عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
أطلق السودان أمس نداء دولياً لإغاثة المتضررين من السيول والفيضانات، ووجهت بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف، نداء عاجلاً للمنظمات الدولية لإغاثة المتضررين، وذلك وسط تحذيرات وزارة الصحة السودانية من ظهور أوبئة بسبب الفيضانات خلال الأيام أوالأسابيع المقبلة.
وفى الوقت ذاته، أعلنت الجامعة العربية إنشاء غرفة عمليات، لمتابعة تطورات الأوضاع في السودان، وتنسيق الإغاثة العربية، وأكدت أنه سيتم إرسال طائرة باسم الجامعة العربية الأسبوع المقبل، تحمل مساعدات إنسانية وإغاثية عاجلة.
وجاء ذلك خلال الاجتماع الطارئ الذي عقدته الجامعة العربية بمشاركة طيف واسع من منظمات المجتمع المدني والاتحادات والتجمعات والنقابات العربية.
وأكد المشاركون في الاجتماع، الذي عقد عبر «الفيديو كونفرانس» وحضرته «الاتحاد»، استعدادهم لعون السودان في مصابه الجلل، وأعلنوا عن تبرعات لدعم السودان وتحضيرات لإرسال إغاثات عاجلة، واقترح الاجتماع كذلك إنشاء صندوق لمواجهة الكوارث، وحث كل الدول العربية على مساعدة السودان، والمساهمة في إعادة إعمار السودان.
وقال الدكتور كمال حسن على، الأمين العام المساعد للجامعة العربية: «إن الأوضاع الكارثية في السودان تستدعي تحركاً عاجلاً».
وأوضح أن الدعم العربي سيشمل الدعم الإغاثي، الذي يشمل الدواء والغذاء، والدعم الفني للمساعدة في إعادة الإعمار وتقديم المساعدات لأبناء المتضررين من الكارثة.
وفى الخرطوم، أعلن الدفاع المدني السوداني أن منسوب النيل ينذر بخروج الوضع عن السيطرة، وسط مخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة، وبدورها أعلنت الداخلية السودانية ارتفاع عدد ضحايا السيول والفيضانات في مختلف الولايات منذ بداية فصل الخريف إلى 102 حالة وفاة.
وذكرت الداخلية حسب تقرير المجلس القومي للدفاع المدني، أن 26 ألفاً و386 منزلاً انهار بشكل كلي، فيما انهار بشكل جزئي 40 ألفاً و617 منزلاً، كما أشارت إلى تضرر 179 مرفقاً، و359 متجراً ومخزناً، ونفوق 5482 رأس ماشية.
وفي هذه الأثناء، تهدد الفيضانات، الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه نهر النيل، بمحاصرة مواقع أثرية مهمة شمال الخرطوم، وحذر الخبراء من أن آثار منطقة البجراوية، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، باتت مهددة جراء الفيضانات.
وأعلن مارك مايو مدير الوحدة الأثرية الفرنسية في السودان، أن منطقة «البجراوية» الأثرية التي كانت عاصمة لمملكة مروي، مهددة بالفيضان بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر النيل إلى مستوى قياسي.
وقال عالم الآثار الفرنسي إن مفتشي الآثار السودانية بنوا سدوداً في المكان بواسطة أكياس معبأة بالرمال، واستخدموا المضخات لسحب المياه ومنعها من إتلاف هذه التحفة الأثرية، وحذر مايو من أنه إذا استمر ارتفاع منسوب النيل، فقد لا تصبح الإجراءات المتخذة كافية، وأشار إلى أن مواقع أثرية أخرى على طول مجرى النيل مهددة جراء الفيضانات.
وعلى صعيد متصل، وصلت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد إلى الخرطوم، أمس، على رأس وفد طبي يضم 20 طبيباً من مختلف التخصصات، وفرقاً وقائية متخصصة في مكافحة الأوبئة، لمنع انتشار الأمراض، ومن المقرر أن تزور الوزيرة المناطق المتضررة من السيول والفيضانات في العاصمة الخرطوم.
