الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«حزب الله» يقود لبنان إلى الحرب الأهلية

«حزب الله» مسؤول بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن انفجار مرفأ بيروت (أ ف ب)
4 سبتمبر 2020 00:38

دينا محمود، وكالات (دمشق، بيروت، لندن)

حذر خبراء غربيون من أن إصرار ميليشيات «حزب الله» الإرهابية على الهيمنة على مقدرات الأمور في لبنان وإذكاء الصراع بين طوائفه يقود البلاد إلى طريق خطر قد ينتهي باندلاع حرب أهلية جديدة، يأتي ذلك فيما بدأ الحزب الإرهابي سحب قواته من سوريا على وقع الضغوط الدولية التي يرزح تحتها منذ فترة، بالإضافة إلى موجة الغضب التي طالته مؤخراً مع كافة الأحزاب والسياسيين في لبنان جراء انفجار مرفأ بيروت.
وقال خبراء غربيون إن تحدي «حزب الله» للدعوات المطالبة له بالابتعاد عن الساحة السياسية ونزع سلاحه، يشل الحركة في مؤسسات الدولة اللبنانية، ويثير المخاوف من شبح الحرب الذي يلوح الآن أكثر من أي وقت مضى، بعدما وصلت التوترات الطائفية في المجتمع إلى درجة الغليان على خلفية ممارسات هذه الميليشيات الإرهابية ذات الارتباطات الخارجية.
وفي هذا السياق، حملّ الخبراء في تصريحات نشرتها مجلة «فورين بوليسي» الأميركية «حزب الله» المسؤولية الكاملة عن إمكانية انفجار الوضع في لبنان من جديد، بعد 30 عاماً من إسدال الستار على حربه الأهلية، وأشاروا إلى أن انفجار مرفأ بيروت أدى إلى تعرية خطوط الصدع الطائفي الكامنة في لبنان، بعدما كانت قد توارت منذ انتهاء حربه الأهلية، قائلين إن ذلك الحدث الكارثي أثار الشكوك من جديد بين اللبنانيين وبعضهم بعضاً بشكل غير مسبوق.
فالانفجار أشاع الخراب في أحياء ذات غالبية مسيحية بشكل خاص، وهو ما أدى إلى تعميق الانقسامات السائدة في المجتمع، خاصة في ظل تبني «حزب الله» أجندة طائفية، وتعزيزه روح الفرقة بين اللبنانيين، «ما يمثل مقدمة لنشر الفوضى العارمة».
ونقلت «فورين بوليسي» عن الدكتور ناصر ياسين الأستاذ في الجامعة الأميركية ببيروت قوله: إن «حزب الله» لن يتردد في اجتياح العاصمة مرة أخرى، كما فعل عام 2008، إذا شعر بتزايد نقمة اللبنانيين حياله، وأكد ياسين أن الحزب قد يحاول السيطرة على البلاد بأسرها إذا لم يتخذ الجيش اللبناني ضده إجراءً رادعاً.
وكانت ميليشيات «حزب الله» الإرهابية بدأت انسحاباً تدريجياً من سوريا باتجاه الأراضي اللبنانية على وقع الضغوط الدولية الاقتصادية والسياسية التي يرزح تحتها الحزب.
وأفادت معلومات لموقع «العربية. نت» نقلاً عن مصادر متعددة، أن ميليشيات «حزب الله» الإرهابية بدأت انسحاباً تدريجياً من سوريا منذ أسابيع، وتحديداً من الجبهة الجنوبية والشرقية الجنوبية، حيث سحب أكثر من 2500 مقاتل وخبراء وقادة عسكريين. وقالت المصادر: «إن عدداً كبيراً من مقاتلي الحزب عادوا إلى لبنان في الأسابيع الأخيرة والتحقوا بالمراكز العسكرية في لبنان، لاسيما في الجنوب، وذلك بعد التصعيد الذي شهدته الجبهة الجنوبية في الفترة الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل». وأشارت المصادر إلى «أنه في كل مرة كان يعود فيها عدد من مقاتلي حزب الله من سوريا بعد انتهاء خدمتهم كانت تحصل عملية تبديلهم بآخرين، بحيث يلتحق مكانهم عناصر آخرون، وهذا ما لم يتم منذ أسابيع، إذ إن من عادوا من سوريا لم يتم إرسال مقاتلين بدلاً منهم للحلول مكانهم في المراكز التابعة للحزب في سوريا». وأوضحت المصادر «أن حزب الله لا يزال يتواجد في مواقع أساسية في سوريا، لاسيما قرب حمص»، ولفتت إلى «أن العدد المتبقّي من المقاتلين يُقدّر بـ2500 قد يعودون إلى لبنان قبل نهاية العام ما لم يستجد جديد، لا سيما أن الحدود مع سوريا التي شهدت في السنوات الأخيرة عمليات تسلل لعناصر إرهابية باتت تحت قبضة الجيش اللبناني الذي يُقيم أبراج مراقبة على طول الحدود ومراكز ثابتة تابعة لفوج الحدود البرية».
وأكدت المصادر «أن المنطقة أمام تحوّلات كبرى لن يكون حزب الله بصفته أحد أبرز أذرع إيران العسكرية بمنأى عنها، وما يحصل في سوريا منذ أكثر من عامين والضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية تابعة لإيران وحزب الله لا يُمكن فصلها عن هذه التحوّلات التي تحمل عنوان إنهاء نفوذ إيران في المنطقة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©