة وإعادتها لليمن. وأشار دماج إلى أن الحوثيين قاموا بعملية تجريف ونهب وتخريب للآثار في الكثير من المحافظات التي وقعت تحت سيطرتهم، موضحاً أن الحوثيين قاموا بتهريب الكثير من القطع والمخطوطات الأثرية والتاريخية إلى خارج البلاد وبيعها في أسواق عالمية.
وأكد دماج أن وزارة الثقافة حريصة على بحث سبل منع الاتجار بالآثار اليمنية وإعادة ما تم تهريبه إلى الخارج، وإعادة تأهيل عدد من المتاحف وتدريب فريق العمل اليمني في هذا القطاع. وذكر دماج أن الانقلاب الحوثي على الدولة أدى إلى نتائج كارثية على كافة القطاعات، مشيراً إلى أن الحوثيين نفذوا تدميراً متعمداً للمواقع الأثرية مع استخدامها مواقع عسكرية.
