الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محللون ودبلوماسيون غربيون: انقسامات «الوفاق» تهدد الهدوء الهش في ليبيا

أرشيفية
17 سبتمبر 2020 00:19

شادي صلاح الدين (لندن)

أثار ظهور انقسامات في حكومة «الوفاق» الليبية بقيادة فايز السراج المدعومة من النظام التركي قلق المجتمع الدولي بشأن إمكانية تأثير ذلك على الهدوء النسبي الهش الذي تشهده البلاد.
وعندما علق رئيس حكومة «الوفاق» مهام وزير الداخلية، فتحي باشاغا، عن مهامه في نهاية أغسطس، احتفلت الميليشيات في طرابلس بإطلاق النار في الهواء. ولكن بعد يومين، عندما عاد فتحي باشاغا إلى المدينة إثر عودته من زيارة لتركيا، استقبلته الميليشيات المتناحرة بطريقة حافلة واستعرضت قوافل في الشوارع، مما يوضح حجم الانقسام الكبير الذي تشهده طرابلس وحكومة «الوفاق» بين رئيسها ووزير الداخلية.
وأوضح تحليل لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن الانقسام الذي تشهده طرابلس تطور خطير، مضيفةً أن التقارب الذي حدث مؤخراً بين الرجلين تم تحت ضغط من الأمم المتحدة وتركيا والقوى الأخرى التي تدعم حكومة «الوفاق»، ولكن القلق يبقى لأن الخلافات لا تزال قائمة.
ويحذر محللون ودبلوماسيون من أن الخلاف العام ومشاهد الجماعات المسلحة المتنافسة في شوارع طرابلس يسلط الضوء على هشاشة التحالف الذي يدعم حكومة «الوفاق» ويهدد الجهود المبذولة لإحلال السلام في الدولة الغنية ومصدرة للنفط في شمال أفريقيا.
وأوضح المحللون السياسيون أنه بمجرد بدء الهدوء النسبي وتوقف القتال بين قوات الجيش الليبي والميليشيات المسلحة الداعمة للسراج، بدأت الانقسامات في الظهور داخل حكومته.
وقال دبلوماسي غربي للصحيفة البريطانية: «هذا هو الوقت الخطأ تماماً لحكومة الوفاق لبدء الاقتتال الداخلي»، واستدرك «لكن كان من المتوقع حدوث ذلك وكان من المتوقع أن تبدأ الميليشيات في إطلاق النار على بعضها بعضاً، لأنهم فقدوا عدوهم الخارجي».
وأعلنت حكومة «الوفاق» وقف إطلاق النار في صراعها مع الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر في 21 أغسطس، وهو ما رحبت به الأمم المتحدة والعواصم الغربية.
 وفي اليوم نفسه، دعا عقيلة صالح، رئيس البرلمان، إلى وقف إطلاق النار. وأثارت هذه التحركات الآمال في إمكانية تقدم عملية سياسية تؤدي إلى السلام.
ولكن الاقتتال الداخلي بين حكومة «الوفاق» أو الانفصال عن باشاغا الذي قد يغضب حلفاءه في مصراتة سيكون بمثابة انتكاسة لحكومة «الوفاق»، ويهدد جهود السلام الهشة. 
وقال الدبلوماسي: «كان الخطر يتمثل في أن السراج سيفقد مصداقيته ليس على المستوى الدولي فحسب، بل على المستوى المحلي أيضاً».
وحذرت «فايننشال تايمز» من أن أي اقتتال داخلي في طرابلس سيزيد من تعقيد الموقف ويهدد السلام والهدوء الهش.
وانفجر الانقسام داخل «الوفاق» إلى العلن عندما أطلق مسلحون من ميليشيا «النواصي» في طرابلس، الموالية للسراج، أسلحة لتفريق المتظاهرين الغاضبين من الفساد الحكومي وانقطاع الكهرباء وفشل الخدمات الصحية، بجانب التعامل الفاشل مع تفشي «كوفيد- 19».
وفي حين أن إعادة باشاغا إلى منصبه قد هدأت الوضع في الوقت الحالي، قال «ولفرام لاتشر» وهو مساعد بارز في المعهد الألماني للشؤون الدولية إنه «من المرجح أن تعود الخلافات مرة أخرى». وأضاف: «هذه صراعات حول التعيينات الوزارية والسيطرة على المنطقة الأمنية في طرابلس، لقد كانوا هناك بالفعل قبل هجوم حفتر، عندما كان باشاغا على خلاف مع الميليشيات في طرابلس».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©