الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«فاير أوبزرفر» نقلاً عن خبراء غربيين: أردوغان يختلق «إنجازات وهمية» لإنقاذ رئاسته المهددة 2023

«فاير أوبزرفر» نقلاً عن خبراء غربيين: أردوغان يختلق «إنجازات وهمية» لإنقاذ رئاسته المهددة 2023
9 سبتمبر 2020 00:59

دينا محمود (لندن)

أكد خبراء غربيون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يزال يسعى لاستغلال إعلانه المثير للجدل مؤخراً، عن اكتشاف احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي في البحر الأسود، لترميم شعبيته المتداعية، وذلك في ظل ما تشير إليه استطلاعات الرأي، من تراجع غير مسبوق، في نسبة تأييد الناخبين له، ما ينذر بإمكانية خسارته للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال هؤلاء إن الاكتشافات التي أعلن عنها أردوغان قبل أكثر من أسبوعين من إسطنبول، لاقت تشكيكاً واسع النطاق في مدى جدواها العملية، سواء من جانب العاملين في مجال الطاقة، أو من قبل قيادات المعارضة التركية، التي ترى أن أردوغان، يحرص في الوقت الحاضر على الترويج لـ«إنجازات وهمية»، لصرف أنظار الأتراك عن الأزمات التي يواجهها نظامه، وعلى رأسها الضائقة الاقتصادية المتفاقمة، والعزلة الدبلوماسية الخانقة على الساحتيْن الإقليمية والدولية.
وفي تصريحات نشرها موقع «فاير أوبزرفر» الإخباري الأميركي، شدد الخبراء على أن الإعلان عن هذه الاكتشافات، التي يزعم أردوغان أنها تبلغ نحو 320 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، فضح الانقسام الشديد الذي يسود الساحة السياسية التركية جراء التوجهات المثيرة للجدل التي يتبناها الرئيس التركي وحزبه العدالة والتنمية، منذ نحو عقدين. وأبرز هؤلاء الموقف الحازم الذي يتخذه قادة المعارضة في هذا الشأن، لا سيما قيادات حزب الشعب الجمهوري، الذي نقل عن أمينه العام سيلين سايك بوك، تأكيده أن اكتشاف الغاز الطبيعي الأخير، حتى وإن تبين أنه بالكمية الهائلة التي يتحدث عنها أردوغان، لن يفيد الشعب التركي، بل إنه سيصب في صالح المستثمرين الموالين لنظامه الحاكم. 
وقال الخبراء: إن الاستقطاب الحالي في الداخل التركي، يعود إلى تقويض أردوغان المبادئ الرئيسة للديمقراطية والحكم التعددي في البلاد، وذلك في سياق الاستراتيجية التي اتبعها منذ صعوده لسدة الحكم مطلع القرن الحالي، لإبعاد منافسيه عن الساحة بكل الأساليب المشروعة وغير المشروعة، بهدف إقامة نظام الرجل الواحد. وأشاروا إلى أن الرئيس التركي حرص في هذا الإطار على استهداف الجيش التركي، الذي يُنظر إليه على أنه حارس المبادئ الكمالية، واستعان في ذلك بإيهام مواطنيه برغبته في أن تنضم البلاد إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما ترتب عليه إجراء تغييرات، من شأنها إبعاد المؤسسة العسكرية، عن دوائر الحكم والسياسة.
وأفضى كل ذلك إلى تقليص صلاحيات كيانات، مثل مجلس الأمن القومي التركي، الذي يمثل أعلى هيئة للتنسيق الأمني في البلاد، وتهميش دور العسكريين فيه، إلى حد امتلاك أردوغان القدرة على تعيين شخصية مدنية، في منصب أمينه العام، للمرة الأولى منذ إنشائه عام 1938. وأعقب ذلك، الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا عام 2016، والذي لا يزال يثير الكثير من علامات الاستفهام حتى الآن. واستغل أردوغان الفترة التالية للانقلاب، لشن حملة واسعة لعزل العسكريين الذين اشتبه في ولائهم له، جنباً إلى جنب مع إقالة وسجن عشرات الآلاف من الموظفين والأكاديميين وأعضاء السلك القضائي، بحجة التآمر مع رجل الدين المنفي فتح الله جولن. 
ووفقاً لتصريحات الخبراء لـ«فاير أوبزرفر»، قاد «فشل الانقلاب، إلى تعزيز قبضة الرئيس التركي على السلطة، كما لم يحدث من قبل، خاصة بعد أن أقدم أردوغان بعد ذلك، على تحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي. وقال هؤلاء إن ذلك دفع المعارضة التركية إلى توحيد صفوفها لمواجهة خطر الديكتاتورية المتصاعدة في البلاد، وهو ما كُلِّلَ بالنجاح في الانتخابات البلدية التي أُجريت ربيع العام الماضي، وأسفرت عن خسارة حزب أردوغان بلديات مدن رئيسة، في مقدمتها الحاضرة التجارية إسطنبول، بجانب العاصمة أنقرة، في سيناريو يأمل ملايين الأتراك أن يتكرر في الاقتراع الرئاسي المقرر عام 2023.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©