الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الفيضانات تعلن السودان منطقة كوارث‫ و«طوارئ» 3 أشهر

الفيضانات في السودان (من المصدر)
6 سبتمبر 2020 01:13

أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم) 

أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني أمس حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، معتبراً البلاد منطقة كوارث طبيعية بسبب الفيضانات والسيول غير المسبوقة، الناجمة عن الارتفاع القياسي لمنسوب مياه النيل‫، ما أسفر عن تأثر 16 ولاية من أصل 18، ووفاة 99 شخصاً، وإصابة 46 آخرين، وانهيار كلي أو جزئي لنحو 100 ألف منزل وتضرر أكثر من 500 ألف شخص‫. 
وقالت وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية لينا الشيخ إن معدلات الفيضانات والأمطار هذا العام تجاوزت الأرقام القياسية، مع توقعات باستمرار مؤشرات الارتفاع‫، وأضافت أن المجلس قرر تشكيل لجنة عليا لمعالجة آثار السيول والفيضانات برئاستها، وعضوية كل الوزارات والولايات والجهات ذات الاختصاص، لتنسيق وتوظيف الموارد وتكامل الأدوار المحلية والإقليمية والعالمية‫. 
وغمرت مياه الفيضانات مدناً ومناطق واسعة في الخرطوم وولايات الشمالية وسنار والجزيرة ونهر النيل، وسجلت مناسيب النيل أرقاما غير مسبوقة على مدى 100 عام. وأصبحت أكثر من 10 آلاف أسرة بلا مأوى وبلا مصدر رزق في سنار، حيث جرفت السيول قرى وأحياء بالكامل، وغمرت معظم الأسواق الرئيسية في مدينة سنجة والعديد من مناطق الولاية.
‎وتتفاقم الأوضاع أكثر في الولايات مع التدهور المريع في البنى التحتية، وانقطاع بعض الطرق الرئيسية، والإمكانيات المحدودة للحكومات المحلية، والدمار الكبير الذي لحق بالمؤسسات والأنشطة الخدمية كالكهرباء والمراكز الصحية والأسواق ومواقع الإنتاج‫. وقال شهود عيان لـ«الاتحاد» إن حجم الدمار والخسائر هائل، وأن الوضع مأساوي بكل معنى الكلمة، ويزداد سوءا بسبب تشرد المدنيين وانهيار المنازل وفي ظل تواضع الإمكانيات في السودان، رغم النفير العام الذي أعلنته المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وشباب الأحياء لإغاثة المتضررين والمحاصرين بالمياه وقرى بأكملها أغرقتها المياه. وقالت مصادر قيادية في قوى الحرية والتغيير لـ«الاتحاد» إن الحكومة تأخرت في إعلان الطوارئ واعتبار البلد منطقة كوارث، وأن من شأن اتخاذ هذه الخطوة أن تساعد السودان في جلب مساعدة المجتمع الدولي لمواجهة تداعيات الفيضانات والسيول. 
من جهة ثانية، رحبت الأحزاب السودانية باتفاق المبادئ الذي وقعه رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك مع عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وأصدر تجمع المهنيين السودانيين بياناً، اعتبر فيه إعلان المبادئ خطوة هامة على طريق السلام الشامل، وأكد تطلعه لأن تكلل مفاوضات السلام بالاتفاق الشامل، حتى يدخل السودان مرحلة جديدة تطوي صفحة الحرب بغير رجعة. 
من جانبه، قال حزب المؤتمر السوداني إن اتفاق المبادئ يمثل اختراقًا مهماً في طريق استكمال عملية السلام، وخطوة إيجابية تؤكد حرص الجميع على السلام الشامل. كما رحب الحزب الاتحادي الديمقراطي برئاسة محمد عثمان الميرغني بإعلان المبادئ، وأهاب بجميع الأطراف السودانية إلى الحفاظ على وحدة البلد. 
وقال رئيس حزب الأمة الصادق المهدي، إن الآلية التي تمت بين حمدوك والحلو سليمة، لأنها نصت على عقد ورش غير رسمية لمناقشة القضايا الخلافية. وأضاف: «من حيث المبدأ نرحب باتفاق السلام الذي تم في جوبا، وكذلك ما تم من اتفاق في أديس أبابا، بجانب ترحيبنا بالموقف الإيجاب للقوى الإقليمية من السلام». 
وحذر المهدي في ندوة بمنزله بأم درمان من فشل الفترة الانتقالية في السودان، مؤكداً أن حدوث ذلك سيجعل من السودان مرتعاً وملاذاً لتنظيمات «القاعدة» و«داعش»، وقال إنه ما لم يعالج موضوع الإصلاح الأساسي، فإن الفترة الانتقالية سوف تفشل، مؤكداً أن الفترة الانتقالية تعاني من عيوب أهمها المشكلة الاقتصادية والخلافات بين المكونات السياسية. وأضاف أن التعديلات الوزارية ليست كافية لمعالجة مشكلة الأداء التنفيذي، مشيراً إلى أن مجلس السيادة تمدد في إجراءات تنفيذية، وخالف الوثيقة الدستورية. 
من جانبها، قالت حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور، إنها لن تسير في أي خط تفاوضي عبر المنهجية القديمة التي تم تجريبها، معلنة رفضها للمفاوضات التي تجري بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في جوبا. وقال الناطق الرسمي باسم الحركة محمد عبدالرحمن الناير، إن الأزمة ما زالت ماثلة بعد المنهجية القديمة التي تم تجريبها، وأنتجت 46 اتفاقية سلام جزئية، وانتهت بمحاصصات وتقاسم سلطة. وأضاف أن القضية تهم كل السودانيين، ويجب عدم تركها لأقلية في الحكومة والمعارضة، وأن الحل الأمثل للقضية السودانية يكمن في حوار سوداني - سوداني بمشاركة جميع المكونات السياسية والمدنية والعسكرية والشعبية عدا المؤتمر الوطني لمخاطبة جذور الأزمة.

السيسي: مستعدون لتقديم كل سبل الدعم للسودان
أعرب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عن تضامن مصر مع السودان حكومة وشعباً بسبب الفيضانات، التي تجتاح السودان، وما خلفته من خسائر بشرية ومادية كبيرة. وقال في تغريدة على «تويتر» «خالص التضامن مع أشقائنا السودانيين حكومة و شعباً جراء السيول والفيضانات التي تجتاح السودان الشقيق، والتي أدت إلى خسائر مفجعة في الأفراد والممتلكات، وأؤكد استعداد مصر الدائم لتقديم كل سبل الدعم لأشقائنا السودانيين في هذه الفترة الدقيقة للتعامل مع آثار الفيضانات»، داعياً المولى عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى وأن يلهم أسر الضحايا في السودان الشقيق الصبر والسلوان.
وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن تضامنها الكامل مع حكومة وشعب السودان ووقوفها جنباً إلى جنب مع الأشقاء لمواجهة تداعيات السيول والفيضانات. وأكدت في بيان استعداد مصر الكامل للتنسيق مع الأشقاء في السودان اتصالاً بجهود الإغاثة الإنسانية اللازمة لمواجهة تداعيات تلك الفيضانات، مُعربةً عن خالص التعازي في ضحايا الفيضانات التي اجتاحت السودان.

الأزهر يتضامن مع السودان
تقدم الأزهر الشريف بخالص العزاء والمواساة إلى السودان في ضحايا السيول والفيضانات. وأعرب في بيان عن خالص تضامنه مع دولة السودان في تجاوز هذه المحنة، داعياً المولى -عز وجل- أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل وأن يوفق السودان في تجاوز محنه، وأن يرزقه السلام والأمان والاستقرار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©